كتاب ومقالات

اجعل خصمك يكسب !

عبدالرحمن الثابتي

إدارة الصراع جزء رئيسي من النجاح، وهذا ينطبق على الأفراد والمنظمات على حدٍ سواء.

ولذلك تجد أفضل القادة لا يجعلون عدوهم يخسر كل شيء في حال انتصروا عليه، لأنه سينقلب إلى مارد عندما تنعدم لديه فرصة الحفاظ على مكاسب حتى لو كانت بسيطة. في حرب تحرير الكويت وعند خروج الجيش العراقي على يد القوات الأمريكية والسعودية، تسنت فرصة القضاء على الجيش العراقي بالكامل ومع ذلك لم تفعل، فقد تحقق الهدف، ولا داعي لانهيار النظام العراقي مما قد يسبب مشاكل أكبر، وهذا ما نراه اليوم في العراق من الفوضى والصراع بعد انهيار النظام السابق.

في المنظمات الحكومية والخاصة يجب على القادة أن يتركوا لأسوأ الموظفين فرصة للكسب فهذا يمنحهم الفرصة للتطور، فما بالك بالموظف المتميز الذي قد يدفعه التنافس ليكون خصما لقيادات في المنظمة، وحين تتسنى لهم الفرصة ليقضوا على كل أحلامه وطموحاته يظهر القادة الحقيقيون ليمنحوه فرصة للكسب مجدداً، ليحافظوا على مكتسباتهم، لأنه عندما لا يكون لديه ما يخسره سيتحول إلى وحش كاسر ويجرهم معه إلى مواجهة مفتوحة ليس لديه ما يخسره فيها.

أذكر أن أحد القادة المميزين ممن تشرفت بالعمل معهم -لن يرضى بذكر اسمه- قال إن أردت أن تعرف تميز قائد فانظر إلى فريقه فإن كانوا مميزين ومستقلين فهو قائد رائع وإن كانوا ضعفاء وهو الرجل الوحيد في الموقع فهو مجرد إداري!

إن وضع يدك في يد من يختلف معك ويتمتع باستقلالية تامة وله طموحات مماثلة ولا تخشى الأقوياء يدل على أنك قيادي وواثق من قدرتك على أن توظف كل الإمكانيات من أجل الربح للمنظمة ولك ولخصومك، وهذه هي قمة الإبداع في القيادة وهو ما يمنحك اليد العليا في موقعك.

ولذلك أقول امنحوا خصومكم فرصة للكسب، وابنوا معهم حلفاً يكون الجميع فيه كاسباً فأقوى خصومك قد يكون أفضل محاربيك إن احتويته، وأفضل أصدقائك قد يكون أصعب خصومك عندما تخسره.

* كاتب سعودي

ath@media.gov.sa -