بدء أول محاكمة في قضية انتهاكات منسوبة إلى النظام السوري أمام محكمة ألمانية
الخميس / 30 / شعبان / 1441 هـ الخميس 23 أبريل 2020 21:10
أ.ف.ب. (برلين)
بدأت اليوم (الخميس) في ألمانيا أول محاكمة في العالم لانتهاكات منسوبة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مع مثول رجلين يعتقد أنهما عنصران سابقان في المخابرات السورية أمام محكمة في كوبلنس.
وحضر المشتبه به الرئيسي أنور رسلان (57 عاما) بصفته عقيدا سابقا في جهاز أمن الدولة وهو ملاحق بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية.
ويتهمه القضاء الألماني بالمسؤولية عن مقتل 58 شخصا وعن تعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف آخرين من أبريل 2011 إلى سبتمبر 2012، في فرع الخطيب الأمني، الذي كان يديره في دمشق.
كما مثل أمام محكمة كوبلنس أياد الغريب (43 عاما) الذي غطى وجهه بقناع، وهو متهم بالتواطؤ في جريمة ضد الإنسانية لمشاركته في توقيف متظاهرين تم اقتيادهم إلى هذا السجن بين الأول من سبتمبر و31 أكتوبر 2011.
وبحسب النيابة العامة، فإن المعتقلين في سجن الخطيب الذين شارك العديد منهم في التظاهرات المطالبة بالحرية والديموقراطية التي شهدتها سورية اعتبارا من مارس 2011، تعرضوا «للكم والضرب بالعصي والأسلاك والجلد» كما خضعوا للصعق بالكهرباء.
وتضيف أنه تم تعليق البعض بمعصميهم «بحيث لا يلامسون الأرض إلا برؤوس أقدامهم» و«استمرّ ضربهم في هذه الوضعية»، مشيرة كذلك إلى «حرمانهم من النوم لعدة أيام».
وجاء في بيان الاتهام أن «وسائل التعذيب الجسدية والنفسية الوحشية» كانت تهدف إلى انتزاع «اعترافات ومعلومات حول المعارضة».
ولفت كاليك إلى أن المتهم الرئيسي «ليس حارس سجن بسيطا بل هو شخص تولى بحسب النيابة العامة، مهاما إدارية» في مؤسسات الدولة السورية.
ولم يشأ محامو المتهمين الإدلاء بأي تصريح قبل المحاكمة.
غير أن بشار الأسد نفى ردا على سؤال حول محاكمة أنور رسلان حصول أي أعمال تعذيب، في مقابلة أجرتها معه شبكة «آر تي» الروسية القريبة من الكرملين في نوفمبر 2019.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد وفاة ما لا يقل عن 60 ألف شخص تحت التعذيب أو نتيجة ظروف الاعتقال المروعة في سجون النظام السوري.
وقال السوري حسين غرير المعتقل السابق في سجن الخطيب «إنها المرة الأولى التي أرى فيها محاكمة عادلة. نود كشف الحقيقة عن أعمال التعذيب في سورية المستمرة إلى هذا اليوم».
وأضاف وسيم مقداد وهو معتقل سابق آخر «هذه المحاكمة مهمة أيضا للأشخاص الذين لا يزالون معتقلين أو توفوا لاستعادة كرامتهم».