بابيشا.. حين تقف المرأة في وجه التطرف
الخميس / 30 / شعبان / 1441 هـ الخميس 23 أبريل 2020 01:50
علا الشيخ - ناقدة سينمائية ola_k_alshekh@
هل يمكن أن تمتزج القسوة مع العذوبة، هل من الممكن أن نصف فيلمًا بالعذب بالرغم من قصته المؤلمة، هذا بالفعل ما يعكسه الفيلم الجزائري بابيشا للمخرجة مونيا مدور، وهو من الأفلام التي توصف بسينما المؤلف، لأن المخرجة هي الكاتبة، إضافة إلى تعامل مدور مع الفيلم بنوع إدارة صعب وهو ملاحقة الشخصية الرئيسية التي لا تخرج من الكادر أبدا، وهذا النوع من الإدارة يجعلك تتيقن مدى التمكن في تشكيل الفيلم في صورته النهائية.
بابيشا مفردة محلية جزائرية تعني الجميلة، وهنا الجمال له علاقة ببطلة الفيلم نجمة، التي أدت دورها الممثلة الشابة لينا خضري، وهي ليست وحدها بابيشا كل الفتيات في الفيلم هن كذلك، لأن تجسيد معنى الجمال ليس مقتصرا فقط على الهيئة الخارجية، ثمة جمال من نوع آخر له علاقة بالحلم، بالشغف، بالتوق إلى الحرية.قصة فتيات في سكن جامعي، في فترة الثمانينات التي شهدت أصعب المراحل التي مرت بها الجزائر، حين سيطر الإخوان على شكل الحياة، لكن نجمة وصديقاتها الآتيات من مناطق مختلفة من البلاد لديهن طريقتهن الخاصة في الوقوف أمام هذا النوع من السيطرة، حتى لو كان عن طريق ارتداء ما هو ممنوع بشكل سري، المشاهد الأولى التي تبدأ بفرح وصخب وجمال تبدأ بالتراجع لمواجهة الواقع، حين تقتل شقيقة نجمة، فالقتل وقتها كان بالمجان، المشهد الذي قتلت فيه حين لم تلف نجمة وجهها لمواجهته واكتفت بسماعة هو الحبكة الرئيسية في الفيلم الذي ستبنى عليه تفاصيل سير الحكاية، التي تبدأ من قرار نجمة التي تدرس تصميم الأزياء أن يكون مشروع تخرجها من القماش الذي كانت ترتديه شقيقتها لحظة موتها، وهذا القماش وطريقة ارتدائه حكاية أخرى، نصفه خشن ونصفه حرير، كانت ترتديه النساء أثناء مقاومة الاستعمار الفرنسي لتخبئة الأسلحة وإيصاله للثوار، هذا التفصيل موجع بكيف هذا القماش شهد بعد كل هذه السنوات من الاستقلال موتا من نوع آخر، لكن القاتل هذه المرة يتكلم الجزائرية، لتبدأ مجابهة بين الجمال والقبح ومن سينتصر في النهاية، و لا تختفي نجمة من أي مشهد فيه، تعيش معها وصديقاتها معنى الحلم بكل ما أوتي من تحديات في حضرة اللهاث، الذي سيكون سيد الموقف في التحدي الذي تخوضه نجمة، هي تدرك أن القوة الإسلامية طاغية حتى على قرارات مديرة الجامعة المتحررة، لكنها تصر، وتدعمها صديقاتها، وتبدأ بتحضير عرض الأزياء من ذلك القماش الذي تلطخ بالدم، تعتقد لوهلة أنها نجحت، وهي الراعية لصديقات إحداهن معنفة من حبيبها والآخرة محجبة رغمًا عنها وحامل بطفل غير شرعي وأخرى تريد أن تهاجر إلى فرنسا، كل هؤلاء هن حكاية جزائرية خالصة، بطولاتها نساء وقعن واحدة تلو الأخرى أمام رشاشات ملتحية قضت على أحلامهن وفرقتهن إما موتًا أو قهرًا أو خوفًا أو هجرة.
هذا الفيلم الذي بات متاحًا للمشاهدة على منصات متنوعة دعمًا للمشاهدة المنزلية ومواكبتها لقرارات العزل المنزلي، تم عرضه سابقًا في مهرجانات سينمائية عالمية وعربية، مثل مهرجان «كان» في 2019، ومهرجان الجونة السينمائي وحصل على جائزة «الجونة» لأفضل فيلم عربي روائي طويل، وأخيرا حصل على جائزتين في الدورة 45 من جوائز سيزار، جائزة أفضل أول فيلم وجائزة أحسن ممثلة واعدة للممثلة لينا خضري.
بابيشا مفردة محلية جزائرية تعني الجميلة، وهنا الجمال له علاقة ببطلة الفيلم نجمة، التي أدت دورها الممثلة الشابة لينا خضري، وهي ليست وحدها بابيشا كل الفتيات في الفيلم هن كذلك، لأن تجسيد معنى الجمال ليس مقتصرا فقط على الهيئة الخارجية، ثمة جمال من نوع آخر له علاقة بالحلم، بالشغف، بالتوق إلى الحرية.قصة فتيات في سكن جامعي، في فترة الثمانينات التي شهدت أصعب المراحل التي مرت بها الجزائر، حين سيطر الإخوان على شكل الحياة، لكن نجمة وصديقاتها الآتيات من مناطق مختلفة من البلاد لديهن طريقتهن الخاصة في الوقوف أمام هذا النوع من السيطرة، حتى لو كان عن طريق ارتداء ما هو ممنوع بشكل سري، المشاهد الأولى التي تبدأ بفرح وصخب وجمال تبدأ بالتراجع لمواجهة الواقع، حين تقتل شقيقة نجمة، فالقتل وقتها كان بالمجان، المشهد الذي قتلت فيه حين لم تلف نجمة وجهها لمواجهته واكتفت بسماعة هو الحبكة الرئيسية في الفيلم الذي ستبنى عليه تفاصيل سير الحكاية، التي تبدأ من قرار نجمة التي تدرس تصميم الأزياء أن يكون مشروع تخرجها من القماش الذي كانت ترتديه شقيقتها لحظة موتها، وهذا القماش وطريقة ارتدائه حكاية أخرى، نصفه خشن ونصفه حرير، كانت ترتديه النساء أثناء مقاومة الاستعمار الفرنسي لتخبئة الأسلحة وإيصاله للثوار، هذا التفصيل موجع بكيف هذا القماش شهد بعد كل هذه السنوات من الاستقلال موتا من نوع آخر، لكن القاتل هذه المرة يتكلم الجزائرية، لتبدأ مجابهة بين الجمال والقبح ومن سينتصر في النهاية، و لا تختفي نجمة من أي مشهد فيه، تعيش معها وصديقاتها معنى الحلم بكل ما أوتي من تحديات في حضرة اللهاث، الذي سيكون سيد الموقف في التحدي الذي تخوضه نجمة، هي تدرك أن القوة الإسلامية طاغية حتى على قرارات مديرة الجامعة المتحررة، لكنها تصر، وتدعمها صديقاتها، وتبدأ بتحضير عرض الأزياء من ذلك القماش الذي تلطخ بالدم، تعتقد لوهلة أنها نجحت، وهي الراعية لصديقات إحداهن معنفة من حبيبها والآخرة محجبة رغمًا عنها وحامل بطفل غير شرعي وأخرى تريد أن تهاجر إلى فرنسا، كل هؤلاء هن حكاية جزائرية خالصة، بطولاتها نساء وقعن واحدة تلو الأخرى أمام رشاشات ملتحية قضت على أحلامهن وفرقتهن إما موتًا أو قهرًا أو خوفًا أو هجرة.
هذا الفيلم الذي بات متاحًا للمشاهدة على منصات متنوعة دعمًا للمشاهدة المنزلية ومواكبتها لقرارات العزل المنزلي، تم عرضه سابقًا في مهرجانات سينمائية عالمية وعربية، مثل مهرجان «كان» في 2019، ومهرجان الجونة السينمائي وحصل على جائزة «الجونة» لأفضل فيلم عربي روائي طويل، وأخيرا حصل على جائزتين في الدورة 45 من جوائز سيزار، جائزة أفضل أول فيلم وجائزة أحسن ممثلة واعدة للممثلة لينا خضري.