زوايا متخصصة

«الموارد البشرية».. الاستثمار في الإنسان

ساهمت مبادرتها ضمن «التحول الوطني» في تمكين المرأة وتطوير كفاءات الموظفين

سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@

لم تنقشع حتى الآن رياح جائحة كورونا، إلا أن القاعدة الصلبة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عبر مبادرات برنامج التحول الوطني أكدت صلابتها مما كان له الأثر الكبير في سوق العمل والأفراد. إضافة إلى إثبات العمل عن بعد فعاليته على مستوى القطاع الحكومي والخاص ممّا وفر فرصة لتجربة أداء العمل عن بعد واستخدام التقنيات المتاحة لذلك. من خلال الاستثمار في الطاقات البشرية وتعزيز الممكنات الاقتصادية الوطنية لدفع مسيرة الإنجازات نحو تحقيق رؤية المملكة 2030.

ولتحسين منظومة الخدمات الحكومية من خلال رفع مستوى إنتاجية الموظف الحكومي وتطوير نظام الموارد البشرية وتمكين الجهات الحكومية من إيجاد بيئة عمل محفزة لرفع كفاءة رأس المال البشري مما يعزز من إنتاجية موظفي القطاع العام. وزيادة جودة الخدمات وتسهيل الوصول إليها، وتوفير بنية تحتية تقنية متطورة للربط بين الجهات الحكومية ودعم اتخاذ القرار. ساهمت المبادرات في إدارة أكثر من ٣٠٠ ألف عملية للموارد البشرية، وإدارة بيانات الموظفين في أكثر من ٤٥٠ جهة حكومية، وتوفير أنظمة تشغيلية احترافية لإدارة أكثر من ٧٠٠ خدمة إلكترونيا.

ولضمان تحقيق الهدف في تحسين إنتاجية موظفي القطاع العام، أطلق برنامج التحول الوطني بالتعاون مع «الموارد البشرية» البرنامج الوطني لتأهيل وتدريب موظفي وقيادات الموارد البشرية بالتعاون مع المعهد العالمي CIPD، حيث يهدف البرنامج إلى التحوُّل من مفهوم إدارة شؤون الموظفين إلى المفهوم الحديث لإدارة الموارد البشرية، ومواكبة التحول الرقمي للجهات الحكومية ودعم إدارة التغيير، وتبني أفضل الممارسات العالمية في إدارة الموارد البشرية. مما ساهم في تدريب أكثر من ٣٧٠ قياديا في إدارات الموارد البشرية وفق أسس علمية بشهادات احترافية معتمدة عالميًّا. وساهم برنامج التحول الوطني في العمل على تطوير الأطر واللوائح اللازمة للارتقاء بجودة الخدمات المقدَّمة في إدارة الموارد البشرية، حيث تم اعتماد اللائحة التنفيذية للموارد البشرية بنسختها الجديدة. إضافةً إلى إطلاق عدد من الخدمات المتميزة، مثل: إطلاق خدمة «التزام» لتبادل البيانات الوظيفية آلياً مع ٩٠ جهة حكومية، حيث تجاوز عدد المستفيدين ١.٣ مليون مستفيد. وإطلاق منصة «بياناتي الوظيفية» لتقديم الخدمات الرقمية للموظف الحكومي المدني، حيث تجاوز عدد المستفيدين من تلك المبادرة نحو ٦٠٠ ألف مستفيد بواقع ٨٠٠ ألف عملية، ومن أبرز تلك الخدمات: خدمة التقارير الطبية بالشراكة مع وزارة الصحة، ومتابعة قرارات التدريب والابتعاث والمعاملات الإدارية، والاطلاع على السجل الوظيفي التاريخي وإجراء كافة الطلبات. إضافةً إلى إطلاق المنصة الوطنية لإدارة الموارد البشرية «مسار» لتحسين وتوحيد تجربة المستخدم وحوكمة الإجراءات. وأخيرًا إطلاق نظام «جدارة» بنسخته الجديدة؛ لرفع كفاءة أداء الجهات الحكومية في إدارة إجراءات التوظيف، حيث تجاوز عدد المستفيدين مليونا ونصف المليون مستفيد بواقع ١.٨ مليون عملية.

كما سعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عبر مبادرات برنامج التحول الوطني إلى تطوير كفاءات موظفي القطاع العام من خلال تقديم حزمة من البرامج التدريبية لتنمية العديد من المهارات المهنية لدى الموظفين، مثل: اتخاذ القرارات، والتواصل الفعّال، والتفكير الإبداعي. وإطلاق برنامج الأخصائي المعتمد في اللائحة التنفيذية للموارد البشرية، والذي يتضمن ٦ دورات تدريبية تشمل التدريب على أبواب اللائحة التنفيذية للموارد البشرية، وهي: شغل الوظائف، والإجازات، والأداء الوظيفي، وتطوير الموارد البشرية، وبيئة العمل، وإنهاء الخدمة. وتجدر الإشارة إلى أن تلك البرامج التدريبية نتج عنها تطوير نحو ٤ آلاف موظف في القطاع العام.

التطوع.. لتنميةٍ اجتماعيةٍ شاملة

تمضي مسيرة مبادرات برنامج التحول الوطني المنبثقة من رؤية المملكة 2030 بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لتمتد إلى سلسلة إنجازات البرنامج في تعزيز الممكنات الاقتصادية من خلال رفع مستوى العمل التطوعي والحث عليه، وتوحيـد الجهـود في تعزيز ثقافـة التطوع في المملكة، حيث دشَّنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية منصة العمل التطوعي، والتي تمثل حاضنة سعودية تهدف إلى تنظيم وتمكين العمل التطوعي في المملكة، بالإضافة إلى تنظيم العلاقة بين الجهات التي توفر الفرص التطوعية والمتطوعين، كما تتيح توثيق الجهود والساعات التطوعية للمتطوعين في المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن منصة العمل التطوعي مرتبطة بمركز المعلومات الوطني لتطوير منظومة العمل التطوعي في المملكة، لتُظهر بذلك عدد الساعات التطوعية وعدد مرات التطوع والجهات التي تم التطوع فيها عبر منصة أبشر، إضافةً إلى دعم المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الربحية في استقطاب المتطوعين. وتتميَّز المنصة بتمكين الراغبين بممارسة العمل التطوعي من التطوع بما يتناسب مع مهاراتهم، ورصد وتوثيق الساعات التطوعية، وتوفير الفرص التطوعية التخصصية ذات الأثر الاجتماعي والاقتصادي المنشود. وقد تم بحمد الله تسجيل عدد المتطوعين خلال الأسبوع الأول من إطلاق المنصة ليتجاوز ٢٤ ألف متطوع، بينما بلغت عدد الجهات المسجلة في المنصة أكثر من ألف جهة مستفيدة، وبفرص تجاوزت ٨٥٠ فرصة تطوعية.

في حين أظهرت إحصاءات العمل التطوعي لعام ٢٠١٩ أن عدد المتطوعين تجاوز ١٩٠ ألف متطوع، وبعدد يصل إلى أكثر من ٣٠٠ ألف فرصة تطوعية، بالإضافة إلى تسجيل نحو ١٩ مليون ساعة تطوعية. وفيما يتعلق بجنسية المتطوعين عبر المنصة، فقد أظهرت النتائج أن نسبة المتطوعين من المواطنين بلغت ٩١٪، وسجلت منطقة مكة المكرمة أعلى النسب بين مناطق المملكة بنسبة ٢١٪، تليها منطقة المدينة المنورة بنسبة ١٤٪، ومن ثم منطقة الرياض بنسبة ١٣٪ متطوعًا. يذكر أن تدشين منصة العمل التطوعي تُعد مبادرة نوعية لبناء وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية بحزمة متكاملة من المحفزات، بقيادة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتحقيق ودعم مستهدفات برنامج التحول الوطني، بهدف الوصول إلى مليون متطوع ومتطوعة، وتسجيل ٥٠ مليون ساعة تطوعية.

المرأة السعودية.. تمكينٌ وطموح

ساهمت مبادرات برنامج التحول الوطني في تحقيق الأهداف الإستراتيجية وتطوير المبادرات في زيادة حصة المرأة في سوق العمل من إجمالي القوى العاملة إلى ٢٧.٣٪ في عام ٢٠١٩. ومن أبرز مبادرات تمكين المرأة، برنامج قرة الإلكتروني والذي يهدف إلى توفير خدمات رعاية الأطفال بأسعار مناسبة للنساء العاملات، بالإضافة إلى مبادرة دعم وتسهيل نقل المرأة «وصول» والتي تهدف إلى تخطي صعوبات المواصلات من خلال توفير خدمات النقل بجودة عالية وبتكلفة مناسبة. إلى جانب مبادرة تشجيع العمل عن بعد والتي تهدف إلى خلق أسلوب مرن في التوظيف لمن يصعب عليهن التواجد في مقر العمل، ومبادرة تشجيع العمل المرن والتي تهدف إلى زيادة عدد العاملات بدوام مرن (بنظام الساعة) في القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى مبادرة التدريب الموازي لمتطلبات العمل والتي تهدف إلى تطوير برامج التدريب المنتهي بالتوظيف لتمكين الباحثات عن العمل من إيجاد الفرص الملائمة، ومبادرة التدريب والتوجيه القيادي للكوادر النسائية، وأخيرًا مبادرة تمكين المرأة في الموارد البشرية وتعزيز دورها القيادي.

نمو الأسر المنتجة.. للاستدامة

سعى برنامج التحول الوطني بالتعاون مع منظومة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى تقديم حلول تمويلية لأكثر من ٤٠ ألف مستفيد في مختلف مناطق المملكة في عام ٢٠١٩، إضافة إلى اعتماد لائحة الأسر المنتجة وتفعيلها. حيث ساهمت تلك الجهود في تدريب الأسر المنتجة وتأهيلها وتسويق منتجاتها، وتنظيم أوضاع الأسر المنتجة، وضبط طريقة عملها لجعلها كيانات مستقلة بذاتها. إضافةً إلى إيجاد بيئة عمل ومنافذ ملائمة لتزاول الأسر المنتجة نشاطاتها، وتوسيع مشاركة المرأة السعودية وذوي الإعاقة والعاطلين عن العمل في التنمية الاقتصادية، وكذلك المساهمة في تحويل شريحة من الأسر من مستفيدة إلى منتجة.

«دروب».. بناء القوة العاملة

دفعًا لمسيرة إنجازات برنامج التحول الوطني في تمكين المواطنين من خلال منظومة الخدمات الاجتماعية بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تم تطوير منصة «دروب» وهي منصة وطنية تهدف إلى تطوير قدرات ورفع مهارات القوى الوطنية وتعزيز معارف المتدربين في العديد من التخصصات وتأهيلهم للحصول على الوظيفة المناسبة. حيث تتضمن منصة «دروب» عدة برامج تدريبية، مثل: إدارة الأعمال، والمالية والمحاسبة، واللغات، والتقنية وعلوم الحاسب. مما ساهم بحمد الله في تدريب أكثر من ١.٨ مليون مستفيد، وإتمام ١٦.٢ مليون برنامج تدريبي.