أخبار

بعد 46 عاما.. بائع البليلة لـ عكاظ: خسرت دراهم.. وربحت حياتي

مهن رمضانية

الزيتوني مع المحرر في صورة تعود إلى عام 1439هـ. (تصوير: أحمد القحطاني)

أحمد السوقان (المدينة المنورة) azahraniz@

بعد 46 عاما قضاها رضا الزيتوني في بيع البليلة، ونال على إثرها لقب أشهر بائعي البليلة في المدينة المنورة، وجد نفسه أمام خيار التوقف المؤقت بسبب الإجراءات الاحترازية لمرض فايروس كورونا، مثل غيره من الأنشطة التجارية.

لكنه يرى أن التزامه بالقرارات الصحية، لا يعني خسارة مادية بل يعني ربحا في حياته وحياة الآخرين، مؤكدا أن الخسارة المادية لا تساوي شيئا أمام حياة أي انسان.

وأوضح أنه لا يتخوف من التوقف مؤقتا، لأن كل الإجراءات الصحية الحالية مبكرة وناجحة جدا وتساهم في تقليل أعداد المصابين بالفايروس وتجنب الكارثة بإذن الله.

ويرى الزيتوني أن هذه الغمة لها تبعات إيجابية أولها الرجوع إلى الله والتوبة، والتفاف العائلة وتعليم الأبناء على الاعتماد على النفس في إعداد الطعام والاعتداد بأنفسهم في أمور الحياة، وتكاتف الأسرة وتلاحمها، وتنظيم الوقت، وكذلك تكثيف الموروثات الشعبية التي يمكن القيام بها في المنزل مع أفراد العائلة.

وأوضح أن اختفاء مهنته مؤقت، لكنها ستعود يوما ما بعد زوال المرض بإذن الله، مبينا أن التلاحم المجتمعي في هذه الجائحة لم يغِب، خصوصا لأصحاب المهن التقليدية، مبينا أن مبادرات توزيع السلال الرمضانية القائمة، وقيام رجال الأمن بأدوارهم وكذلك أبطال الصحة، يُثبت حجم التلاحم الرائع بين أفراد الوطن وتكاتفهم وهو الأمر الذي يخفف على الجميع هذه الجائحة.

وبين الزيتوني أنه يعمل في المهنة منذ كان عمره 8 سنوات، ولم تغب بسطته في أي موسم رمضاني، إلى جانب الأجواء الرمضانية الأخرى مثل أداء التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف، وسماع صوت مدفع الإفطار والإمساك وتوزيع الطعام على الجيران، وتواصل الأهل والأقارب، وتوزيع الإفطار على الصائمين في الشوارع والمساجد.