الفليح يمزج الأنثربولجي والسيسيولوجي في «العرف قانون الصحراء»
الخميس / 14 / رمضان / 1441 هـ الخميس 07 مايو 2020 04:21
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
أوضح الكاتبان أسامة وبسام سليمان الفليح أن الجهد البحثي «العُرف قانون الصحراء» الذي أنجزه والدهما الباحث والشاعر الراحل سليمان الفليح، ويسر لأبنائه أخيرا إصداره كنسخة إلكترونية PDF مزج بين الأنثربولجي والسيسيولوجي والقانوني أو «المضبطة القانونية التفصيلية للصحراء».
وقالا إن هذا الجهد المعرفي كشف العديد من الجوانب عن الشعر والصحراء «الشعر يعيد نفسه.. تماثلات بين العامية والفصحى» كما أن البحث يلغي حواجز الزمن الشاسعة بين «الجاهليتين» بحسب تعبيره الدائم، الأولى المعروفة وصفا وذكرا في التراث العربي، والثانية التي انتهت في منتصف القرن العشرين حيث ظل والدنا شغوفا حقيقيا باتصال سلالات شعر الغضب التمرد بشعرائها العشاق الشجعان الذين أحبهم وأحب إرثهم ومواقفهم وإبداعهم وقبل ذلك وبعده تمردهم وغضبهم ورغبتهم الحقيقة في شيوع وسيادة وعلو كل ما هو نبيل وقيمي وإنساني.
ترك الراحل الشاعر والأديب سليمان الفليّح جملة جهود بحثية منوعة تمحورت حول البداوة والشعر، والتراث الشفاهي، أنجزها بجهد شخصي بحت امتد إلى فترات زمنية متباعدة بفعل الظروف وانشغالات الحياة، ومن بين تلك البحوث «العُرْف... قانون الصحراء»، حيث أصدرته مكتبة سليمان الفليّح في 20 مارس 2020.
والكتاب يمتد في نحو 90 صفحة، ناقش البداوة، البدو، الأعراب، القبيلة، التركيبة الاجتماعية للقبيلة، التركيبة السياسية، المجالس، العرف القبلي، القرى، اللجوء، الجنايات، الجنح، حق الخيل، القضاء (الحق)، الجاهه، المحاكمة، الزواج، البدو المستشرقين، بدونا اليوم، المبرر الأيديولوجي للوحدة العشائرية، واستدل في مناقشة تلك المواضيع إلى آراء المختصين الدقيقة ورؤيتهم.
أما ميزة هذا الجهد البحثي كما أوضحته المقدمة، فهو «حسب ما نظن ميزة هذا الجهد البحثي محاولته رحمه الله، البناء وبعث النقاش حول الأفكار والتجارب والبحوث التي قام بها المستشرقون الأجانب الذي جابوا الجزيرة العربية والهلال الخصيب خلال القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين الميلادي، وفتح سجال فكري ومعرفي حولها في فترة مبكرة نسبيا (ونعني منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات الميلادية من القرن العشرين)، التي شهدت رواج وشيوع الصحافة واقتناء المطبوعات كحالة معرفية جديدة ومندفعه لاسيما لدى الأجيال الشابة التي بدأت ارتياد الجامعات وقتذاك، حيث يمكن أن تستغل كأفكار للجدل والنقاش والتطوير، خصوصا أن الفترة الزمنية التي نشر فيها هذا الجهد، في منتصف السبعينيات الميلادية من القرن العشرين، كانت مفصلية ولافتة في تاريخ منطقة الخليج والجزيرة العربية، نظرا للتغيرات السياسية والاقتصادية الهائلة التي غيرت شكل هذه المنطقة للأبد، إذ استكمل بناء مؤسسات الدولة المختلفة، لتدفق الثروات وارتفاع أسعار النفط، إضافة إلى عامل رئيسي هو محاولة حفظ هذه المنظومة القيمية والأخلاقية والقانونية التي سادت عدة قرون بين أبناء الصحراء ونظمت علاقاتهم، ورسمت الحدود لسلوكهم وتصرفاتهم وحقوقهم قبل أن يذهب ذلك كله للنسيان».
الفرق بين البدائية والبداوة
وناقشت المقدمة الفرق بين البدائية والبداوة واستهلت في بدايتها «يربط الكثير من المثقفين ومن يدرس علم الاجتماع أن كليهما نمط متأخر من أنماط التطور الحضاري، وبالتالي فإنهما مرحلتان متأخرتان من حياة البشرية، لذا فقد شاع بين علماء الاجتماع، كما يقول علي الوردي في أواخر القرن التاسع عشر، رأي مستمد من نظرية التطور التي كانت سائدة في الأوساط العلمية حينذاك ألا وهو أن البداوة مرحلة اجتماعية مرت بها جميع الشعوب في تطورها قبل مرحلة الزراعة، وقد ثبت الآن خطأ في هذا الرأي حيث اتضح أن البداوة لا تنشأ إلا في الصحراء وليست مرحلة محتومة مرت بها كل الشعوب في تطورها قبل مرحلة الزراعة».
وقالا إن هذا الجهد المعرفي كشف العديد من الجوانب عن الشعر والصحراء «الشعر يعيد نفسه.. تماثلات بين العامية والفصحى» كما أن البحث يلغي حواجز الزمن الشاسعة بين «الجاهليتين» بحسب تعبيره الدائم، الأولى المعروفة وصفا وذكرا في التراث العربي، والثانية التي انتهت في منتصف القرن العشرين حيث ظل والدنا شغوفا حقيقيا باتصال سلالات شعر الغضب التمرد بشعرائها العشاق الشجعان الذين أحبهم وأحب إرثهم ومواقفهم وإبداعهم وقبل ذلك وبعده تمردهم وغضبهم ورغبتهم الحقيقة في شيوع وسيادة وعلو كل ما هو نبيل وقيمي وإنساني.
ترك الراحل الشاعر والأديب سليمان الفليّح جملة جهود بحثية منوعة تمحورت حول البداوة والشعر، والتراث الشفاهي، أنجزها بجهد شخصي بحت امتد إلى فترات زمنية متباعدة بفعل الظروف وانشغالات الحياة، ومن بين تلك البحوث «العُرْف... قانون الصحراء»، حيث أصدرته مكتبة سليمان الفليّح في 20 مارس 2020.
والكتاب يمتد في نحو 90 صفحة، ناقش البداوة، البدو، الأعراب، القبيلة، التركيبة الاجتماعية للقبيلة، التركيبة السياسية، المجالس، العرف القبلي، القرى، اللجوء، الجنايات، الجنح، حق الخيل، القضاء (الحق)، الجاهه، المحاكمة، الزواج، البدو المستشرقين، بدونا اليوم، المبرر الأيديولوجي للوحدة العشائرية، واستدل في مناقشة تلك المواضيع إلى آراء المختصين الدقيقة ورؤيتهم.
أما ميزة هذا الجهد البحثي كما أوضحته المقدمة، فهو «حسب ما نظن ميزة هذا الجهد البحثي محاولته رحمه الله، البناء وبعث النقاش حول الأفكار والتجارب والبحوث التي قام بها المستشرقون الأجانب الذي جابوا الجزيرة العربية والهلال الخصيب خلال القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين الميلادي، وفتح سجال فكري ومعرفي حولها في فترة مبكرة نسبيا (ونعني منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات الميلادية من القرن العشرين)، التي شهدت رواج وشيوع الصحافة واقتناء المطبوعات كحالة معرفية جديدة ومندفعه لاسيما لدى الأجيال الشابة التي بدأت ارتياد الجامعات وقتذاك، حيث يمكن أن تستغل كأفكار للجدل والنقاش والتطوير، خصوصا أن الفترة الزمنية التي نشر فيها هذا الجهد، في منتصف السبعينيات الميلادية من القرن العشرين، كانت مفصلية ولافتة في تاريخ منطقة الخليج والجزيرة العربية، نظرا للتغيرات السياسية والاقتصادية الهائلة التي غيرت شكل هذه المنطقة للأبد، إذ استكمل بناء مؤسسات الدولة المختلفة، لتدفق الثروات وارتفاع أسعار النفط، إضافة إلى عامل رئيسي هو محاولة حفظ هذه المنظومة القيمية والأخلاقية والقانونية التي سادت عدة قرون بين أبناء الصحراء ونظمت علاقاتهم، ورسمت الحدود لسلوكهم وتصرفاتهم وحقوقهم قبل أن يذهب ذلك كله للنسيان».
الفرق بين البدائية والبداوة
وناقشت المقدمة الفرق بين البدائية والبداوة واستهلت في بدايتها «يربط الكثير من المثقفين ومن يدرس علم الاجتماع أن كليهما نمط متأخر من أنماط التطور الحضاري، وبالتالي فإنهما مرحلتان متأخرتان من حياة البشرية، لذا فقد شاع بين علماء الاجتماع، كما يقول علي الوردي في أواخر القرن التاسع عشر، رأي مستمد من نظرية التطور التي كانت سائدة في الأوساط العلمية حينذاك ألا وهو أن البداوة مرحلة اجتماعية مرت بها جميع الشعوب في تطورها قبل مرحلة الزراعة، وقد ثبت الآن خطأ في هذا الرأي حيث اتضح أن البداوة لا تنشأ إلا في الصحراء وليست مرحلة محتومة مرت بها كل الشعوب في تطورها قبل مرحلة الزراعة».