سيناريو المانع الأكثر خطراً علينا
الأحد / 10 / رمضان / 1441 هـ الاحد 03 مايو 2020 00:51
محمد بن سليمان الأحيدب
في مقاله يوم الإثنين الماضي في (عكاظ) أكد معالي وزير الصحة السابق صديقي العزيز جداً وصديق الجميع الطبيب حمد المانع، أكد ما ذكرته في برنامج (الأسبوع في ساعة) على روتانا بأنه من أسباب نجاحنا في السيطرة على كورونا إستراتيجية الفريق المتكامل التي وجه بها الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وقادها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بروحه الوثابة ومنحه للصلاحيات الفورية المبنية على الحقائق العلمية ثم كون وزير الصحة إدارياً خبيراً يعتمد آراء كل الفريق الصحي والعلمي ولو كان وزير الصحة طبيباً لربما استفرد بالرأي الطبي فقط وتعصب له.
الطبيب حمد المانع في مقاله طبق ما توقعت، وقارن فايروس (كوفيد- 19) المستجد سريع الانتشار، القاتل للأصحاء والشباب بفايروس الإنفلونزا العادية، وأورد إحصاءات غير دقيقة بل أساسها نظري ضعيف جداً ومنسوب لأعداد السكان وليس لحالات وفيات محددة السبب مثل الوفيات من (كوفيد- 19)، فقد أورد معاليه رقماً متداولاً بالنقل لا بالتسجيل مفاده أن معدل الوفيات سنوياً من الإنفلونزا العادية في السعودية هو 14700 وفاة وهذا رقم لم يستحصل عليه من سجلات المرضى كما هو الحال في كورونا المستجد، وأؤكد لكم، وقد تأكدت، أن سجلات وزارة الصحة منذ عدة سنوات وحتى قبل كورونا بقليل لا تسجل سبب الوفاة الأولي بدقة إلا في حوادث المركبات، وقد راجعت شخصياً آلاف ملفات المتوفين عند التفكير في تأسيس مركز أمصال سموم الثعابين والعقارب في أواخر الثمانينات الميلادية لمعرفة علاقة اللدغات بالوفيات وراجعتها مرة أخرى قريباً جداً قبل تقاعدي لإجراء الدراسات الإكلينيكية وكان ما يسجل فقط هو السبب الثانوي للوفاة مثل توقف القلب، مثلاً، وكان ولازال لزاماً أن نعود للتاريخ المرضي أو الملف في الطوارئ لمعرفة سبب الوصول للمستشفى، فكيف بحالات إنفلونزا عادية أن تسجل كسبب أولي ورئيس للوفاة، من الممكن أن يكون السبب الأساس مرضاً عضالاً أو روماتيزماً في القلب، أو إيدزاً، مثلاً، ثم ولضعف المناعة أصيب بالإنفلونزا وتوفي لا بسببها ولكن لأنه معتل الصحة أصلاً، فلم تسجل حالات وفيات لأصحاء بالإنفلونزا العادية كما هو الحال في الكورونا المستجد الذي قتل شباباً وأصحاء ورياضيين.
ثم إن سرعة الانتشار في حالة (كوفيد- 19) مهولة جداً وسريعة ولا تقارن بالإنفلونزا العادية وأعراضه (إذا وصلت مرحلة حرجة) وصفها الناجون بآلام شديدة تشعرهم بأنها سكرات الموت.
وتطرق معاليه إلى مناعة القطيع، ونسي تماماً أن هذا النوع من المناعة مقبول في فايروس تنتقل عدواه ببطء أي (يمهل المنظومة الصحية لاستيعاب الأعداد)، أما في حالة (كوفيد- 19) فأنت أمام معدل شهري للإصابات لا يمكن أن يتم استيعابه ويؤدي لانهيار النظام الصحي خلال شهر واحد، وكيف نقول ذلك ولدينا تجربة إيطاليا التي أهملت وطبقته ووصلت لمرحلة ترك مرضى يموتون دون جهاز تنفس ولا عناية مركزة، وممارسين منهارين ومحبطين.
ثم إن العبرة بعدد الوفيات خلال شهر وليست العبرة بعدد من يكتسب مناعة القطيع خلال سنتين أو ثلاث، وهذا ما جعل كورونا الجديد يرعب كل أنظمة الصحة في العالم، ويحير منظمة الصحة العالمية، ويوقف كل نشاط، إلا نشاط الدفن والتوابيت وأرقام المقابر لا تكذب، فهل فعلت ذلك الإنفلونزا العادية؟! التي حدها تشميت عاطس (يرحمكم الله) أما (كوفيد- 19) فلا يرضيه إلا (رحمهم الله جميعاً).
* كاتب سعودي
www.alehaidib.com
الطبيب حمد المانع في مقاله طبق ما توقعت، وقارن فايروس (كوفيد- 19) المستجد سريع الانتشار، القاتل للأصحاء والشباب بفايروس الإنفلونزا العادية، وأورد إحصاءات غير دقيقة بل أساسها نظري ضعيف جداً ومنسوب لأعداد السكان وليس لحالات وفيات محددة السبب مثل الوفيات من (كوفيد- 19)، فقد أورد معاليه رقماً متداولاً بالنقل لا بالتسجيل مفاده أن معدل الوفيات سنوياً من الإنفلونزا العادية في السعودية هو 14700 وفاة وهذا رقم لم يستحصل عليه من سجلات المرضى كما هو الحال في كورونا المستجد، وأؤكد لكم، وقد تأكدت، أن سجلات وزارة الصحة منذ عدة سنوات وحتى قبل كورونا بقليل لا تسجل سبب الوفاة الأولي بدقة إلا في حوادث المركبات، وقد راجعت شخصياً آلاف ملفات المتوفين عند التفكير في تأسيس مركز أمصال سموم الثعابين والعقارب في أواخر الثمانينات الميلادية لمعرفة علاقة اللدغات بالوفيات وراجعتها مرة أخرى قريباً جداً قبل تقاعدي لإجراء الدراسات الإكلينيكية وكان ما يسجل فقط هو السبب الثانوي للوفاة مثل توقف القلب، مثلاً، وكان ولازال لزاماً أن نعود للتاريخ المرضي أو الملف في الطوارئ لمعرفة سبب الوصول للمستشفى، فكيف بحالات إنفلونزا عادية أن تسجل كسبب أولي ورئيس للوفاة، من الممكن أن يكون السبب الأساس مرضاً عضالاً أو روماتيزماً في القلب، أو إيدزاً، مثلاً، ثم ولضعف المناعة أصيب بالإنفلونزا وتوفي لا بسببها ولكن لأنه معتل الصحة أصلاً، فلم تسجل حالات وفيات لأصحاء بالإنفلونزا العادية كما هو الحال في الكورونا المستجد الذي قتل شباباً وأصحاء ورياضيين.
ثم إن سرعة الانتشار في حالة (كوفيد- 19) مهولة جداً وسريعة ولا تقارن بالإنفلونزا العادية وأعراضه (إذا وصلت مرحلة حرجة) وصفها الناجون بآلام شديدة تشعرهم بأنها سكرات الموت.
وتطرق معاليه إلى مناعة القطيع، ونسي تماماً أن هذا النوع من المناعة مقبول في فايروس تنتقل عدواه ببطء أي (يمهل المنظومة الصحية لاستيعاب الأعداد)، أما في حالة (كوفيد- 19) فأنت أمام معدل شهري للإصابات لا يمكن أن يتم استيعابه ويؤدي لانهيار النظام الصحي خلال شهر واحد، وكيف نقول ذلك ولدينا تجربة إيطاليا التي أهملت وطبقته ووصلت لمرحلة ترك مرضى يموتون دون جهاز تنفس ولا عناية مركزة، وممارسين منهارين ومحبطين.
ثم إن العبرة بعدد الوفيات خلال شهر وليست العبرة بعدد من يكتسب مناعة القطيع خلال سنتين أو ثلاث، وهذا ما جعل كورونا الجديد يرعب كل أنظمة الصحة في العالم، ويحير منظمة الصحة العالمية، ويوقف كل نشاط، إلا نشاط الدفن والتوابيت وأرقام المقابر لا تكذب، فهل فعلت ذلك الإنفلونزا العادية؟! التي حدها تشميت عاطس (يرحمكم الله) أما (كوفيد- 19) فلا يرضيه إلا (رحمهم الله جميعاً).
* كاتب سعودي
www.alehaidib.com