كتاب ومقالات

كي لا تصبح «الضرورة» ثغرة

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

ما زلت أتساءل عن تعريف وتحديد وتحرير مفردة «الضرورة» منذ بداية فرض منع التجول الجزئي ثم الكلي كأحد الاحترازات الأساسية للوقاية من فايروس كورونا، لأني متأكد أنه إلى الآن ما زال هناك سوء فهم واستخدام لها، بل هناك من لا يريد أن يستوعب أن الأصل هو عدم الخروج والبقاء في المنزل، والاستثناء هو الخروج للضرورة، وهذه الضرورة تمت الإشارة لها بالخروج للرعاية الصحية أو التموينات الضرورية أو لظرف طارئ تقدره الجهات الأمنية، لكن ما نشاهده يتجاوز كثيراً هذه الاحتياجات، ولا يمكن تفسيره بغير التهاون الكبير والخطير بالهدف من فرض منع التجول.

وقياساً على ما شاهدناه من زحام غير ضروري في الشوارع والمتاجر خلال فترة السماح بالخروج من المنازل فإنه يبدو أن ذلك سوف يزداد إلى درجة خطيرة في رمضان إذا لم يتم التشديد على ضبط الخروج والتجول غير الضروري، ولربما ينسى الناس أو يتناسون أنهم في حالة طوارئ ويصرون على ممارسة بعض العادات الرمضانية غير الضرورية حتى في الظروف العادية.

هل هي ضرورة عندما يخرج الشخص كل يوم لشراء مادة غذائية بإمكانه شراؤها مرة واحدة لأسبوع كامل؟ وهل تسمى ضرورة عندما يصر على الخروج بينما بالإمكان توصيل ما يحتاجه إلى منزله؟ وفي رمضان بالذات هل سنرى التكدس بعد العصر في الشوارع والمتاجر وكأن رمضان فاجأ الناس؟ وهل سنرى طوابير على بعض الأكلات الرمضانية كالعادة في كل رمضان، أو مخالفات متعمدة بحجة أن الناس لا تستطيع الاستغناء عن عادات ألفوها؟

نعرف الحالة النفسية التي يعانيها الجميع، لكن ذلك لا يبرر المخاطرة والتهاون، وعبارة «السماح بالخروج والتجول للضرورة» أصبحت مطاطية وفضفاضة إلى درجة ضارة بالجهود الكبيرة لمكافحة الوباء، وما لم يتم ضبطها بشكل محدد وصارم فإنها سوف تستمر ثغرة في محاصرته.

habutalib@hotmail.com