كتاب ومقالات

فضفضة عزلة

ملامح.!

ماجد الفهمي

• ليس هناك أسوأ من أن تدافع عن أشياء.. تجد بعض أهلها لا يأخذون بل يبحثون عن ما يجعلك تندم أنك تبحث من أجل أن تحمي ما لم يستطيعوا حمايته.. إحساس بشع كونك منهم وهم منك.

• ستبقى تلك التركيبة صُلب الداء ولا من دواء إلا أن أقروا بها.. فلا يزال بعض من عشاق خالف تعرف يسرحون ويمرحون بالرأي (الأحمق) الذي يأكل من لحمه ولا يظهر إلا ما ينتمي إليه.

• لا أحد يتجرأ بالحديث خوفاً من تقلص الشعبية، لا أحد يتجرأ خوفاً من شن حرب تلو أخرى لأنهم حقيقة صناع حرب أهلية ولا يجيدون غيرها.. لكن لأنني تجرأت ألا أنزه أحداً وتجرأت أن أمس ما وضعوه خطاً أحمرَ لا يمسه أحد مهما فعلوا...!

• لك أن تتخيل عزيزي القارئ أنهم يتخذونك (عدواً) وأنت منهم، يجيشون ويتجاوزون باللفظ ويتعدون حدود النقد لسبب تافه جداً هم أنفسهم لا يدركون منه إلا ثلثه.. لذلك سنبقى ويبقون تحت مظلة لن تحقق الكثير، وسنبقى حبيسي أدراج العتب المتناقل من لسان إلى لسان.

• لم أصر يوماً على رأي.. لم أتزمت تجاه قضية.. لم أنجر خلف غوغاء.. وبالكاد لن أسلم عقلي لعاطفتي.. لذلك كان طريقي ولا يزال (حراً) وإن كان للحرية ثمن وللحقيقة وجع.. بيد أن أجمل المكاسب هو أن تكسب نفسك كونك وضعت نقاطك الثمينة على رفوف وثيرة سينصفها الزمن.. وللتجارب في ذلك حكايا وروايات أجيد روايتها دون أن يحكمني وقت.

• نتحمل.. وسنظل نتحمل.. كما أوصانا وعلمنا (خالد) الذي لا أقول عنه إلا «افترقنا وانعدم فينا الشهيق / واختنق واقوم الملم شتاتي».. وسنبقى نعض الوجع بين أضراس نخرها سوس حفظ أسرار البيت.. كل ذاك لأننا نعشقه ولا نمل عشقه وإن زاد وجعاً أو أسهب حباً...

• وأقول للأهلي «لا تسامحني ولكن لا تضيق / ما ابيك تضيق يا بسمة شفاتي».. ويرد الأهلي يقول: «كل ضحكة يم غيرك ما تليق / يا غيابك كيف تعب لي حياتي» وأرد أقول كما قال شاعرها: «صرت أكره عزلتي، أغفى وافيق / دالهن ما بين حبي وأمنياتي».

• ويقول صديقي د. فيصل البجلي: «إن الانسحاب من حالة حب يشبه تماماً الانسحاب من حالة أدمان».. وأشكو لصديقي أنني مدمن حب.. فـ «خلني بمحبتي وسط الطريق / كل طب ما يجمع لي رفاتي».. حتى آمنت بما آمنت به صغيراً.. أنني مدمن وفي عشقه متطرف.. لذلك سنمضي في طريق التحمل.. فكثير يجهل.. وقليل يعلم.. وفي ظل الغياب «صابني حزن عميق / والمفارق ريحها قاسي وعاتي».

فاصلة منقوطة ؛

• يطل رمضان على غير عادة.. لعل في ذلك صبراً يؤجر، وعملاً يقبل، وحساب نفس يغير.. كل عام وأنتم بخير.