أن تكون حاكماً إدارياً وتستقبل المواطنين بصفة يومية وتقف على قضاياهم ومشاريعهم وشكاواهم فذاك جزء من المهمات الوظيفية. وأن تزور مريضاً أو تعزي فاقداً فتلك مقتضيات الإنسانية، أما أن ينوب المسؤول الأول في المنطقة عن موظف استقبال البلاغات ويرد على مكالمات المواطنين ويتفاعل معها ولا يكشف عن هويته إلا في نهاية الاتصال مجرداً نفسه من الألقاب فهذه منزلة تقترب من المثالية الإدارية لحاكم إداري أثبتت الأيام أنه بمستوى الثقة والحدث وحسن ظن القيادة والمواطنين، وهو ما جسده أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز الذي فاجأ فرع الهلال الأحمر بزيارة مسائية أمس واستأذن موظف الاستقبال أن يتيح له فرصة استقبال البلاغات فأدى المهمة على أكمل وجه، ليجسد معنى أن يكون القائد مع جنوده، وبعث رسالة الاصطفاف العملي بروح الفريق الواحد لمواجهة فايروس كورونا المستجد، وعزز مكانته في نفوس المواطنين والمقيمين بترسيخ مبدأ العناية بكل إنسان في المنطقة.

لم تكن هذه المبادرة الأولى من أمير منطقة الباحة ولن تكون الصورة الأخيرة التي تسكن الوعي لنمط القيادة بالأخلاق والقدوة، إذ لا نجاح ولا تقدم دون فضائل نقية وصلبة، ولا فضائل دون رمز يحيل النظريات إلى تطبيق عملي متشرباً كل القيم الإنسانية السامية لخدمة المواطن والوطن.

ويؤكد المواطن عبدالله الغامدي أنه عندما اتصل بالهلال الأحمر بعد صلاة عشاء مساء الإثنين لطلب إسعاف حالة طارئة تستدعي النقل للمستشفى لم يخطر بباله أن يرد على اتصاله أمير الباحة وأن ينوب الأمير حسام عن موظف الاستقبال ويتلقى الاتصال ويستفهم عن الحالة ويطلب كافة المعلومات ويحيل الطلب إلى مأمور الحركة لإتمام الإجراءات ثم يختم بقوله «تم توجيه الفرقة. تشرفت بخدمتك. حسام بن سعود» وقال لـ«عكاظ» ساد الصمت للحظات وتملكتني الدهشة ولم استوعب ما سمعت، وعند مباشرة الحالة تأكدت من المسعفين أن الأمير حسام كان موظف استقبال المكالمات والموجه للفرقة لإسعاف المواطن. فاستبشرت خيراً بحكم أن الحاكم الإداري حريص كل الحرص على كل ما من شأنه خدمة المواطنين والمقيمين وتقديم أفضل الخدمات عبر منظومة الجهات الحكومية والأهلية المختلفة، وعدّ تعريف الأمير باسمه مجرداً من اللقب تواضعاً غير متكلف وأريحية معهودة، وتقدم بجزيل الشكر والتقدير لأمير المنطقة ولكافة العاملين في هيئة الهلال الأحمر بالباحة على جهودهم.

زيارة أمير منطقة الباحة لمنسوبي الهلال الأحمر رفعت معنوياتهم، ومشاركتهم العمل عززت مفهوم العمل بروح الفريق الواحد في مواجهة الجائحة ما يمنح خط الدفاع الأول روحاً إيجابية للتعامل مع حالات «كورونا» في الميدان.