العراق.. الكاظمي والتفاؤل!
من زاوية مختلفة
الأحد / 17 / رمضان / 1441 هـ الاحد 10 مايو 2020 01:07
طارق الحميد
لأول مرة، ومنذ عام ٢٠٠٣، يلقى تعيين رئيس وزراء عراقي كل هذا التفاؤل، عربيا ودوليا، وذلك ليس لأن السيد مصطفى الكاظمي رجل معروف للجميع، وربما هذه ميزته، بل لظروف عراقية-عربية-دولية مختلفة. قد يقول قائل كيف؟
يمكن تقسيم النظرة للعراق، داخليا وخارجيا، منذ سقوط نظام صدام حسين إلى ثلاث مراحل؛ بعد سقوط صدام، عربيا وإيرانيا، كان هناك توجس من الطبقة الحاكمة الأولى على اعتبار أنهم أتباع لأمريكا، ولذلك استعدت إيران للتدخل بالعراق حتى قبل الغزو الأمريكي.
المرحلة الثانية، وإن طالت، كان المحيط العربي يرتاب من حكام العراق كونهم أتباعا لإيران، وكانت الإدارة الأمريكية، فترة بوش الابن تُخدع ببعضهم تارة، وتحاول احتواء الآخرين تارة أخرى لتجنب الصدام مع إيران من أجل تسيير أوضاع العراق المنهار، والتصدي لـ«القاعدة».
بعد ذلك جاءت فترة الرئيس السابق أوباما حيث الانقلاب السياسي الأمريكي بالمنطقة، ورغبة أوباما بإنجاز اتفاق مع إيران، والانسحاب من العراق، أضف لها «داعش» لاحقا. حينها كان إصرار أوباما على إنجاز اتفاق مع إيران بمثابة الضوء الأخضر لأتباع طهران، حيث جاء نوري المالكي على حساب إياد علاوي الفائز بالانتخابات، وكشف المالكي عن وجه آخر، وباقي القصة معروف.
هنا وصلنا للمرحلة الثالثة، حيث الغليان العراقي-الشيعي ضد الفساد السياسي، والاقتصادي، وضد النفوذ الإيراني، واندلعت على إثره مظاهرات منذ أكتوبر الماضي، وللآن. أضف إلى ذلك دخول الرئيس ترمب على المشهد، وإلغاؤه الاتفاق النووي مع إيران، وفرض مزيد من العقوبات عليها، وبالتالي تزايد التصعيد بالمنطقة والعراق، وحتى اللحظة المفصلية التي تجسدت بقتل أمريكا لقاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، في أكبر استهداف أمريكي لإيران، وجماعاتها المسلحة بالمنطقة، والعراق تحديدا.
هنا تغيرت قواعد اللعبة بالمنطقة، وبات العراق مهما، داخليا وخارجيا؛ داخليا يريد العراقيون دولة مستقلة ذات سيادة، لا نفوذ لإيران فيها. وخارجيا يريد العرب، وعلى رأسهم السعودية التي قررت منذ ٢٠٠٣ عدم التدخل في العراق، عراقا جارا مستقلا مستقرا. ويريد الغرب، وخصوصا أمريكا مع استعدادها لمرحلة الانتخابات الرئاسية، عراقا ذا سيادة قادرا على الحد من النفوذ الإيراني، والنأي بالعراق عن أن يكون ساحة اعتداء، أو منفذا سياسيا-اقتصاديا لإيران.
كل ذلك يفسر التفاؤل العربي، والدولي، بقدوم الكاظمي الذي يوصف بـ«الرجل الذي لا يعادي أحدا»، كما يفسر لنا توجس جماعات إيران بالعراق. وعليه، فإن مهمة الكاظمي ليست سهلة، لكنه استقبل بتفاؤل ملحوظ، وإعلان غربي عربي لدعمه، سعوديا، وأمريكيا، وبالطبع فإن ما يحتاجه الكاظمي الآن هو البدء في توحيد الصفوف العراقية.
يمكن تقسيم النظرة للعراق، داخليا وخارجيا، منذ سقوط نظام صدام حسين إلى ثلاث مراحل؛ بعد سقوط صدام، عربيا وإيرانيا، كان هناك توجس من الطبقة الحاكمة الأولى على اعتبار أنهم أتباع لأمريكا، ولذلك استعدت إيران للتدخل بالعراق حتى قبل الغزو الأمريكي.
المرحلة الثانية، وإن طالت، كان المحيط العربي يرتاب من حكام العراق كونهم أتباعا لإيران، وكانت الإدارة الأمريكية، فترة بوش الابن تُخدع ببعضهم تارة، وتحاول احتواء الآخرين تارة أخرى لتجنب الصدام مع إيران من أجل تسيير أوضاع العراق المنهار، والتصدي لـ«القاعدة».
بعد ذلك جاءت فترة الرئيس السابق أوباما حيث الانقلاب السياسي الأمريكي بالمنطقة، ورغبة أوباما بإنجاز اتفاق مع إيران، والانسحاب من العراق، أضف لها «داعش» لاحقا. حينها كان إصرار أوباما على إنجاز اتفاق مع إيران بمثابة الضوء الأخضر لأتباع طهران، حيث جاء نوري المالكي على حساب إياد علاوي الفائز بالانتخابات، وكشف المالكي عن وجه آخر، وباقي القصة معروف.
هنا وصلنا للمرحلة الثالثة، حيث الغليان العراقي-الشيعي ضد الفساد السياسي، والاقتصادي، وضد النفوذ الإيراني، واندلعت على إثره مظاهرات منذ أكتوبر الماضي، وللآن. أضف إلى ذلك دخول الرئيس ترمب على المشهد، وإلغاؤه الاتفاق النووي مع إيران، وفرض مزيد من العقوبات عليها، وبالتالي تزايد التصعيد بالمنطقة والعراق، وحتى اللحظة المفصلية التي تجسدت بقتل أمريكا لقاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، في أكبر استهداف أمريكي لإيران، وجماعاتها المسلحة بالمنطقة، والعراق تحديدا.
هنا تغيرت قواعد اللعبة بالمنطقة، وبات العراق مهما، داخليا وخارجيا؛ داخليا يريد العراقيون دولة مستقلة ذات سيادة، لا نفوذ لإيران فيها. وخارجيا يريد العرب، وعلى رأسهم السعودية التي قررت منذ ٢٠٠٣ عدم التدخل في العراق، عراقا جارا مستقلا مستقرا. ويريد الغرب، وخصوصا أمريكا مع استعدادها لمرحلة الانتخابات الرئاسية، عراقا ذا سيادة قادرا على الحد من النفوذ الإيراني، والنأي بالعراق عن أن يكون ساحة اعتداء، أو منفذا سياسيا-اقتصاديا لإيران.
كل ذلك يفسر التفاؤل العربي، والدولي، بقدوم الكاظمي الذي يوصف بـ«الرجل الذي لا يعادي أحدا»، كما يفسر لنا توجس جماعات إيران بالعراق. وعليه، فإن مهمة الكاظمي ليست سهلة، لكنه استقبل بتفاؤل ملحوظ، وإعلان غربي عربي لدعمه، سعوديا، وأمريكيا، وبالطبع فإن ما يحتاجه الكاظمي الآن هو البدء في توحيد الصفوف العراقية.