كتاب ومقالات

فهم الصين (1)

شرفات

مي خالد

جميعنا يلعن الرجل الذي أكل الخفاش، وهو يستحق ذلك بالتأكيد لكن البعض قد يتمادى ليصف الصين بالدولة الفاشية وهو أسلوب غضب غريب ومبالغ فيه من مسألة انتشار كوفيد- 19 وإخفاء الصين لبعض المعلومات وأعداد المصابين الحقيقية.

قبل مدة وصف المحرر الدولي لصحيفة سيدني مورنينج الصين بالدولة الفاشية (إلى جانب داعش وروسيا)، مما أثار رد فعل غاضباً من وزارة الخارجية الصينية.

إن انتقاد واقع الصين السياسي ونموذجها التنموي وسلوكها «غير المتعاون» أمر سهل، ولكن رؤية الاختلافات والفروقات بين الحضارات وفهمها أمر أكثر صعوبة من إطلاق الأحكام وفق التصور الغربي لأنظمة الحكم.

قد تكون الصين استبدادية إلى حد ما، لكنها أكثر رأسمالية مما يمكن تسميته بالدولة الفاشية.

إدارة الصين هي شكل من أشكال الرأسمالية حيث تتحكم الحكومة في بعض الممتلكات والموارد والأموال، لكن الشركات تميل إلى الاحتفاظ باستقلاليتها والكثير من القوة في ظل اقتصاد السوق، في العقود الأخيرة تبنت الصين المزيد من حرية الملكية الخاصة. وبعد النظر إلى الفاشية وتأملها، لا أعتقد أنه يمكننا وصف الصين بالفاشية لسببين الأول سأناقشه هنا. أما السبب الثاني فسأخصص له المقال القادم.

السبب الأول هو:

في حين أن الصين لم تكن ماركسية حقاً منذ السبعينات، فإنها ما زالت تمجد الماركسية وتشيد بها، ومع ذلك، تميل إلى دعم الاقتصاد المختلط الذي يعني الخلط بين الاقتصاد المخطط له وأنظمة الأسواق المالية. ويقوم الاقتصاد المختلط كذلك على المزاوجة بين الأسواق الحرة والدعم الحكومي.

كما يمكننا اعتبار الصين معادية للرأسمالية ومعادية للاشتراكية في آن.

* كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@