كتاب ومقالات

أخبار «واس» وصناعة السمعة الوطنية

مطلق المطيري

لامست موافقة مجلس الوزراء على التباحث مع الجانب الفيتنامي بشأن توقيع اتفاقية تبادل الأخبار بين وكالتي الأنباء في الدولتين بعض التمنيات في صناعة إطار معلوماتي وطني للتواصل مع المصادر الإخبارية النشطة في العالم خاصة في الدول التي تشترك معنا في البرامج التنموية الحديثة لنقل التجارب ومقارنتها والاستفادة منها.

الاتفاقيات تعبر عن أهداف وحاجة لا تتحقق إلا بالعمل والمتابعة وقياس المردودية.

التبادل الإخباري مع بعض الدول فرصة كبيرة علينا معرفة استغلالها جيداً، فالوصول إلى المستثمر والسائح والإعلامي يتم من خلال هذه الاتفاقيات، كيف؟ إن معرفة ما نريده من تلك الدول أمر حيوي جداً فإن كانت الحاجة تتمثل في الوصول إلى مستثمر في تلك الدولة فهذا يتطلب تقديم خدمة إخبارية ومعلوماتية تفيد المستثمر وتصل إليه مباشرة وكذلك السائح من خلال الوصول إخبارياً لمؤسسات السياحة، إن معرفة الهدف من هذه الاتفاقيات تتطلب بناء نموذج عمل له يسمح بقياس تأثيره.

كم دولة توجد بيننا وبينها اتفاقية تبادل إخباري؟ هناك عدد ليس بقليل عدد يشجع على التواصل وخلق أنباء التفاهم والمصالح بين قطاعات عريضة في وسط تلك التجمعات.

الخدمة الإخبارية العامة لا تفيد في تحقيق أهداف الاتفاقيات بالرغم من الجهد المبذول في تلك الخدمة، لذلك قد يكون من المناسب تقديم خدمات إخبارية متخصصه تتماشى مع طبيعة المصالح المشتركة مع كل دولة، فإن كانت المصالح تقوم على استقدام العمالة من تلك الدولة تكون نشرتنا الإخبارية المقدمة لهم أخباراً تقدم للجهات المدنية والرسمية المسؤولة عن العمالة، نشرات أخبار تشترك بها وزارة العمل مع الوكالة لتقديم الأخبار التي تخدم سمعة المملكة في هذا المجال، وإن كانت المصلحة استثمارية فينبغي أن تستهدف أخبارنا قطاعات الاستثمار هناك، فاستخدام اتفاقية التبادل الإخباري للوصول إلى جمهور المصالح المشتركة، وكالة الأنباء السعودية تعد من أنشط مؤسسات الإعلام الرسمي لدينا وهي الجهة المتخصصة في إنتاج أخبار الدولة، لذا فدورها في إنجاح الاتفاقيات دور حيوي ويحمل الكثير من التحديات، والمطلوب ليس تحميلها المسؤولية في نجاح الاتفاقيات بل مساعدتها في عدة مستويات لتحقيق صناعة اخبارية تحدد الجمهور المطلوب وطرق الوصول إليه.

كما أن مثل هذه الاتفاقيات قد تساعد على الزيارات الصحفية بين تلك الدول وبين دولتنا لخلق منافذ وجسور تواصل إعلامي بين الصحفيين السعوديين ونظرائهم في الدول التي تسمح لنا الاتفاقيات الإعلامية في التواصل معهم، فقد ثبت أن التواصل الذي يستند لآلية شرعية هو الأكثر فائدة والأكثر إقناعاً، فتلك الدول عليها أيضاً إنجاح تلك الاتفاقيات للوصول إلى الأهداف والمصالح المشتركة.

نحن نتحرك في أكثر من اتجاه لتقديم النموذج السعودي الجديد للعالم، نحن من تغير استثمارياً واجتماعياً وثقافياً تغيراً يحمل صفة التغير الحضاري الذي يواجه التحديات بتجربة وإنسان.

إن فن صناعة الأخبار عن محتويات هويتنا بشكلها الشاب الجديد لا يتناسب مع قناعة اصمت واترك الغير يتحدث عنك، وخاصة بعد تجربتنا مع هذا الغير في السابق التي أفادت بأنه ليس أميناً في الحديث عنا.

إن اتفاقيات التبادل الإخباري فرصة جيده لتقديم نموذجنا الوطني والحضاري للآخر الذي عبر باتفاقيته عن رغبته في سماع صوتنا.

* كاتب سعودي

Mut_mu20@