الإمارات.. والنفاق التركي!
من زاوية مختلفة
الخميس / 21 / رمضان / 1441 هـ الخميس 14 مايو 2020 01:04
طارق الحميد
اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الإمارات العربية المتحدة قائلاً: «إذا كنت تسأل من الذي يزعزع استقرار هذه المنطقة، من الذي يجلب الفوضى، فسنقول أبوظبي دون تردد»، ومضيفاً أنها: «القوة التي زعزعت استقرار ليبيا ودمرت اليمن»! كما اتهم الإمارات بدعم حركة الشباب الإسلامية المتشددة في الصومال!
تصريحات أوغلو هذه جاءت رداً على بيان خماسي مشترك صادر عن كل من الإمارات، ومصر، واليونان، وقبرص، وفرنسا يندد بـ «التدخل العسكري التركي في ليبيا»، بعد أن نشرت أنقرة عسكريين، وساعدت بإرسال مرتزقة سوريين هناك.
والحقيقة أن تصريحات أوغلو هذه لا تدين إلا تركيا نفسها، كما تذكر بعبث أنقرة في المنطقة، فالوقائع تقول إن التدخل الإماراتي باليمن هو نتاج قرار صادر عن مجلس الأمن برقم (2216) عام 2015، وتحت الفصل السابع، لدعم الشرعية، وتحت قيادة التحالف العربي.
كما أن اتهام الإمارات بالتورط في الصومال ما هو إلا مغالطات ونفاق تركي، والحقائق تقول إن أبوظبي دربت مئات من القوات الصومالية، ومنذ عام 2014، بإطار جهود دعمتها مهمة الاتحاد الأفريقي العسكرية لهزيمة المتمردين الإسلامويين، بينما هناك قاعدة عسكرية تركية تدرب القوات الصومالية!
وبينما توجه تركيا اتهامات، وانتقادات، للسعودية، أو الإمارات، بالقول بأن لا حل عسكرياً باليمن، مثلاً، نجد أن تركيا تتواجد عسكرياً في ليبيا، وسوريا، والعراق، والصومال، هذا عدا عن قواعدها، ونقاطها العسكرية بعدة دول في المنطقة، ومنها قطر. فهل هناك نفاق أكثر من هذا؟ بل أين هي القوات الإماراتية الموازية لذاك الانتشار التركي؟
أما الحديث عن زعزعة استقرار المنطقة فإنه يذكر بأن تركيا هي من أفسدت الثورة السورية، بمشاركة قطرية، عبر دعم الإخوان المسلمين، وعلى حساب باقي السوريين، وبعد كل ذلك عادت تركيا للتحالف مع الإيرانيين والروس، باتفاق استانة، الذي يعني تقسيم سوريا عملياً، وتمكين قوى أجنبية من احتلالها، ومنها احتلال تركيا للشمال السوري!
والعبث التركي، بل النفاق، لا يتوقف عند هذا الحد، حيث ترعى أنقرة الإخوان المسلمين، بكل المنطقة، بدلاً من احترام الدول، ومؤسساتها، وتتهم أبوظبي، التي لم تدعم حزباً على حساب دولة. وإذا كان البعض يتحدث عن دعم المؤسسة العسكرية المصرية، مثلاً، فالرد بسيط، وهو أن الشعب المصري نفسه قد التف حول جيشه، ومؤسسته العسكرية.
والسؤال هنا هو: ما هي المصلحة الوطنية، أو العربية، أو الإسلامية، أو الإقليمية، التي تحققت من التدخلات التركية في منطقتنا؟ الإجابة هي لا شيء، بل مزيد من الفرقة، والخراب! ولذا فمن السهل الرد، وتفنيد الأكاذيب التركية، وإن قالها الرئيس أردوغان، أو حتى وزير خارجيته.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
تصريحات أوغلو هذه جاءت رداً على بيان خماسي مشترك صادر عن كل من الإمارات، ومصر، واليونان، وقبرص، وفرنسا يندد بـ «التدخل العسكري التركي في ليبيا»، بعد أن نشرت أنقرة عسكريين، وساعدت بإرسال مرتزقة سوريين هناك.
والحقيقة أن تصريحات أوغلو هذه لا تدين إلا تركيا نفسها، كما تذكر بعبث أنقرة في المنطقة، فالوقائع تقول إن التدخل الإماراتي باليمن هو نتاج قرار صادر عن مجلس الأمن برقم (2216) عام 2015، وتحت الفصل السابع، لدعم الشرعية، وتحت قيادة التحالف العربي.
كما أن اتهام الإمارات بالتورط في الصومال ما هو إلا مغالطات ونفاق تركي، والحقائق تقول إن أبوظبي دربت مئات من القوات الصومالية، ومنذ عام 2014، بإطار جهود دعمتها مهمة الاتحاد الأفريقي العسكرية لهزيمة المتمردين الإسلامويين، بينما هناك قاعدة عسكرية تركية تدرب القوات الصومالية!
وبينما توجه تركيا اتهامات، وانتقادات، للسعودية، أو الإمارات، بالقول بأن لا حل عسكرياً باليمن، مثلاً، نجد أن تركيا تتواجد عسكرياً في ليبيا، وسوريا، والعراق، والصومال، هذا عدا عن قواعدها، ونقاطها العسكرية بعدة دول في المنطقة، ومنها قطر. فهل هناك نفاق أكثر من هذا؟ بل أين هي القوات الإماراتية الموازية لذاك الانتشار التركي؟
أما الحديث عن زعزعة استقرار المنطقة فإنه يذكر بأن تركيا هي من أفسدت الثورة السورية، بمشاركة قطرية، عبر دعم الإخوان المسلمين، وعلى حساب باقي السوريين، وبعد كل ذلك عادت تركيا للتحالف مع الإيرانيين والروس، باتفاق استانة، الذي يعني تقسيم سوريا عملياً، وتمكين قوى أجنبية من احتلالها، ومنها احتلال تركيا للشمال السوري!
والعبث التركي، بل النفاق، لا يتوقف عند هذا الحد، حيث ترعى أنقرة الإخوان المسلمين، بكل المنطقة، بدلاً من احترام الدول، ومؤسساتها، وتتهم أبوظبي، التي لم تدعم حزباً على حساب دولة. وإذا كان البعض يتحدث عن دعم المؤسسة العسكرية المصرية، مثلاً، فالرد بسيط، وهو أن الشعب المصري نفسه قد التف حول جيشه، ومؤسسته العسكرية.
والسؤال هنا هو: ما هي المصلحة الوطنية، أو العربية، أو الإسلامية، أو الإقليمية، التي تحققت من التدخلات التركية في منطقتنا؟ الإجابة هي لا شيء، بل مزيد من الفرقة، والخراب! ولذا فمن السهل الرد، وتفنيد الأكاذيب التركية، وإن قالها الرئيس أردوغان، أو حتى وزير خارجيته.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com