دع المخدة فالليالي القادمة لا نوم فيها !
أشواك
الأحد / 10 / رمضان / 1441 هـ الاحد 03 مايو 2020 00:51
عبده خال
منذ إطلالة فايروس كورونا وانا أردد أنها حرب عالمية شنها كائن ميت للقضاء على كائن حي.
وكما فعلت الحربان العالميتان من تغير في النظام العالمي، حيث خسفت بقوى وطفت قوى كانت في الظل، والحرب العالمية الثالثة الكورونية سوف تنتج نظاما جديدا، فهل تتوقع نبوءة كارل ماركس عن انهيار الرأسمالية بسبب تناقضات نظامها الداخلي الباحث عن الربحية من خلال الملكية الفردية التي تخدمها القوانين التشريعية والسوقية معا مفسحة لقاعدة العرض والطلب أن تكون هي السيد في كل الأحوال، ولأن الاشتراكية تقوضت واتجهت الأنظمة الاشتراكية لتحسين وضعها بإعطاء الفرد أحقية التملك مع السير بمحاذة الأيدلوجية الرأسمالية.. ولأن النظامين لم يسعدا الإنسان فكل منهما له (مهارس عجن) مهمته سحق الإنسان بصور متعددة.. وبين النظامين الاقتصاديين تواجد النظام الاقتصادي المختلط وهو شائع في كثير من الدول.. فهل يتم تعميمه ليكون هو النظام الأساس فيما بعد جائحة كورونا؟
المنظرون للرأسمالية والمنتمون لها يقللون من انهيار النظام الرأسمالي كون هذه المدرسة لها أساليب عديدة مهمتها إصلاح النظام، إذا اعتراه المرض الحاد، وغالبا يخرج من أمراضه الاقتصادية كنظام صالح لهذا الزمن في ظل العولمة التي تولدت من رحم الرأسمالية كأداة سيطرة بواسطة (الاقتصاد والإعلام والثقافة)، فهل سيكون فايروس كورونا مقوضا للعولمة كنتيجة حتمية للكساد الاقتصادي القادم؟
ومع نهب الغرب لكل الثروات الطبيعية والمالية لدول عديدة، هل تستطيع تلك الدول المحافظة على التنمية المستدامة إذا كانت هناك فرصة لتحلل وتلاشي المعسكر الرأسمالي وتحديدا أمريكا والتي أظهر ترمب جشع الرأسمالية في صورة الدولة بدلا عن الفرد، فإذا كان تملك الفرد قائماً على الربحية بأي صورة كانت، فقد مثلت أمريكا جشع الفرد في صورة الدولة.
وهذا منتج أول لما سوف تكون عليه نتائج حرب كورونا الثالثة، فماذا عن الجوانب الأخرى، كالنظام السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، ويبدو أن كل نظام سوف يغلق على نفسه الأبواب لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل الأمور، وفي هذا يمكن التنبؤ بتفسخ الاتحاد الأوروبي لأسباب كثيرة أظهرتها الجائحة، وفي زمن الكساد الاقتصادي (الذي سيحل بعد انجلاء غمة كورونا) لن تكون هناك مساعدات للدول الفقيرة أو المنظمات الدولية (كما فعلها ترمب مبكرا مع منظمة الصحة العالمية)، والآن (وفي الأزمة) هناك دول عديدة تبحث عن قروض لمواجهة كورونا، فكيف سيكون وضعها بعد كورونا؟
وإلى الآن ليست هناك إشارات واضحة لما يمكن أن يكون عليه العالم وأنظمته.
كان في السابق تواجد فلسفة لدى الفلاسفة تتبناها القوى الكبرى وتسير عليها، أما بعد كورونا سوف تأتي الأفكار الفلسفية لاحقة للانهيار العالمي.
وإذا تتبعنا تموجات الأحداث فإن أمريكا (ترمب) يشير إلى تحمل الصين تبعات الفايروس ومن طرف خفي مطالبة الصين بالتعويضات التي سببها الفايروس، وهذه الإشارة هي تراكم للحرب الاقتصادية القائمة بين البلدين، إلا أن هذا كان قبل الجائحة، والخارج من الحرب العالمية الثالثة الكورونية لا يعتد لما كان قبل الحرب.
ليقذف العالم بالوسادة التي كانت تحت رأسه، فالليالي القادمة لا نوم فيها.
* كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com
وكما فعلت الحربان العالميتان من تغير في النظام العالمي، حيث خسفت بقوى وطفت قوى كانت في الظل، والحرب العالمية الثالثة الكورونية سوف تنتج نظاما جديدا، فهل تتوقع نبوءة كارل ماركس عن انهيار الرأسمالية بسبب تناقضات نظامها الداخلي الباحث عن الربحية من خلال الملكية الفردية التي تخدمها القوانين التشريعية والسوقية معا مفسحة لقاعدة العرض والطلب أن تكون هي السيد في كل الأحوال، ولأن الاشتراكية تقوضت واتجهت الأنظمة الاشتراكية لتحسين وضعها بإعطاء الفرد أحقية التملك مع السير بمحاذة الأيدلوجية الرأسمالية.. ولأن النظامين لم يسعدا الإنسان فكل منهما له (مهارس عجن) مهمته سحق الإنسان بصور متعددة.. وبين النظامين الاقتصاديين تواجد النظام الاقتصادي المختلط وهو شائع في كثير من الدول.. فهل يتم تعميمه ليكون هو النظام الأساس فيما بعد جائحة كورونا؟
المنظرون للرأسمالية والمنتمون لها يقللون من انهيار النظام الرأسمالي كون هذه المدرسة لها أساليب عديدة مهمتها إصلاح النظام، إذا اعتراه المرض الحاد، وغالبا يخرج من أمراضه الاقتصادية كنظام صالح لهذا الزمن في ظل العولمة التي تولدت من رحم الرأسمالية كأداة سيطرة بواسطة (الاقتصاد والإعلام والثقافة)، فهل سيكون فايروس كورونا مقوضا للعولمة كنتيجة حتمية للكساد الاقتصادي القادم؟
ومع نهب الغرب لكل الثروات الطبيعية والمالية لدول عديدة، هل تستطيع تلك الدول المحافظة على التنمية المستدامة إذا كانت هناك فرصة لتحلل وتلاشي المعسكر الرأسمالي وتحديدا أمريكا والتي أظهر ترمب جشع الرأسمالية في صورة الدولة بدلا عن الفرد، فإذا كان تملك الفرد قائماً على الربحية بأي صورة كانت، فقد مثلت أمريكا جشع الفرد في صورة الدولة.
وهذا منتج أول لما سوف تكون عليه نتائج حرب كورونا الثالثة، فماذا عن الجوانب الأخرى، كالنظام السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، ويبدو أن كل نظام سوف يغلق على نفسه الأبواب لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل الأمور، وفي هذا يمكن التنبؤ بتفسخ الاتحاد الأوروبي لأسباب كثيرة أظهرتها الجائحة، وفي زمن الكساد الاقتصادي (الذي سيحل بعد انجلاء غمة كورونا) لن تكون هناك مساعدات للدول الفقيرة أو المنظمات الدولية (كما فعلها ترمب مبكرا مع منظمة الصحة العالمية)، والآن (وفي الأزمة) هناك دول عديدة تبحث عن قروض لمواجهة كورونا، فكيف سيكون وضعها بعد كورونا؟
وإلى الآن ليست هناك إشارات واضحة لما يمكن أن يكون عليه العالم وأنظمته.
كان في السابق تواجد فلسفة لدى الفلاسفة تتبناها القوى الكبرى وتسير عليها، أما بعد كورونا سوف تأتي الأفكار الفلسفية لاحقة للانهيار العالمي.
وإذا تتبعنا تموجات الأحداث فإن أمريكا (ترمب) يشير إلى تحمل الصين تبعات الفايروس ومن طرف خفي مطالبة الصين بالتعويضات التي سببها الفايروس، وهذه الإشارة هي تراكم للحرب الاقتصادية القائمة بين البلدين، إلا أن هذا كان قبل الجائحة، والخارج من الحرب العالمية الثالثة الكورونية لا يعتد لما كان قبل الحرب.
ليقذف العالم بالوسادة التي كانت تحت رأسه، فالليالي القادمة لا نوم فيها.
* كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com