القصابون.. لم تنتزعهم الجزارة من أحضان الفقه
علماء صنايعية
الثلاثاء / 05 / رمضان / 1441 هـ الثلاثاء 28 أبريل 2020 03:51
إعداد: علي الرباعي l_ARobai@
اشتهر نحو ١٥٠٠ عالم وأديب ومحدث وفقيه بألقاب المهن التي عملوا بها واحترفوها لكسب أرزاقهم، كونهم لم يترزقوا يوما بالعلم، بل تعلموه وعملوا به خالصا لوجه الله، واقتدوا بالأنبياء عليهم السلام، فأبونا آدم كان مزارعا، وداوود حداداً، ومحمد تاجراً، وموسى راعياً. ومن المهن التي عمل بها علماء كبار «القصابة» (بيع اللحم)، واشترك في هذه المهنة عشرات علماء السلف، منهم الحافظ أبو أحمد محمد علي الكرجي، الذي توفي عام 360هـ، بعدما روى عن الطيالسي والرازي والأخرم والدقاق. كما عمل بها الوزير مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد القصاب البغدادي، الذي توفي عام 592هـ، واشتهر بالفقه والأدب ونظم الشعر، علاوة على الإمام أبو عبدالله ابن القصاب محمد بن علي بن عبد الحق الأنصاري، المعروف بابن القصاب والذي توفي عام 690هـ، وهو من أهل فاس، واشتهر بالقراءات السبع للقرآن، كما أنه رائد المدارس المغربية في أصول الأداء الخاصة بقراءة نافع، وشيخ مدرسة فنية اهتمت بهذه القراءة، ودرّست أحكامها، ووضعت معالم البحث والتأليف فيها، وله «الكتاب الكبير في القراءات»، «وتقريب المنافع».