غول ما يتسلل..
أشواك
الأحد / 24 / رمضان / 1441 هـ الاحد 17 مايو 2020 01:22
عبده خال
يمكن لك قبول كل ما هو على سطح واقعك وأنت متحرك، ففي الحركة تجاوز، مشكلتك في السكون، ففي هذه الحالة يغدو كل شيء قابعا في مكانه يسحقك سحقا بطيئا فلا تجد سوى نفث الزفرات.
في حياتنا السابقة كانت الحركة وانشغالاتنا تحدث نوعا من التقليب، وتصبح كل لحظة تحمل مفاجأة ما (بغض النظر عن خيرها أو شرها)، والآن وأنت تشاهد ملايين الملايين خاضعين للحجر الإجباري، تصبح نفسا واحدة، ونبضا واحدا تأخذك حالتك النفسية إلى ضيق في ضيق ليس بسبب شح الموارد المالية أو تكالب الديون، أو المقدمات السيئة لوضعك المادي القادم، وليس لأحبة بعيدين، وليس خشية من الموت، هي حالة نفسية جاثمة كحجر صوان كلما اجتهدت برفعها عن صدرك، خارت قواك النفسية.
في هذا الحجر تمكن الفرد من الاقتراب للحالة النفسية لسجين محكوم بسجن انفرادي، ليس هناك سوى جدران مسقوفة، وهواء رتيب، وتصرفات يومية مكررة، والضحك الجاف من خلال الواقع الافتراضي، حتى هذا الواقع تحول إلى ضغط نفسي بسبب طوفان الكلام.. طوفان من أخبار الشؤم التي تعلن لك أن حجرك سيطول، وأن مباهج الحياة تحولت إلى ورود بلاستيكية.
يمكن للفرد أن يعبر عما يجده من ضيق الحياة التي اكتشف أنها ضيقة جدا أثناء السكون، هذا السكون هو الغول الحقيقي القاضم على نفسياتنا.. هذه النفس خلقت لأن تكون متحركة، فإذا حوصرت تسللت من مساماتها بهجة الوجود، وغدت مرضية.
العالم الآن تقبل صدمة الفايروس، وأخذ يلائم بين الجائحة والانهيارات الاقتصادية، ولجأ إلى الواقع الافتراضي لكي يتحرك ولو قليلا، هذه التصرفات غدت في أيامنا هذه تصرفات مكررة، كما هي تصرفات الأفراد داخل منازلهم.. ثم ماذا بعد هذا؟
هل تلتف كل دولة على نفسها لإحصاء الخسائر المادية التي تكبدتها، وما هي الخطط لاستعادة الوضع إلى ما قبل كورونا، وكيف، وكيف، وكيف؟
إلا أن الشيء الذي لم يكن في الحسبان أن هناك مرضا أشد قسوة سوف تواجهه الدول، وهو الحالة النفسية لأفراد كل دولة على حدة، أتصور أن تردي النفسيات سوف يضاف على كاهل الدول لاستعادة الناس من حالة نفسية سوف تتفاقم كلما طالت فترة الحجر الإجباري، ليصبح السؤال موجها لعلماء النفس والاجتماع عن إيجاد الحلول، والبدء أيضا من الآن لتخفيف وطأة فايروس نفسي بدأ يتسلل إلى الصدور!
abdookhal2@yahoo.com
في حياتنا السابقة كانت الحركة وانشغالاتنا تحدث نوعا من التقليب، وتصبح كل لحظة تحمل مفاجأة ما (بغض النظر عن خيرها أو شرها)، والآن وأنت تشاهد ملايين الملايين خاضعين للحجر الإجباري، تصبح نفسا واحدة، ونبضا واحدا تأخذك حالتك النفسية إلى ضيق في ضيق ليس بسبب شح الموارد المالية أو تكالب الديون، أو المقدمات السيئة لوضعك المادي القادم، وليس لأحبة بعيدين، وليس خشية من الموت، هي حالة نفسية جاثمة كحجر صوان كلما اجتهدت برفعها عن صدرك، خارت قواك النفسية.
في هذا الحجر تمكن الفرد من الاقتراب للحالة النفسية لسجين محكوم بسجن انفرادي، ليس هناك سوى جدران مسقوفة، وهواء رتيب، وتصرفات يومية مكررة، والضحك الجاف من خلال الواقع الافتراضي، حتى هذا الواقع تحول إلى ضغط نفسي بسبب طوفان الكلام.. طوفان من أخبار الشؤم التي تعلن لك أن حجرك سيطول، وأن مباهج الحياة تحولت إلى ورود بلاستيكية.
يمكن للفرد أن يعبر عما يجده من ضيق الحياة التي اكتشف أنها ضيقة جدا أثناء السكون، هذا السكون هو الغول الحقيقي القاضم على نفسياتنا.. هذه النفس خلقت لأن تكون متحركة، فإذا حوصرت تسللت من مساماتها بهجة الوجود، وغدت مرضية.
العالم الآن تقبل صدمة الفايروس، وأخذ يلائم بين الجائحة والانهيارات الاقتصادية، ولجأ إلى الواقع الافتراضي لكي يتحرك ولو قليلا، هذه التصرفات غدت في أيامنا هذه تصرفات مكررة، كما هي تصرفات الأفراد داخل منازلهم.. ثم ماذا بعد هذا؟
هل تلتف كل دولة على نفسها لإحصاء الخسائر المادية التي تكبدتها، وما هي الخطط لاستعادة الوضع إلى ما قبل كورونا، وكيف، وكيف، وكيف؟
إلا أن الشيء الذي لم يكن في الحسبان أن هناك مرضا أشد قسوة سوف تواجهه الدول، وهو الحالة النفسية لأفراد كل دولة على حدة، أتصور أن تردي النفسيات سوف يضاف على كاهل الدول لاستعادة الناس من حالة نفسية سوف تتفاقم كلما طالت فترة الحجر الإجباري، ليصبح السؤال موجها لعلماء النفس والاجتماع عن إيجاد الحلول، والبدء أيضا من الآن لتخفيف وطأة فايروس نفسي بدأ يتسلل إلى الصدور!
abdookhal2@yahoo.com