ثورة الحمقى والمغفلين !
الخميس / 30 / شعبان / 1441 هـ الخميس 23 أبريل 2020 01:25
خالد محمد البيتي
يُروى أن الأديب الكبير حمزة شحاتة عندما غادر الوطن واستقر به المقام في القاهرة زاره أحد أصدقائه مبدياً سخطه على المملكة ومتطاولاً عليها، وكأنما أراد أن يسترضيه بهذه الكلمات، فقال له شحاتة: «لقد قلت كلمتي هناك في الوطن وليس خارجه»! ففهم المتطاول المغزى وصمت !
تذكرت هذا الموقف الوطني العظيم وأنا أتصفح مشهداً لفتاة تفترش الأرض في أحد شوارع العاصمة البريطانية زاعمة بأنها (هومليس) منذ أكثر من عام! وقد اتخذوا عنواناً للمشهد يشير إلى أنها من دعاة الحرية! ومع أن المشهد يظهر فيه وضوح الصنعة للإساءة للمملكة من خلال اللغة البسيطة بين السائل والمجيب دونما سابق معرفة والإجابة السريعة لإبراز البطاقة للتعريض بالسعودية في ظل هذه الظروف التي سطع فيها دور المملكة تجاه مواطنيها بالمقارنة مع بلاد الحريات حيث صفعت مواقفهم دعواهم التي يزعمونها لحقوق الإنسان.
إن هذه السلوكيات التي أصبحنا ننام ونستيقظ على مثلها بين الحين والآخر ليست من دعاوى الحرية ولا تدخل حتى من مصاريع الأبواب!فدعاة الحرية والتغيير عبر التاريخ ناضلوا من أجلها وضحوا بأرواحهم في سبيلها.. وقد اختصر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري صورة النضال من أجل الحرية حين قال:
لثورة الفكر تاريخ يحدثنا
بأن ألف مسيح دونها صُلبا
لقد كانت التضحية عبر التاريخ داخل الأوطان وليست شعارات ترفع وعبارات بذيئة تنال بها الأوطان خارجها.. ولم تكن الثورات دائماً على حق، وكذلك لم تكن الحكومات جميعها على صواب ولست هنا في معرض محاكمة الثورات أو عرضها خاصة في عصرنا الحديث ولا التعظيم أو التقليل من شأنها لكنها جميعها أفضت إلى حال أسوأ مما كانت عليه قبلها.. كما أن الثورة كمصطلح برز مع الثورة الفرنسية، أما في تاريخنا فكانت تعرف بالفتنة ولا أدلّ على ذلك من فتنة عثمان وما أعقبها من فتن وفي اسمها مايدل على المآل.. أما هؤلاء الذين تحركهم أصابع خفية ضد أوطانهم، فهم يدفعون وطنيتهم وكرامتهم ثمناً لها حتى إذا ما فشلوا قذفوا بهم ومنعوا عنهم المؤونة التي أغرت بهم أول الأمر فسقطوا في مستنقع الهوان آخره.. وذهبت أغراض المنتفعين من استغلال المرأة أدراج الرياح، وليست المرأة الوحيدة في هذا الميدان فقد سبقها رجال كنا نعدهم في الأخيار.
يذكرني بهؤلاء بيتٌ ذائع الصيت لرئيس وزراء السودان محمد محجوب يقول فيه:
هذا زمانك يا مهازل فامرحي
قد عُدَّ كلب الصيد في الفرسان
ولعلَّ الأيام تسخِّر للثقافة العربية من يجمع صنائع هؤلاء في كتاب بعنوان
ثورة الحمقى والمغفلين(!).
* كاتب سعودي
تذكرت هذا الموقف الوطني العظيم وأنا أتصفح مشهداً لفتاة تفترش الأرض في أحد شوارع العاصمة البريطانية زاعمة بأنها (هومليس) منذ أكثر من عام! وقد اتخذوا عنواناً للمشهد يشير إلى أنها من دعاة الحرية! ومع أن المشهد يظهر فيه وضوح الصنعة للإساءة للمملكة من خلال اللغة البسيطة بين السائل والمجيب دونما سابق معرفة والإجابة السريعة لإبراز البطاقة للتعريض بالسعودية في ظل هذه الظروف التي سطع فيها دور المملكة تجاه مواطنيها بالمقارنة مع بلاد الحريات حيث صفعت مواقفهم دعواهم التي يزعمونها لحقوق الإنسان.
إن هذه السلوكيات التي أصبحنا ننام ونستيقظ على مثلها بين الحين والآخر ليست من دعاوى الحرية ولا تدخل حتى من مصاريع الأبواب!فدعاة الحرية والتغيير عبر التاريخ ناضلوا من أجلها وضحوا بأرواحهم في سبيلها.. وقد اختصر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري صورة النضال من أجل الحرية حين قال:
لثورة الفكر تاريخ يحدثنا
بأن ألف مسيح دونها صُلبا
لقد كانت التضحية عبر التاريخ داخل الأوطان وليست شعارات ترفع وعبارات بذيئة تنال بها الأوطان خارجها.. ولم تكن الثورات دائماً على حق، وكذلك لم تكن الحكومات جميعها على صواب ولست هنا في معرض محاكمة الثورات أو عرضها خاصة في عصرنا الحديث ولا التعظيم أو التقليل من شأنها لكنها جميعها أفضت إلى حال أسوأ مما كانت عليه قبلها.. كما أن الثورة كمصطلح برز مع الثورة الفرنسية، أما في تاريخنا فكانت تعرف بالفتنة ولا أدلّ على ذلك من فتنة عثمان وما أعقبها من فتن وفي اسمها مايدل على المآل.. أما هؤلاء الذين تحركهم أصابع خفية ضد أوطانهم، فهم يدفعون وطنيتهم وكرامتهم ثمناً لها حتى إذا ما فشلوا قذفوا بهم ومنعوا عنهم المؤونة التي أغرت بهم أول الأمر فسقطوا في مستنقع الهوان آخره.. وذهبت أغراض المنتفعين من استغلال المرأة أدراج الرياح، وليست المرأة الوحيدة في هذا الميدان فقد سبقها رجال كنا نعدهم في الأخيار.
يذكرني بهؤلاء بيتٌ ذائع الصيت لرئيس وزراء السودان محمد محجوب يقول فيه:
هذا زمانك يا مهازل فامرحي
قد عُدَّ كلب الصيد في الفرسان
ولعلَّ الأيام تسخِّر للثقافة العربية من يجمع صنائع هؤلاء في كتاب بعنوان
ثورة الحمقى والمغفلين(!).
* كاتب سعودي