فلسطين وجهة نظر في المسلسلات العربية
الاثنين / 04 / رمضان / 1441 هـ الاثنين 27 أبريل 2020 15:46
علا الشيخ (ابوظبي) ola_k_alshekh@
مسلسلات عربية عديدة في الموسم الرمضاني الحالي، لا يغيب عنها الحديث عن فلسطين، البعض من تلك الأعمال حوّل فلسطين من قضية إلى وجهة نظر، والبعض الآخر هز عرش وزارة الخارجية للاحتلال الإسرائيلي، والبعض حتى في لقطة واحدة أوضح معنى التجارة باسمها، هنا نستعرض هذه الحالة عبر مشاهد وحوارات ضمن أعمال مختلفة.
في حوار ظهر في مسلسل «مخرج 7» للكاتب خلف الحربي وللمخرج أوس الشرقي، بين الشخصية التي يؤديها الفنان ناصر القصبي والشخصية التي يؤديها الممثل راشد الشمراني، تم استقطاع حديث الشمراني وتحويله إلى ترند، كانت نتيجته غير منصفة للمشهد كله، بحيث لم يتم الإشارة إلى رد الشخصية التي أداها القصبي التي تحمل خطابًا متوازنًا بعيدًا عن العصبية واللامنطق، ومع هذا تصدر خطاب الشخصية التي أداها الشمراني، مما أدى إلى لغط وهجوم وشتائم بين أطراف عديدة، وهذا من شأنه تحوير خطير وبث الكراهية من قبل مغردين قرروا استقطاع المشهد، مما حول فلسطين في هذا المثال من قضية إلى وجهة نظر، تناقلتها تغريدات لأناس من الممكن أن يكونوا أصحاب حسابات وهمية الفن بريء منها.
في المقابل أصدرت خارجية الاحتلال الإسرائيلي بيانًا تستنكر فيه مسلسل «النهاية» للمخرج ياسر سامي، الذي يتوقع زوال دولتهم، حيث ظهر في أولى حلقاته أطفال في عام 2120 يدرسون «حرب تحرير القدس» التي أدت إلى زوالهم، بالرغم من أن هذا العمل الذي يعتبر شكلاً جديداً على صناعة الدراما العربية، بحيث اعتمد على التقنيات الحديثة في تصور مستقبل العالم، وانفتاح كوكب الأرض على كواكب أخرى، شيء اعتدنا على مشاهدته في الأعمال الأجنبية، لكن حتى في الخيال لم يستطع الاحتلال تقبل الفكرة، فأصدر بيانه منددًا، وهذا يؤكد قوة رسال الفن والثقافة، التي عندما يكون لها رأي تهز كياناً صفته أنه يحتمي بأقوى عتاد عسكري في العالم.
ومن جهة أخرى وفي لقطة عابرة، عندما يتم التعريف عن شخصية طاهر التي يؤديها الممثل آسر ياسين في مسلسل (مية وش)، للمخرجة كاملة أبوذكري، وعن طرق النصب التي ابتدعها طوال حياته، يظهر في لقطةٍ حاملاً صندوق تبرعات في الجامعة، وهو يضع الكوفية الفلسطينية على كتفه، هنا فلسطين تظهر بكيف تم التجارة بها؟
أما في مسلسل أم هارون للمخرج محمد جمال العدل، وبطولة حياة الفهد مع نخبة من الممثلين الخليجيين، فموضوع فلسطين ظهر بقوة في الحلقات الأولى تحديداً بعد نكبة فلسطين عام 1948، وظهر من خلاله الحمية الخليجية تجاه القضية، وكيف تبرع الصغير قبل الكبير لصندوق دعم الصمود الفلسطيني، في الوقت الذي كان الترقب تجاه اليهود في العمل عن ردة فعلهم، فظهر بينهم من ينتمي لعروبته ضد الفكرة الصهيونية، وتم مشاهدته وهو في المظاهرات المنددة، ومن ناحية أخرى ظهرت نماذج اليهود الذين يتوقون إلى الذهاب إلى أرض الميعاد المزعومة، ومن بينهم ابنة الحاخام وزوجها، المصرين على بث الشكوك تجاه محبة الجيران من ديانات مختلفة نحوهم، العمل ما زال الأكثر جدلاً إلى اللحظة في خارطة الأعمال الدرامية لهذا العام، والترقب لشكل الرسالة التي يريد إيصالها هي التي تجعله من أكثر الأعمال مشاهدة، بالرغم من أخطاء تاريخية وحتى شكلية تظهر فيه.