الدراما السورية.. الحرب طالت الفن أيضاً
الخميس / 21 / رمضان / 1441 هـ الخميس 14 مايو 2020 03:04
علا الشيخ - ناقدة سينمائية ola_k_alshekh@
الذاكرة المرتبطة بالدراما السورية، تحديدا ما تم إنتاجها قبل عام 2011 ، هي التي تجعل المقارنة حاضرة بما يتم عرضه اليوم، تلك الذاكرة التي ترق عندما تمر مشاهد الفصول الأربعة، أو تخت شرقي، غزلان في غابة الذئاب، أهل الغرام، حتى أنها تعود أبعد من ذلك مع نهاية رجل شجاع إلى أبو البنات، حمام القيشاني، والكثير من تلك الأعمال التي صدّرت معنى البطولة الجماعية، لتعيش بعدها الدراما السورية نتيجة ما حل بذلك البلد من ويلات، حالة تشبه بلادها، بالتشرذم واللجوء والبحث عن مخارج، فظهرت ما يسمى بالدراما العربية التي تعتمد على الإنتاجات المشتركة والتي يكون فيها الأبطال من مختلف الجنسيات، وهذا النوع من الإنتاجات له إيجابيات كثيرة، من ناحية أخرى من نفس المصطلح تم الاعتماد على جماهيرية الممثل السوري ليكون أمام ممثلين من لبنان، ضمن أعمال تعتمد على حكايات أجنبية تم تعريبها، فذهبت تلك الروح، التي كانت تميز الدراما السورية، لذلك عندما يظهر اسم مثل عابد فهد تتمنى لو كان المخرج حاتم علي، وعندما يطل عليك تيم حسن، تقول يا ليت يم مشهدي من كتبت دوره، وتحاول البحث عن باسل خياط في ثنايا طوق الياسمين، تعمل جاهدا على أن تقنع نفسك أن أداء مكسيم خليل وبسام كوسا وسلافة معمار يشبه ما قدموه في زمن العار.
استطاعت الأسماء التي تم ذكرها كأمثلة باستثناء الممثل بسام كوسا، أن يكون لها الحضور في الدراما العربية المشتركة الإنتاج، واستطاعوا بالسنوات الفائتة أن يقدموا أدوارا أنقذت الأعمال التي ظهروا بها، أما هذا العام، فلم يكن عابد فهد ساحرا في مسلسل الساحر الذي يريد فقط إظهار الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا، وكان للسيناريو الذي كتبه حازم سليمان أن يتم استيعابه أكثر في المعالجة الدرامية التي خلقت مطبات كثيرة في طريقة صناعة المشاهد وحضور أبطال العمل.
في المقابل وبعد نجاح باسل خياط في الدراما المصرية وتحديدا مع الأدوار المركبة كالشخصية التي لعبها في مسلسل الرحلة للمخرج حسام علي، يلعب هذا العام خياط دور البطولة في مسلسل النحات للمخرج مجدي السميري، الذي استطاع أن يتفوق بصناعة مشاهد ذات لغة بصرية مهمة، في مقابل حكاية وأداء لا يرتقي للمستوى الذي يقدمه عادة الخياط، لأن محاولة تنميط أداء باسل خياط وهو قادر على التنوع يجعله يقع تحت فخ التكرار، وهذا الذي حدث فعلا.
ومن جهة أخرى، يتفوق مكسيم خليل في الأداء وهو يقفز أمام ماغي بوغصن وموهبة متواضعة في التمثيل في مسلسل أولاد آدم للمخرج الليث حجو وكتابة رامي كوسا، وهو يكاد يكون الأقوى مقارنة بالإنتاجية العربية المشتركة السابقة، فيوجد ترابط بين عناصر العمل، وطريقة الطرح دون تشويش يذكر وإحاطة بواقع لبناني شديد الدقة وارتباطه بسوريا من خلال عمليات التهريب المتنوعة. نعم كان يميز الدراما السورية، قربها من الواقع وملامستها لهموم المواطن وتفاصيل حياته اليومية في الحب والعمل والشارع والمنزل، وحتى في الموضوعات السياسية التي دقت جدار الخزان في أكثر من عمل عن طريق كوميديا سوداء تضفي نوعاً من السخرية للحالة التي وصلت إليها سورية، ولكي تعود الدراما السوريـة إلى سابق عهـدها عليها أن تنزل إلى الشارع مرة أخرى تاركة الخوف من التقلبات السياسيـة لتحاكي الواقع وتنشر رسالة الشعب، لكن الشارع بات ملغوما والموت فيه أكثر من الحياة، والشعب بات منتشرا في أصقاع الأرض، يتعلم لغات جديدة، لعلها يوما تحاكي واقعا بات بعيدا كل البعد عن ما تقدمه الدراما السورية الحالية أو الأدوار التي يلعبها الممثل السوري في الإنتاجات العربية المشتركة.
استطاعت الأسماء التي تم ذكرها كأمثلة باستثناء الممثل بسام كوسا، أن يكون لها الحضور في الدراما العربية المشتركة الإنتاج، واستطاعوا بالسنوات الفائتة أن يقدموا أدوارا أنقذت الأعمال التي ظهروا بها، أما هذا العام، فلم يكن عابد فهد ساحرا في مسلسل الساحر الذي يريد فقط إظهار الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا، وكان للسيناريو الذي كتبه حازم سليمان أن يتم استيعابه أكثر في المعالجة الدرامية التي خلقت مطبات كثيرة في طريقة صناعة المشاهد وحضور أبطال العمل.
في المقابل وبعد نجاح باسل خياط في الدراما المصرية وتحديدا مع الأدوار المركبة كالشخصية التي لعبها في مسلسل الرحلة للمخرج حسام علي، يلعب هذا العام خياط دور البطولة في مسلسل النحات للمخرج مجدي السميري، الذي استطاع أن يتفوق بصناعة مشاهد ذات لغة بصرية مهمة، في مقابل حكاية وأداء لا يرتقي للمستوى الذي يقدمه عادة الخياط، لأن محاولة تنميط أداء باسل خياط وهو قادر على التنوع يجعله يقع تحت فخ التكرار، وهذا الذي حدث فعلا.
ومن جهة أخرى، يتفوق مكسيم خليل في الأداء وهو يقفز أمام ماغي بوغصن وموهبة متواضعة في التمثيل في مسلسل أولاد آدم للمخرج الليث حجو وكتابة رامي كوسا، وهو يكاد يكون الأقوى مقارنة بالإنتاجية العربية المشتركة السابقة، فيوجد ترابط بين عناصر العمل، وطريقة الطرح دون تشويش يذكر وإحاطة بواقع لبناني شديد الدقة وارتباطه بسوريا من خلال عمليات التهريب المتنوعة. نعم كان يميز الدراما السورية، قربها من الواقع وملامستها لهموم المواطن وتفاصيل حياته اليومية في الحب والعمل والشارع والمنزل، وحتى في الموضوعات السياسية التي دقت جدار الخزان في أكثر من عمل عن طريق كوميديا سوداء تضفي نوعاً من السخرية للحالة التي وصلت إليها سورية، ولكي تعود الدراما السوريـة إلى سابق عهـدها عليها أن تنزل إلى الشارع مرة أخرى تاركة الخوف من التقلبات السياسيـة لتحاكي الواقع وتنشر رسالة الشعب، لكن الشارع بات ملغوما والموت فيه أكثر من الحياة، والشعب بات منتشرا في أصقاع الأرض، يتعلم لغات جديدة، لعلها يوما تحاكي واقعا بات بعيدا كل البعد عن ما تقدمه الدراما السورية الحالية أو الأدوار التي يلعبها الممثل السوري في الإنتاجات العربية المشتركة.