(اركب معنا)
الجمعة / 22 / رمضان / 1441 هـ الجمعة 15 مايو 2020 01:07
علي بن محمد الرباعي
لم يثمر حرص نبي الله نوح عليه السلام هدايةً لابنه، وهناك من حمّل زوجته مسؤولية ضلال وعصيان ولده. مِن الأمهات موفقات ومنهن مفسدات. وكما أن هناك أسراً صالحة وعائلات راقية هناك نوعيات ناقمة وحاسدة ومحرضة لأبنائها وبناتها على العقوق للأهل والوطن.
الملك عبدالعزيز عليه رحمة الله صنع سفينة النجاة وقادها بنفسه لشواطئ الأمان، وأتاح لكل من كان على هذه الأرض فرصة ركوبها، تآخينا منتمين لوطن استوعبنا ومنحنا هويته وضمنا تحت راية مجده شعوباً وقبائل وأجناساً فسيفسائية ومجموعات إثنية، ولم يثبت أن رباناً من ربابين السفينة ألقى راكباً في اليم أو ضحى به أو أنزله للتيه.
بالطبع ليس كل الركاب عقلاء وحكماء، بل هناك حالات رعونة وتمرد لا سبيل لاحتوائها. والبعض خياليون وحالمون وواهمون لم يستفيدوا من دروس التاريخ وقسوة الجغرافيا، وما أعظم خطر مؤلب لا يدرك قيمة المنجز، يشحن مشاعر حمقى فتسول لهم أنفسهم خرق السفينة، دون اعتبار بالمآلات ولا مراعاة لسلامة الركاب الذين سيدفعون ثمن تطاول الحمقى.
التمرد على الوطن جريمة، ومن طرق الاستدلال على المجرم البحث عن المستفيد من وقوع الجريمة، وسنكتشف أن المتسبب في جرم التمرد صفيق مهارته تتجلى في الخداع ومؤهلاته تبرز بالتمويه وبضاعته وعود زائفة يسيل لها لعاب الضحية ويختتم فصول الضياع بقوله لمن تبع خطاه (ترى ما كان قصدنا تورط نفسك بهذه الطريقة). هذا الأسلوب الشيطاني تتبناه من تسمت بالمعارضة حين توقع بأبرياء وبسذج ومغفلين ومراهقين ثم تقول إنّا برآء منكم كفرنا بكم.
تحكي الأسطورة أن مجموعة من الناس صادفوا جذع شجرة الخلد التي أغرى الشيطان أبانا آدم بالأكل منها. بعدما سقطت من الجنة فنحتوها ونجروها حتى غدت سفينة عملاقة فأبحروا بها حالمين بالعودة إلى الجنة ومن يومها حتى الآن لا يزالون مبحرين بسفينة الحمقى.
وطننا بتوحده غدا سفينة نجاة، أخذ بأيدينا من الشتات والخوف ليبدلنا الأمن والطمأنينة والرخاء، ومن عرف الإسلام حق معرفته لن يحن إلى الجاهلية. ولن يتعلق بالذل من عاش العزة، ومن أين لنا ببلاد تغيث الملهوف وتنجد المكروب وتساعد المحتاج وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر؟
عندما ينادي نكرة أو مجهول «اركب معنا» لا بد أن أعرف مع من سأركب وما نوع السفينة، وما نسبة الأمان، إضافة إلى معرفة الربان ومهارته والبحر ومخاطره والغاية والمقصد ومستوى الرخاء والرفاهية التي سنبحر إليها.
من خيانة الوطن إساءة الظن في سفينته (سفينة النجاة)، والإبحار مع سفينة الحمقى وراء حلم موعود و فردوس مفقود يعد به مشردون ويرسم ملامحه موتورون.
سنظل نجدد ثقتنا بسفينة نعتز بربانها ونعرف خط سيرها، ولن نبدّل نعمة الله كفراً، بركوب سفينة أضاعت بوصلة إبحارها وفقدت مرساها وسلمت أمرها لمزاج البحر وغواية اللايقين.
* كاتب سعودي
Al_ARobai@
الملك عبدالعزيز عليه رحمة الله صنع سفينة النجاة وقادها بنفسه لشواطئ الأمان، وأتاح لكل من كان على هذه الأرض فرصة ركوبها، تآخينا منتمين لوطن استوعبنا ومنحنا هويته وضمنا تحت راية مجده شعوباً وقبائل وأجناساً فسيفسائية ومجموعات إثنية، ولم يثبت أن رباناً من ربابين السفينة ألقى راكباً في اليم أو ضحى به أو أنزله للتيه.
بالطبع ليس كل الركاب عقلاء وحكماء، بل هناك حالات رعونة وتمرد لا سبيل لاحتوائها. والبعض خياليون وحالمون وواهمون لم يستفيدوا من دروس التاريخ وقسوة الجغرافيا، وما أعظم خطر مؤلب لا يدرك قيمة المنجز، يشحن مشاعر حمقى فتسول لهم أنفسهم خرق السفينة، دون اعتبار بالمآلات ولا مراعاة لسلامة الركاب الذين سيدفعون ثمن تطاول الحمقى.
التمرد على الوطن جريمة، ومن طرق الاستدلال على المجرم البحث عن المستفيد من وقوع الجريمة، وسنكتشف أن المتسبب في جرم التمرد صفيق مهارته تتجلى في الخداع ومؤهلاته تبرز بالتمويه وبضاعته وعود زائفة يسيل لها لعاب الضحية ويختتم فصول الضياع بقوله لمن تبع خطاه (ترى ما كان قصدنا تورط نفسك بهذه الطريقة). هذا الأسلوب الشيطاني تتبناه من تسمت بالمعارضة حين توقع بأبرياء وبسذج ومغفلين ومراهقين ثم تقول إنّا برآء منكم كفرنا بكم.
تحكي الأسطورة أن مجموعة من الناس صادفوا جذع شجرة الخلد التي أغرى الشيطان أبانا آدم بالأكل منها. بعدما سقطت من الجنة فنحتوها ونجروها حتى غدت سفينة عملاقة فأبحروا بها حالمين بالعودة إلى الجنة ومن يومها حتى الآن لا يزالون مبحرين بسفينة الحمقى.
وطننا بتوحده غدا سفينة نجاة، أخذ بأيدينا من الشتات والخوف ليبدلنا الأمن والطمأنينة والرخاء، ومن عرف الإسلام حق معرفته لن يحن إلى الجاهلية. ولن يتعلق بالذل من عاش العزة، ومن أين لنا ببلاد تغيث الملهوف وتنجد المكروب وتساعد المحتاج وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر؟
عندما ينادي نكرة أو مجهول «اركب معنا» لا بد أن أعرف مع من سأركب وما نوع السفينة، وما نسبة الأمان، إضافة إلى معرفة الربان ومهارته والبحر ومخاطره والغاية والمقصد ومستوى الرخاء والرفاهية التي سنبحر إليها.
من خيانة الوطن إساءة الظن في سفينته (سفينة النجاة)، والإبحار مع سفينة الحمقى وراء حلم موعود و فردوس مفقود يعد به مشردون ويرسم ملامحه موتورون.
سنظل نجدد ثقتنا بسفينة نعتز بربانها ونعرف خط سيرها، ولن نبدّل نعمة الله كفراً، بركوب سفينة أضاعت بوصلة إبحارها وفقدت مرساها وسلمت أمرها لمزاج البحر وغواية اللايقين.
* كاتب سعودي
Al_ARobai@