أخبار

القاص علوان: أنا «كوروني سابق» و«عميل مزدوج» للكتب

محمد علي علوان

علي الرباعي (الباحة) okaz_online@

تكاد تتطابق حياة القاص محمد علي علوان مع كتابته، فهو من قلائل لا يتكلفون ولا يحبون المتكلفين، يعشق القراءة ويمتلئ بالحنين لكل التفاصيل الصغيرة، ولا تفوته التعليقات الساخرة، وأثناء مهاتفة (ظهيرة رمضانية) حدثني عن الرقابة على الكاتب والمكتوب، وباح لي بقصة إطلاقه وصف (عميل مزدوج للكتب) على نفسه كونه يراقب الكتب وظيفياً في النهار ويتبادل الكتب النادرة مع الأصدقاء كل مساء.

وهنا نص المسامرة:

• بماذا يشعرك رمضان؟

•• بالفقد، فقد الأم أسكنها الله الجنة، وفقد الحضور البهي ورائحة طعامها الشهي والحزن الذي لاحظته في عينيها منذ وجودي على هذه الأرض، وفقدان الأب العزوة والسند والمعلم ومصحح الأخطاء.

• ما برنامجك الرمضاني؟

•• لا أود أن أكرر كلام غيري بأنني اقرأ الكتب، فتلك حالة دائمة وليست استثناء إلا أني أؤثر في هذا الشهر الكتابة ما بين مقالة وبين قصة قصيرة ولي أيام أحاول إنهاء ثلاث قصص ولكنها عنيدة.

• ما وسيلة قطع حبل الشوق للأحباب والأقارب في ظل العزلة؟

•• لم يتح العلم الحديث فرصة للشوق، منحنا التقنية والاتصال فتسمع الصوت وتشاهد الصورة وتتبادل أطراف الحديث وتعبر عن وجهة النظر وترسل لمن تود ما تراه يستحق القراءة وتستقبل من الأصدقاء والمحبين مثله، وتسمع صوت الأحفاد وترى صورهم فتنكسر رهبة العزلة.

• هل غدوت بسبب جائحة كورونا، مما يوصف عليهم بأنه (بيتوتي)؟

•• لست بسبب الجائحة لأنني (بيتوتي) بطبعي، وتستطيع أن تعتبرني كورونيا سابقا، ولا أخرج باستمرار لكن يتولد إحساس غريب وأنت تلزم البيت وتحدثك نفسك بالخروج غير المبرر.

• ما الذي يزعجك غير صوت العطاس؟

•• حتى صوت العطاس لا يزعجني.

• متى سمعت بأوهان الصينية؟

•• ربما مرت بي سابقاً بحكم القراءة، مقاطعة عادية لكنها غدت قلب الحدث ودرجت على كل لسان.

• لو قابلت أول مصاب بكورونا ماذا ستقول له؟

•• ربما لم يثبت حتى الآن أن عدوى (كوفيد١٩) بسبب خفاش، ولا يخفى كم مر بنا من أوبئة وفايروسات الضنك والملاريا والسل أزمات عدت، لكنها ليست بهذه الهجمة من الرعب والتغول في العالم، ولو قابلت أي إنسان ضروري تقول اعتن بصحتك فالوقاية تحجّم فرص الإصابة.

• ما الدرس الذي تعلمته من هذه الجائحة؟

•• يمكن نلاحظ عناية الجميع بغسل الأيادي، في كل دخول وخروج حتى أن أحدهم يقول «من كثرة غسل يدي ظهرت البراشيم التي كنت أنقشها في كفوفي منذ خمسين عاما».

• كيف تنظر لسنة ٢٠٢٠ الكبيسة؟

•• بمنتهى التفاؤل فكل عام هو خليط من حزن وفرح وقلق وأتصور أنه مضى الجانب المحزن من العام ولن يتبقى سوى الفرح والأمن والطمأنينة.

• ما هي أغنيتك الأثيرة والمعبرة عن الحالة؟

•• فيه أغنية جنوبية قديمة أتذكر منها «سُلمتك يا صاحبي مثل العسل ذا جِني، يا ليت لي منه لحسه»، لكن كيف ونقول مع تباعد كورونا.

• ما الدواء الذي لا يباع في الصيدلية؟

•• الود الحقيقي.

• صفة لا تحبذها؟

•• الكذب.

• مدينة تتمنى تصوم بها؟

•• أبها.

• حقبة زمنية تمنيت تعيشها؟

•• ٢٠٢٠.

• منظر تتمنى شباك غرفتك يطل عليه؟

•• البحر لأنه حركة وتغير والجبل بالغيوم والشجر ولكنها أمنيات بلا أجنحة.

• لو خيرت تكون طيراً ماذا تختار؟

•• الصقر وما تفرق معي جواب آفاق أو في قفص لأنه سيأتي يوم وأحلّق فوق أبها.

• ما قصة أول سفر إلى خارج المملكة؟

•• كانت إلى الأردن ولم أنجح في مقاومة الحنين لأهلي وتلبستني حالة شجن.

• ما قصة العميل المزدوج؟

•• دعاني الدكتور عبدالعزيز السبيل لأمسية قصصية في نادي الرياض الأدبي وأثناء تقديمي استعرض السيرة وأني أعمل مدير عام المطبوعات، فقلت للحضور؛ أنا عميل مزدوج للكتب، ففي الصباح أتولى مهمة مراقبة الكتب والتأكد من محتواها، وما إذا كانت صالحة للفسح أو غير صالحة، وفي المساء أبحث عن نوادر الكتب عند الأصدقاء.

• ماذا تعني بسمة الأطفال؟

•• براءة الحياة وحياة البراءة.

• لو كان طلال مداح رحمه الله حياً كم ستكون نسبة متابعيه في (تويتر)؟

•• مائة وعشرة في المائة.

• لمن توجه رسالة ختام؟

•• للدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- بكل ما حمل قلبه من عشق للوطن والناس وجمع بين التواضع والطرفة وفن الإدارة فكان رجل دولة باقتدار.