أدبيات «الإخوان».. الفكر المتطرف
الخلاص من فكرهم: ممكن بالمناهج متعذر في الأذهان
الجمعة / 22 / رمضان / 1441 هـ الجمعة 15 مايو 2020 03:13
استقصاء: علي الرباعي Al_ARobai@
لن يدرك خطورة الإسلام السياسي إلا من تلقف أفكار «الإخوان» والسرورية واستوعب أدبيات «القاعدة» وحزب التحرير والتكفير والهجرة وحزب الله، خصوصاً إذا كان من رموز المراجعات الذين أدركوا بوعيهم وسعة اطلاعهم عدم شرعية الجماعة المتحزبة داخل الدولة المسلمة ورفضوا كل المشاريع الوهمية القائمة على خيالات ومنامات وفهم مغلوط لمقاصد الأحاديث والآيات.
كما كشفت كتب المراجعات تطلعات وطموحات جماعة الإخوان التي آثرت الخروج على إجماع الأمة ووحدة الوطن لتوهم قادتها بأنهم الأصلح لقيادة البلدان وحكم الشعوب.
وسرعان ما اكتوت شعوب بنيران حماقات دعا لها مأزومون وتبناها حاقدون على بلادهم وأسهمت أياد خفية وأجهزة استخباراتية ومارسها مراهقون دربتهم الجماعات على العنف والتطرف عبر التجنيد والاستقطاب لتحقيق الانتماء باعتباره أعلى المراتب أو التعاطف في الحد الأدنى وسممت أفكار براعم وأبرياء بخطاب ملفق طيلة ما يقارب 100 عام لتتحول الأفكار المريضة إلى عقائد باطلة وأيديولوجيات كافرة بالإنسانية والسلام والتسامح.
وبما أن جماعة الإخوان ذات أجنحة وأشرعة وأجهزة سرية تعمل تحت مظلة (التنظيم العالمي) فإنها نجحت في افتتاح فروع في معظم البلاد العربية والغربية، وبما أن غايتهم تبرر وسائلهم فإنهم نكثوا ما أعطوا من الوعود، وحنثوا بما أقسموه من أيمان بأن لا يتعرضوا للمملكة بسوء، إلا أنهم بحكم ما توفر لهم من غطاء سياسي وشرعي اشتغلوا على اختراق وطننا من خلال محاضن التربية الوطنية بدءا من مدارس التعليم العام والعالي وتغلغلوا في الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والإدارات التربوية عبر تنظيم أفقي ورأسي لتكوين الخلايا النائمة واليقظة، وكسب «الإخوان» الثقة المطلقة من مسؤولين فتولوا أمانة المكتبات والتعاقدات الخارجية مع المعلمين والمعلمات الوافدين والوافدات واختاروا من يؤمن بفكرهم ويحلم حلمهم ويستميت لتنفيذ أجنداتهم فتيسر لهم في دور العلم تقديم وجباتهم المسمومة وتغذيتهم الراجعة وتعبئة أذهان بريئة بأفكار جهنمية وحشد مشاعر سوية بعاطفة ثورية جياشة ضد الدول والحكام، وراجت سوق منشوراتهم لتحتل الصدارة في المؤسسات التعليمية واستحوذت على واجهة المكتبات وأهديت للأسر والأفراد مجاناً حتى دخلت لكل بيت (وصايا حسن البنا ومعالم في الطريق لسيد قطب، ومصطلحات القرآن الأربعة للمودودي، وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوي)، وغدت أكثر البيوت أمناً وطمأنينة مظنة تفريخ عنف وتطرف.
ولم ينطلق تحفظ وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ من تخرصات أو ظنون ولذا قال (لا مكان لكتب «الإخوان» في مكتباتنا). ولعل الأمير خالد الفيصل أول من رفع راية التحذير من المنهج الخفي. وباشر وزير التعليم السابق محمد أحمد الرشيد إصلاحات أولية لكنهم تصدوا له بشراسة لتيقنهم أنه أدرك خطورتهم وكشف ألاعيبهم وقبض على ما اعتور تعليمنا من تغلغلهم فنجحوا في التأثير على مكانة الرجل الوطني ونالوا من سمعته.
الجامعات حذرة
حاولت «عكاظ» استقصاء الإجراءات الاحتياطية للجامعات وحاورت أولي الاختصاص حول إمكانية تطبيق توجه الوزير في تخليص مكتبات الجامعات والمدارس من كتب «الإخوان»، وأثر ذلك على وعي الطلاب والطالبات.
وعد أستاذ اللغويات الإنجليزية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد العلم تأكيد وزير التعليم امتدادا لتحذير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خطورة هذه التنظيمات الإرهابية، إذ قال في لقائه في مجلة التايم «Time» إن جماعة الإخوان المسلمين خطيرة جدا ومصنفة في السعودية ومصر والإمارات ودول منطقة الشرق الأوسط على أنها جماعة إرهابية. وأضاف العلم: «لا شك أن الجهود التي تبذلها الوزارة في هذا الصدد جهود متميزة وتحتاج منا جميعا إلى التكاتف والتعاون في سبيل اجتثاث هذا الفكر المتطرف». ويرى المبادرة المتضمنة تنظيف مكتباتنا من كتب «الإخوان» في غاية الأهمية، وبالذات في هذا الوقت، وتطلع لإدراج أيقونة في موقع وزارة التعليم وموقع كل مؤسسة تعليمية تتيح للأفراد الإبلاغ عن أي مؤلف من مؤلفات التنظيم، على أن تتولى لجان التوعية الفكرية بتلك المؤسسات فحص وتمحيص المؤلفات والرفع بها لحذفها من رفوف مكتبات مؤسساتنا التعليمية.
فيما أوضح المتحدث باسم جامعة الباحة الدكتور ساري الزهراني أن جامعة الباحة وبتوجيه من رئيس الجامعة الدكتور عبدالله بن يحيى الحسين حريصة كل الحرص على أن تكون جميع مخرجاتها التعليمية وفق ما تمليه سياسة التعليم في المملكة، القائمة على الاعتدال والوسطية، ونبذ كل أسلوب من أساليب التكفير، والتطرف، والإرهاب. وأكد أن جميع مكتبات الجامعة ومقرراتها الأكاديمية لا يوجد بها أيّ كتاب من الكتب ذات العلاقة بجماعة الإخوان المسلمين ولا تحوي أي إشارة لا من قريب أو بعيد لأفكار هذه الجماعة الإرهابية، أو بأفكار أي جماعة إرهابية أخرى، أو حتى بأفكار منحرفة، لافتاً إلى أن جامعة الباحة اعتمدت مقررات دراسية تحثّ على الوسطية وتدعو إلى الاعتدال وتعري الجماعات الإرهابية أو المنحرفة، وتكشف سوءاتها، وبيان خطرها على المجتمعات، بالدليل القاطع من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه عليه السلام.
فيما كشف المتحدث باسم جامعة الملك خالد في منطقة عسير الدكتور مفلح القحطاني تكليف لجان متخصصة تعمل بشكل دوري على مراجعة الكتب والمقررات والمناهج والرسائل العلمية والمطبوعات في الجامعة للتأكد من خلوها من أي فكر مخالف. مؤكداً التنسيق بين الجامعة ووزارة التعليم والجهات المختصة في هذا الصدد، مشيراً إلى افتتاح وحدة للتوعية الفكرية بالجامعة تغطي خدماتها ونشاطاتها المركز الرئيسي والفروع.
أكاديميون صامتون أمام المنتمين بالأذهان
يبدي أحد الأكاديميين المخضرمين لـ«عكاظ» (آثر عدم ذكر اسمه) قلقه من تغلغل الإخوان والسروريين في بعض المؤسسات التعليمية، مشيراً إلى أنه ما أن يصل أحدهم لإدارة أو عمادة حتى يأتي بفريق عمله من نواب ووكلاء وسكرتارية وإدارة مكتب ورؤساء أقسام، الذين بدورهم يتبنون فريقاً رديفاً لتتوالى الأدوار وتصبح الدوائر أكبر ويغدو التنظيم أقوى وأعتى في وجه الخروقات، وأكد أن نسبة كبيرة من أكاديميين وأكاديميات.
ولفت الأكاديمي إلى أن بعض منسوبي الجامعات يتحاشون التعرض للمنتمين لجماعات الإخوان والمتعاطفين مع فكرهم. وقال كل الجامعات حريصة وتحتاط للفكر الإخواني المعلن والمكشوف إلا أن ما رسخ في أذهان البعض من الصعب إزالته وما انغرس في القلوب والأفئدة من تعاطف لن يزول على المدى القريب، مؤملاً أن تسهم الإصلاحات الآنية في بناء وعي أجيال وطنية تؤمن بهذا الوطن السعودي وتفتديه وتدين له بالانتماء والولاء.
وأكد المحامي أحمد المالكي تجريم أي لوبيات أو تنظيمات تنتمي لفكر جماعة محظورة تعمل داخل المؤسسات، ما يعرض المنتمي ومن يتعاطف معه للمساءلة والمحاسبة التأديبية والجنائية وفق النظام. وأوضح أن أحد منسوبي جامعة من الجامعات تورط منذ أيام بتغريدات مجرّمة وتم إيقافه.
وأشار المالكي إلى أن الأنظمة المحدثة نصت على أن تقتصر متطلبات التعيين في المادة الأولى من نظام جرائم الإرهاب وتمويله وظيفة عامة على الكفاءة دون اعتبار لأي معيار آخر، منوهاً إلى أن الانتماء لجماعة الإخوان ولغيرها موجب للمحاسبة، إضافة إلى مساءلة ومحاسبة المتعاطف معهم ومع المنتمين لهم بتغريدة أو خطبة أو موعظة أو درس أو مقالة.
الرميحي: اعتمدوا شوائب التاريخ لتبرير وجودهم
يرى عالم الاجتماع الدكتور محمد الرميحي أن توفير البدائل العاجلة والمعالجات الآنية ضرورة لاستدراك ما يمكن استدراكه على مغالطات جماعة الإخوان وغيرهم من جماعات الإسلام السياسي وتصحيح ما سوقوه من شوائب اقتنصوها من تاريخ المسلمين لتبرير وجودهم وإضفاء شرعية لهم. وعد مبادرة تخليص الجامعات والمكتبات السعودية من كتب التطرف والعنف مطلباً وطنياً وثقافياً إلا أنه يتطلع لصياغة جديدة لمناهج إسلامية قائمة على السلام والمساواة والتعايش والتعاون الإنساني ليمكن نسف التراكمات الوهمية من أساطير وأحلام وخرافات. وناشد العلماء الاضطلاع بتأسيس مصفوفة فقهية تتجاوز أخطاء الماضي وترسم ملامح المستقبل العلمي والحضاري وفق رؤى حديثة، وأبدى أسفه أن نستقبل القرن الحادي والعشرين بمناهج ومخطوطات وتراث خالية من المنطق ومناوئة للعقل ومقلقة للواقع ومثيرة للفتنة ومعطلة لمشروع الدولة الوطنية. ولم يخف إعجابه بالاجتهاد في القرن الثالث والرابع الهجري وما كسبته البشرية بسبب تحرير العقل من الكهنوت. وتحفظ الرميحي على مناهج ومقررات تتنافى مع عصر التقنية وزمن الروبوت، داعياً للعودة إلى الإسلام النقي وتجاهل كل الشوائب التي ألحقت بالدين الرباني، وطرح خطاب حضاري لا اعتداء فيه ولا استعداء.
كما كشفت كتب المراجعات تطلعات وطموحات جماعة الإخوان التي آثرت الخروج على إجماع الأمة ووحدة الوطن لتوهم قادتها بأنهم الأصلح لقيادة البلدان وحكم الشعوب.
وسرعان ما اكتوت شعوب بنيران حماقات دعا لها مأزومون وتبناها حاقدون على بلادهم وأسهمت أياد خفية وأجهزة استخباراتية ومارسها مراهقون دربتهم الجماعات على العنف والتطرف عبر التجنيد والاستقطاب لتحقيق الانتماء باعتباره أعلى المراتب أو التعاطف في الحد الأدنى وسممت أفكار براعم وأبرياء بخطاب ملفق طيلة ما يقارب 100 عام لتتحول الأفكار المريضة إلى عقائد باطلة وأيديولوجيات كافرة بالإنسانية والسلام والتسامح.
وبما أن جماعة الإخوان ذات أجنحة وأشرعة وأجهزة سرية تعمل تحت مظلة (التنظيم العالمي) فإنها نجحت في افتتاح فروع في معظم البلاد العربية والغربية، وبما أن غايتهم تبرر وسائلهم فإنهم نكثوا ما أعطوا من الوعود، وحنثوا بما أقسموه من أيمان بأن لا يتعرضوا للمملكة بسوء، إلا أنهم بحكم ما توفر لهم من غطاء سياسي وشرعي اشتغلوا على اختراق وطننا من خلال محاضن التربية الوطنية بدءا من مدارس التعليم العام والعالي وتغلغلوا في الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والإدارات التربوية عبر تنظيم أفقي ورأسي لتكوين الخلايا النائمة واليقظة، وكسب «الإخوان» الثقة المطلقة من مسؤولين فتولوا أمانة المكتبات والتعاقدات الخارجية مع المعلمين والمعلمات الوافدين والوافدات واختاروا من يؤمن بفكرهم ويحلم حلمهم ويستميت لتنفيذ أجنداتهم فتيسر لهم في دور العلم تقديم وجباتهم المسمومة وتغذيتهم الراجعة وتعبئة أذهان بريئة بأفكار جهنمية وحشد مشاعر سوية بعاطفة ثورية جياشة ضد الدول والحكام، وراجت سوق منشوراتهم لتحتل الصدارة في المؤسسات التعليمية واستحوذت على واجهة المكتبات وأهديت للأسر والأفراد مجاناً حتى دخلت لكل بيت (وصايا حسن البنا ومعالم في الطريق لسيد قطب، ومصطلحات القرآن الأربعة للمودودي، وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوي)، وغدت أكثر البيوت أمناً وطمأنينة مظنة تفريخ عنف وتطرف.
ولم ينطلق تحفظ وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ من تخرصات أو ظنون ولذا قال (لا مكان لكتب «الإخوان» في مكتباتنا). ولعل الأمير خالد الفيصل أول من رفع راية التحذير من المنهج الخفي. وباشر وزير التعليم السابق محمد أحمد الرشيد إصلاحات أولية لكنهم تصدوا له بشراسة لتيقنهم أنه أدرك خطورتهم وكشف ألاعيبهم وقبض على ما اعتور تعليمنا من تغلغلهم فنجحوا في التأثير على مكانة الرجل الوطني ونالوا من سمعته.
الجامعات حذرة
حاولت «عكاظ» استقصاء الإجراءات الاحتياطية للجامعات وحاورت أولي الاختصاص حول إمكانية تطبيق توجه الوزير في تخليص مكتبات الجامعات والمدارس من كتب «الإخوان»، وأثر ذلك على وعي الطلاب والطالبات.
وعد أستاذ اللغويات الإنجليزية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد العلم تأكيد وزير التعليم امتدادا لتحذير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خطورة هذه التنظيمات الإرهابية، إذ قال في لقائه في مجلة التايم «Time» إن جماعة الإخوان المسلمين خطيرة جدا ومصنفة في السعودية ومصر والإمارات ودول منطقة الشرق الأوسط على أنها جماعة إرهابية. وأضاف العلم: «لا شك أن الجهود التي تبذلها الوزارة في هذا الصدد جهود متميزة وتحتاج منا جميعا إلى التكاتف والتعاون في سبيل اجتثاث هذا الفكر المتطرف». ويرى المبادرة المتضمنة تنظيف مكتباتنا من كتب «الإخوان» في غاية الأهمية، وبالذات في هذا الوقت، وتطلع لإدراج أيقونة في موقع وزارة التعليم وموقع كل مؤسسة تعليمية تتيح للأفراد الإبلاغ عن أي مؤلف من مؤلفات التنظيم، على أن تتولى لجان التوعية الفكرية بتلك المؤسسات فحص وتمحيص المؤلفات والرفع بها لحذفها من رفوف مكتبات مؤسساتنا التعليمية.
فيما أوضح المتحدث باسم جامعة الباحة الدكتور ساري الزهراني أن جامعة الباحة وبتوجيه من رئيس الجامعة الدكتور عبدالله بن يحيى الحسين حريصة كل الحرص على أن تكون جميع مخرجاتها التعليمية وفق ما تمليه سياسة التعليم في المملكة، القائمة على الاعتدال والوسطية، ونبذ كل أسلوب من أساليب التكفير، والتطرف، والإرهاب. وأكد أن جميع مكتبات الجامعة ومقرراتها الأكاديمية لا يوجد بها أيّ كتاب من الكتب ذات العلاقة بجماعة الإخوان المسلمين ولا تحوي أي إشارة لا من قريب أو بعيد لأفكار هذه الجماعة الإرهابية، أو بأفكار أي جماعة إرهابية أخرى، أو حتى بأفكار منحرفة، لافتاً إلى أن جامعة الباحة اعتمدت مقررات دراسية تحثّ على الوسطية وتدعو إلى الاعتدال وتعري الجماعات الإرهابية أو المنحرفة، وتكشف سوءاتها، وبيان خطرها على المجتمعات، بالدليل القاطع من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه عليه السلام.
فيما كشف المتحدث باسم جامعة الملك خالد في منطقة عسير الدكتور مفلح القحطاني تكليف لجان متخصصة تعمل بشكل دوري على مراجعة الكتب والمقررات والمناهج والرسائل العلمية والمطبوعات في الجامعة للتأكد من خلوها من أي فكر مخالف. مؤكداً التنسيق بين الجامعة ووزارة التعليم والجهات المختصة في هذا الصدد، مشيراً إلى افتتاح وحدة للتوعية الفكرية بالجامعة تغطي خدماتها ونشاطاتها المركز الرئيسي والفروع.
أكاديميون صامتون أمام المنتمين بالأذهان
يبدي أحد الأكاديميين المخضرمين لـ«عكاظ» (آثر عدم ذكر اسمه) قلقه من تغلغل الإخوان والسروريين في بعض المؤسسات التعليمية، مشيراً إلى أنه ما أن يصل أحدهم لإدارة أو عمادة حتى يأتي بفريق عمله من نواب ووكلاء وسكرتارية وإدارة مكتب ورؤساء أقسام، الذين بدورهم يتبنون فريقاً رديفاً لتتوالى الأدوار وتصبح الدوائر أكبر ويغدو التنظيم أقوى وأعتى في وجه الخروقات، وأكد أن نسبة كبيرة من أكاديميين وأكاديميات.
ولفت الأكاديمي إلى أن بعض منسوبي الجامعات يتحاشون التعرض للمنتمين لجماعات الإخوان والمتعاطفين مع فكرهم. وقال كل الجامعات حريصة وتحتاط للفكر الإخواني المعلن والمكشوف إلا أن ما رسخ في أذهان البعض من الصعب إزالته وما انغرس في القلوب والأفئدة من تعاطف لن يزول على المدى القريب، مؤملاً أن تسهم الإصلاحات الآنية في بناء وعي أجيال وطنية تؤمن بهذا الوطن السعودي وتفتديه وتدين له بالانتماء والولاء.
وأكد المحامي أحمد المالكي تجريم أي لوبيات أو تنظيمات تنتمي لفكر جماعة محظورة تعمل داخل المؤسسات، ما يعرض المنتمي ومن يتعاطف معه للمساءلة والمحاسبة التأديبية والجنائية وفق النظام. وأوضح أن أحد منسوبي جامعة من الجامعات تورط منذ أيام بتغريدات مجرّمة وتم إيقافه.
وأشار المالكي إلى أن الأنظمة المحدثة نصت على أن تقتصر متطلبات التعيين في المادة الأولى من نظام جرائم الإرهاب وتمويله وظيفة عامة على الكفاءة دون اعتبار لأي معيار آخر، منوهاً إلى أن الانتماء لجماعة الإخوان ولغيرها موجب للمحاسبة، إضافة إلى مساءلة ومحاسبة المتعاطف معهم ومع المنتمين لهم بتغريدة أو خطبة أو موعظة أو درس أو مقالة.
الرميحي: اعتمدوا شوائب التاريخ لتبرير وجودهم
يرى عالم الاجتماع الدكتور محمد الرميحي أن توفير البدائل العاجلة والمعالجات الآنية ضرورة لاستدراك ما يمكن استدراكه على مغالطات جماعة الإخوان وغيرهم من جماعات الإسلام السياسي وتصحيح ما سوقوه من شوائب اقتنصوها من تاريخ المسلمين لتبرير وجودهم وإضفاء شرعية لهم. وعد مبادرة تخليص الجامعات والمكتبات السعودية من كتب التطرف والعنف مطلباً وطنياً وثقافياً إلا أنه يتطلع لصياغة جديدة لمناهج إسلامية قائمة على السلام والمساواة والتعايش والتعاون الإنساني ليمكن نسف التراكمات الوهمية من أساطير وأحلام وخرافات. وناشد العلماء الاضطلاع بتأسيس مصفوفة فقهية تتجاوز أخطاء الماضي وترسم ملامح المستقبل العلمي والحضاري وفق رؤى حديثة، وأبدى أسفه أن نستقبل القرن الحادي والعشرين بمناهج ومخطوطات وتراث خالية من المنطق ومناوئة للعقل ومقلقة للواقع ومثيرة للفتنة ومعطلة لمشروع الدولة الوطنية. ولم يخف إعجابه بالاجتهاد في القرن الثالث والرابع الهجري وما كسبته البشرية بسبب تحرير العقل من الكهنوت. وتحفظ الرميحي على مناهج ومقررات تتنافى مع عصر التقنية وزمن الروبوت، داعياً للعودة إلى الإسلام النقي وتجاهل كل الشوائب التي ألحقت بالدين الرباني، وطرح خطاب حضاري لا اعتداء فيه ولا استعداء.