كتاب ومقالات

حرام نرمي الباميا!

أشواك

عبده خال

يبدو أن وجبة البرامج الرمضانية غدت مألوفة مثل الطبيخ المعتاد من امرأة لا تجيد الطهو، مما يجعل طبخها هدرا للطعام.

يبدو أن القنوات ذات الجماهيرية تنسى في كل عام مراجعة سياساتها الدرامية، وتصر على تقديم الأكل البايت، وكأنها تقول: حرام نرمي الباميا!

ولأن مكوثنا في المنازل أشبه باستلقاء عجول البحر على الشاطئ، ونزحف على بطون امتلأت شحوما حتى أن عضلاتنا لم تعد قادرة على البروز.

وكل قناة تغث مواطني بلدها بالمشاكل اليومية من خلال دراما خاطها «خياط العيد» الذي يستقبل كل طلبات الخياطة بما يفوق قدرته على الإنجاز حتى إذا هل العيد، وجد زبائنه أنه لم يخط لهم كما يجب أو لم ينهِ ثياب الزبائن وعليهم تحمل أعذاره هذا إذا اعتذر.

ويبدو أن القنوات ليس بها حمرة خجل العذراء، فكيف تخجل؟

أتحدث عن العموم لأن النسبة العالية متردية، وكان الأجدر بي أن أستخدم (التبعيض) إلا أن هذا البعض يكاد يختفى، وتبقى الإجادة في اثنتين، ثلاث، وبأي حال من الأحوال لا تتجاوز الجيدة أصابع اليد الواحدة.

فلماذا هذا التهافت؟

وإذا كان المعلن ميالا للإعلان في البرامج السخيفة مما يحمل القناة على التعاقد مع (الهيافة) والاستمرار في تقديمها سنويا لأن الهدف ليس تثقيفا أو ترفيها.. نصبح نحن من يستحق هذه المواضيع!

ولكي لا نرفرف عاليا في ما نصف به أنفسنا من تعالٍ على (سفاسف) الأمور، علينا أن نكون صادقين، والصدق أن الابتذال الدرامي أو البرامجي لم يصل إلى القنوات إلا صدى لما نحن فيه.

هو واقع (شئنا أم أبينا)، فإحدى أو أحد مشاهير السوشال ميديا يتابعونه بالملايين ودرسه اليومي لهؤلاء المتابعين لبسه لبيجامة النوم أو إحداهن تهز (......) قبل أن تعلن عن الدار التي منحتها روجا أو إكسسوارات.

هذه الهيافة يبحث عنها المعلن في الميديا أو في الدراما.

ولا نحتاج للأسف، فكما تفكر تكون.

وليس المفكر واحد بل أعداد كموج البحر كله زبد!

* كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com