كتاب ومقالات

ما سمعتوا آخر خبر ؟

ريهام زامكه

الإشاعة أو الشائعة هي خبر زائف ومُفبرك و(مُبهر) يثير عادة فضول (الملاقيف) منّا وينتشر في المجتمع كما تنتشر النار في الهشيم، وليس له أي أساس من الصحة ومصدره دائماً (كِيس) مُروج الإشاعة المهايطي (الواصِل) الخطير!

وكما نعلم الشائعات ليست وليدة اليوم، بل عُمرها بعُمر الإنسان وقِدمه، وهي موجودة في أغلب المجتمعات والحضارات والثقافات عبر التاريخ، لأنها أحاديث يومية يتناولها الناس، ولها أهداف وأغراض، ووسائل نقل، حسب المجتمع والبيئة التي تسود فيها.

ووالله إن الشائعات هي الفايروسات الأكثر انتشاراً في العالم، وأعان الله الحكومة التي تُكافح انتشارها مع انتشار فايروس كورونا المُستجد.

فشائعة فتح المساجد، وتغيير أوقات الحظر، وإغلاق المولات وفتحها، واكتشاف اللقاحات، وفتح خطوط الطيران وإغلاقها، وغيرها من الأقاويل من مروجي الإشاعات الذين لا يقل خطرهم عن مروجي المخدرات، لأن الدولة تعمل من أجل المواطن والمُروج يعمل من أجل نفسه بنشره للأخبار المغلوطة.

وبالطبع لإثارتها أهداف ومآرب معينة تختلف في النفوس من شخصٍ إلى آخر، ولكن أهمها وأبرزها هي الشهرة والسَبق في جلب الأخبار وإيهام الناس أني أنا الشخص المصدرجي (الواصِل) المُهم المُقرب من غُرف صناعة القرار، وهو ما عنده ما عند جدتي وأهم قرار اتخذه في حياته هل يسجل في مسار علمي أو أدبي أثناء فترة دراسته!!

وفي هذه الأيام والظروف التي يعيشها العالم كثر مروجو الإشاعات في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وكان هدفهم البروز الإعلامي والدعاية وزيادة المتابعين والكذب على الناس واللعب بأعصابهم.

فالشائعات تعتبر واحدة من أهم أدوات الحروب النفسية التي تسعى لتفكيك المجتمعات وتشتيت الأفراد، وهذا ما يلعب على وتره مروجوها وناقلوها الذين يرددون كالببغاوات كل ما يقال لهم دون وعي وتحرٍّ لصحة الخبر ومصدره الرسمي.

ومع جائحة كورونا انتشرت العديد من الأخبار المغلوطة والمضللة في جميع أنحاء العالم، سواءً من ناحية أعداد الإصابات والعلاجات وعدد أيام الحظر وساعاته وطُرق الوقاية الغريبة العجيبة من الفايروس، وهذا ما تسبب في تشتيت المُتلقي وحجب الحقائق عنه وهذا لا يقل خطورة عن الفايروس نفسه.

فتجد المشهور (المهايطي) يقول: «ترقبوا أخبارا مُبشرة من مصادري الخاصة» وآخر يقول: «ساعات ويتم الإعلان عن كذا وكذا.....» إلخ من (خراط).

وعلى كل حال؛ الحكومة بالمرصاد لكل مُروج إشاعة كذاب ونصّاب، وأنتم يا أعزائي أرجوكم لا تطيروا بالعَجة ولا تصدقوا ما قاله الفنان العزيز عبدالمجيد عبدالله عنّي:

«يا طيب القلب وينك، حرام تهجر ضنينك». لأني موجودة بالبيت لا طلعت ولا هجرت يا مجيد،،، (لعنبو) الإشاعات بس!

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com