اقتصاد

كيف ستُعوض صناعة الطيران خسائرها «الترليونية»؟

الجائحة كسرت أجنحته وأجبرته على الهبوط الاضطراري

فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@

لم ينج أي قطاع أو صناعة من الجائحة المعولمة، التي شلت الاقتصاد العالمي وأدخلته في حالة شبه كساد، ومن ضمن تلك القطاعات صناعة قطاع الطيران العالمي الذي يشهد وضعًا سوداويًا سيئًا للغاية لم تشهده من قبل وهو أسوأ بكثير من الانكماش الحاد الذي شهدناه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

وبحسب مصادر الطيران العالمي، فإن بعض شركات الطيران في العالم قد تدخل بحلول نهاية مايو الجاري حالة إفلاس مالم تتدخل الحكومات، مؤكدة أن أزمة صناعة الطيران تعتبر الأولى منذ الستين عاما الماضية، مع اضطرار البشر في شتى بقاع الأرض عدم السفر والترحال، وبات ذلك يشكل الطريقة الأسهل بسبب قيود الطيران التي فرضتها دول العالم من أجل احتواء الانتشار الوبائي الذي غير مشهد قطاع الطيران العالمي بشكل جذري. وفي ظل انتشار فايروس كورونا حول العالم والقيود المفروضة على السفر المصممة لاحتوائه، تواجه العديد من شركات الطيران انخفاضاً شديداً في عملياتها، ما قد يضطرها للجوء إلى عمليات إنقاذ حكومية لتجنب الإفلاس، حيث علقت معظم شركات الخطوط الجوية رحلاتها.

واعتمدت خطوات تقشفية شديدة بهدف الحفاظ على السيولة، وسط تزايد حظر السفر وانخفاض الطلب على الرحلات. ووفق مراقبون مختصون في شؤون الطيران والنقل فإن عام 2020 سيكون الأسوأ لشركات الطيران العالمية مع إلغاء رحلات وتراجع عدد المسافرين والشحن الجوي.

وأوضحوا أنه ليس لدى شركات الطيران إلا أن تتخذ قرارات سريعة تواكب تطور الفايروس وانتشارهحول العالم.

وبحسب توقع اتحاد النقل الجوي الدولي فإن قطاع النقل الجوي الدولي خلال عام 2020 سيشهد تراجعا كبيرا لا يمكن تقدير حجمه بدقة في مجال نقل المسافرين حول العالم إلا أنه سيكون أكبر عام يشهد فيه قطاع النقل الجوي تراجعا منذ الأزمة المالية العالمية 2008 /‏2009 وقد يكبد شركات الطيران خسائر في الإيرادات تصل إلى 314 مليار دولار في العام 2020، أو بمعدل 55% انخفاضا بالمقارنة مع العام 2019.

وبين مختصون في «إياتا» أن المعضلة الرئيسية هي عدم معرفة شركات الطيران، موعد العودة؛ بسبب عدم معرفة كيفية تطور أزمة فايروس كورونا، التي لا تعطي مؤشرات للتخطيط لرحلاتها وأعمالها بشكل مسبق، حتى يتم إعادة صيانة الطائرات الموجودة على الأرض منذ أشهر ويتطلب تنقية الهواء على متن الطائرات.

ونوهوا إلى أنه يتوجب على حكومات العالم إضافة قطاع النقل الجوي في الحزم الاقتصادية، إذ تعد شركات الطيران محركاً أساسياً في سلاسل القيمة، التي تدعم حوالي 65.5 مليون وظيفة حول العالم.

وأفادوا أنه في ظل الإجراءات الاحترازية وجدت شركات الطيران العالمي نفسها شبه مشلولة بين ليلة وضحاها، مع وقف أكثر من 90 % من حركة الطيران في العالم. لقد كسرت الجائحة أجنحة الطيران، وأجبرته على الهبوط الاضطراري، والسؤال: كيف ستعوض صناعة الطيران خسائرها «الترليونية»؟