أخبار

كورونا.. هل يفترس مرضى السرطان ؟

عكاظ تسأل الخبراء والمختصين:

حسين هزازي (جدة) okaz_online@

ما أن حلت على العالم أزمة فايروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي أجمع الأطباء على أنه يدمر الأجهزة المناعية، حتى علا صوت المصابين بالسرطان، «وماذا عننا نحن، هل سنكون الأول عرضة، والأكثر ضحايا، والأعمق ألما ومعاناة؟».

ربما اعتاد العالم على أن يكون كبار السن هم أصحاب الأمراض المزمنة الخطيرة سواء أمراض القلب أو السكري أو الرئة، لكنهم أيضا يمثلون نسبة كبيرة من مرضى السرطان، الأمر الذي يستوجب البحث عن روشتة ناجعة لتجنب الإصابة بالفايروس وكيفية الوقاية، والتساؤل عن كيفية العلاج لهذه الفئة بالذات.

وفيما تحاول «عكاظ» رصد نصائح الأطباء في مواجهة فايروس كورونا، من أجل كتابة روشتة مفيدة، علمت أن مستشفيات الصحة لا تزال تدعم مرضى السرطان ولم تلغ مواعيدهم، بل جهزت الصيدليات بكامل أدويتهم الخاصة «طويلة الأجل وقصيرة الأجل»، إضافة إلى تفعيل الاستشارات الطبية عبر مواقعها الرسمية المختلفة، واستمرار العمل في عياداتهم في مختلف أنواع الإصابات بالمرض.

الأكثر عرضة للإصابة

يقول استشاري سرطان الثدي محمود الفرم: من المهم للمصابين بالسرطان تطبيق التدابير اللازمة لتجنب عدوى فايروس كوفيد-19، ولكن لا داعي لاتخاذ احتياطات خاصة ما لم يشر الطبيب إلى ذلك، مبينا أنه من إحدى الأساطير التي تدور حول فايروس كورونا هي أنه يؤثر بشكل خطير على كبار السن فقط، ولكن هذه ليست الحقيقة، لأن أي شخص يعاني من ضعف المناعة معرض لخطر «كوفيد-19» بدرحة أكبر، ومصابو السرطان من بين هؤلاء الأشخاص.

وبين أنه حتى يستطيع أي فايروس الاستقرار والتسبب في المرض، يجب أولاً أن يتغلب على دفاعات الجهاز المناعي، وينطبق ذلك على فايروس كورونا المستجد، المعروف باسم كوفيد-19، وتميل هذه الدفاعات إلى أن تكون أضعف في حالة الأشخاص المصابين بالسرطان والأمراض المزمنة الأخرى، إلى جانب الذين يتلقون علاجات تثبط مناعتهم.

وأوضح الفرم أنه من المهم أن نشير بشكل واضح إلى أن المصابين بالسرطان ليسوا عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض بشكل أكبر، بل إنهم معرضون مثل غيرهم وبنفس القدر للإصابة بالفايروس، ومع ذلك إذا أصابهم الفايروس فقد يكونون أكثر عرضة للمعاناة من هجوم أشد ضراوة تنتج عنه أعراض أكثر حدة.

كيفية الحماية

يرى استشاري مكافحة العدوى محمد الحربي أنه لا يوجد فرق كبير في التدابير الوقائية حين يتعلق الأمر بفايروس كورونا والسرطان، وفي الأساس يتعين على مرضى السرطان أن يتبعوا نفس الإرشادات التي يتبعها الجميع، ولكن بشكل أكثر صرامة.

وقال: «أفضل طريقة لحماية أنفسهم هي تجنب الاتصال الاجتماعي لأقصى درجة ممكنة، فالعزلة من الوسائل المثالية للوقاية من العدوى، وعندما نتحدث عن تجنب مخالطة الآخرين، فإننا لا نشير إلى تقييد التواصل مع الغرباء فحسب، بل يشمل ذلك أيضاً أفراد الأسرة ومن يشكلون جزءاً من الروتين المعتاد للشخص».

وفسر الأمر بأنه «يعني كذلك عدم التحية بالمصافحة أو العناق إلا عندما تكون على يقين تام من أن الشخص الآخر ليس مصاباً، ومن المستحسن ارتداء قفازات الاستخدام الواحد عند استلام الطرود، وينطبق نفس الشيء إذا كنت مضطراً إلى مغادرة المنزل، وتتبع هذه التدابير منطقاً بسيطاً: كلما قل التعرض للآخرين وللبيئات التي قد تكون ملوثة، قل احتمال الإصابة بالعدوى».

ضعف المناعة

يرى الكثيرون أن مرضى السرطان الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى وأعراض أكثر شدة، ولو مؤقتاً، بسبب ضعف جهاز المناعة من علاج السرطان.

ويرى أخصائي أمراض الدم الدكتور محمد الغامدي: «أنه مع ذلك، لدينا معلومات محدودة جداً في الوقت الحالي»، موضحا أنه يتلقى مع فريقه العديد من الأسئلة من مرضى السرطان الذين يشعرون بالقلق ويريدون أن يفهموا بشكل أفضل ما قد تعنيه إمكانية الإصابة بعدوى كورونا.

وقال: «ما نعرفه، يبدو أن الإصابة بـ COVID-19 أكثر صعوبة وأكثر عدوانية ونتائجها أسوأ في الأشخاص الأصحاء بشكل عام والذين هم في تقدم العمر بشكل خاص».

وأضاف: «نحن الخبراء لا نفهم تماما الآثار المترتبة على الإصابة بالسرطان والعدوى بفايروس كورونا، ولكن ما نقوله للمرضى، ونحن نتلقى هذه الأسئلة، أنه حتى نعرف المزيد، من الحكمة لهم أن يكونوا على حذر، ونأمل من خلال هذه السلوكيات أن تمنعهم من الإصابة، لذا كن حذراً جداً فيما يتعلق بغسيل يديك، والابتعاد عن التجمعات التي رأيناها جميعاً في الأخبار».

ويقول الدكتور الغامدي: «علاوة على ذلك، قد تؤثر بعض العلاجات المختلفة على كيفية تمكن الشخص من مقاومة العدوى أو لا، وبعض العلاجات التي تسقط نوعاً معيناً من الخلايا البيضاء ويُعتقد عادةً أنه أكثر أهمية للعدوى البكتيرية، وقد تؤثر بعض علاجات السرطان الأخرى على الطريقة التي يستجيب بها نظام المناعة لدينا، وهناك عدد من الخلايا مثل الخلايا الليمفاوية، لذلك ربما يكون هذا أكثر أهمية بالنسبة للفايروسات، لكن هذا كله تخميني لأننا لا نملك معلومات في هذه المرحلة».

ويشجع الغامدي المرضى المصابين بالسرطان على إجراء محادثات مستمرة مع أطباء الأورام للحصول على معلومات حول السرطان المحدد وعلاجهم.

العامل الحاسم

يشير الخبراء إلى أن فايروس (كوفيد-19) يعد شديد الحساسية للماء والصابون، هذه الكائنات المجهرية تمتلك غشاء خارجياً يتكون من الدهون، الذي يدمره الصابون بسهولة، وبدون هذا الغشاء الخارجي يتحلل الفايروس.

لذلك، أصبح غسل اليدين أكثر أهمية من أي وقت مضى. ويرون أنه إذا كان الفايروس موجوداً، فإنه سيختفي، وإذا لم يكن حاضراً، فإن اكتساب عادة غسل اليدين أمر جيد في جميع الأحوال، وفي نهاية المطاف، قد لا يكون الفايروس حاضراً اليوم، ولكن غداً قد يكون موجوداً.