كورونا بين الكورتيزول والأندروفين
كلمة إلا ربع
الاثنين / 25 / رمضان / 1441 هـ الاثنين 18 مايو 2020 01:22
بدر بن سعود
الأضرار النفسية لفايروس كورونا الجديد أكثر من أن تحصر، ومن بينها قيام شخص روسي اسمه أليكسندر نوركو بمغادرة مدينته إلى الغابة، وذلك بسبب ما أسماه (الضجيج غير السليم)، والمفارقة أن هروبه من الجائحة قاده إلى نهايته، فقد مات مسموماً بعد أكله لنبتة سامة بالخطأ، وفي غابته التي هرب إليها.
ما يفعله الإعلام في معظم أخباره هو تعظيم المخاوف من الوباء، وتساعده المنصات الاجتماعية في تسويقها لمحتويات مضللة، كانتقال كورونا في الهواء لمسافة 8 أمتار، والواقع أنه ينتقل لمسافة لا تزيد عن متر، أو أن العملات وبطاقات الائتمان حواضن ناقلة للفايروس، رغم أن التأكيدات ضعيفة، وكل ما قيل يكرس لكابوسية الوباء وسيناريوهاته المرعبة، ويمثل ممارسات تؤثر بصورة سلبية على الناس، وتؤدي إلى انهيار الجهاز المناعي، وهو ما يجعل الجسم مهزوماً وجاهزاً لاستقبال المرض، على طريقة الأمراض (النفسجسمية).
رهاب كورونا أدى إلى الهوس الزائد بالتعقيم والتنظيف، أو ما يعرف بالهلوسات اللمسية، وفي أستراليا أكدت دراسة أن المصابين به قد يصابون بأعراض ذهانية، كسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة، وهذه الأخبار المتشائمة ترفع من احتمالات التعرض للنوبة القلبية، علاوة على إحداثها لتهيج في أعصاب الدماغ، وبما يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، والأخير يضعف نظام المناعة في الجسم ويعطل عمل هرمون النمو.
المرجح أن تشهد الأمراض النفسية زيادة كبيرة، فقد ارتفعت نسب انتشار الاضطرابات العقلية بعد كورونا في أكثر من دولة، وكانت نسبتها في أمريكا 45%، وفي إيران 60%، والمتوقع من الحكومات وضع الملف النفسي في صدارة أولوياتها، وبما يعزز القواعد التي يقوم عليها (هرم ماسلو للحاجات) فالروتين الاجتماعي اليومي مهم جداً في حياة غالبية الناس، وتخليهم عنه قد يدخلهم في مشاكل صحية وأزمات نفسية، وربما أصيب الشخص بالجنون أو قام بالانتحار كنتيجة لفقدانه الإحساس بقيمة الذات، أو لانعدام الدافع والمعني للحياة من أساسها.
القاعدة العامة أن المتفائلين أطول أعماراً من غيرهم، وحتى المدخنون الإيجابيون يعمرون أكثر من نظرائهم المتشائمون، ويمكن أن نكون من بين السعداء في زمن كورونا التعيس، ونعمل على الاعتدال في مطالعة أخبار الوباء، وفي استخدام منصات التواصل لمتابعة مستجداته، ونستبدلها بنقل تجارب التعافي المحتفلة بالحياة، وبممارسة الرياضة المنزلية المتوازنة، التي تحفز إفراز هرمون السعادة السحري (الأندروفين) وتغسل الترسبات الضارة في الروح والجسد وتعزز المناعة، والدول المثالية في مواجهة كورونا وأولها المملكة، مطالبة بالعمل على التأثيرات النفسية، والقيام بتوحيد مجهودات المواجهة الوطنية في الجامعات والجمعيات وغيرها، ضمن خطة واحدة محددة بأهداف وجدول زمني، بالإضافة لإعادة النظر في لغة خطاب الإعلام المحلي عن الجائحة وشفافيته الصادمة والمزعجة في ذات الوقت.
BaderbinSaud@
ما يفعله الإعلام في معظم أخباره هو تعظيم المخاوف من الوباء، وتساعده المنصات الاجتماعية في تسويقها لمحتويات مضللة، كانتقال كورونا في الهواء لمسافة 8 أمتار، والواقع أنه ينتقل لمسافة لا تزيد عن متر، أو أن العملات وبطاقات الائتمان حواضن ناقلة للفايروس، رغم أن التأكيدات ضعيفة، وكل ما قيل يكرس لكابوسية الوباء وسيناريوهاته المرعبة، ويمثل ممارسات تؤثر بصورة سلبية على الناس، وتؤدي إلى انهيار الجهاز المناعي، وهو ما يجعل الجسم مهزوماً وجاهزاً لاستقبال المرض، على طريقة الأمراض (النفسجسمية).
رهاب كورونا أدى إلى الهوس الزائد بالتعقيم والتنظيف، أو ما يعرف بالهلوسات اللمسية، وفي أستراليا أكدت دراسة أن المصابين به قد يصابون بأعراض ذهانية، كسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة، وهذه الأخبار المتشائمة ترفع من احتمالات التعرض للنوبة القلبية، علاوة على إحداثها لتهيج في أعصاب الدماغ، وبما يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، والأخير يضعف نظام المناعة في الجسم ويعطل عمل هرمون النمو.
المرجح أن تشهد الأمراض النفسية زيادة كبيرة، فقد ارتفعت نسب انتشار الاضطرابات العقلية بعد كورونا في أكثر من دولة، وكانت نسبتها في أمريكا 45%، وفي إيران 60%، والمتوقع من الحكومات وضع الملف النفسي في صدارة أولوياتها، وبما يعزز القواعد التي يقوم عليها (هرم ماسلو للحاجات) فالروتين الاجتماعي اليومي مهم جداً في حياة غالبية الناس، وتخليهم عنه قد يدخلهم في مشاكل صحية وأزمات نفسية، وربما أصيب الشخص بالجنون أو قام بالانتحار كنتيجة لفقدانه الإحساس بقيمة الذات، أو لانعدام الدافع والمعني للحياة من أساسها.
القاعدة العامة أن المتفائلين أطول أعماراً من غيرهم، وحتى المدخنون الإيجابيون يعمرون أكثر من نظرائهم المتشائمون، ويمكن أن نكون من بين السعداء في زمن كورونا التعيس، ونعمل على الاعتدال في مطالعة أخبار الوباء، وفي استخدام منصات التواصل لمتابعة مستجداته، ونستبدلها بنقل تجارب التعافي المحتفلة بالحياة، وبممارسة الرياضة المنزلية المتوازنة، التي تحفز إفراز هرمون السعادة السحري (الأندروفين) وتغسل الترسبات الضارة في الروح والجسد وتعزز المناعة، والدول المثالية في مواجهة كورونا وأولها المملكة، مطالبة بالعمل على التأثيرات النفسية، والقيام بتوحيد مجهودات المواجهة الوطنية في الجامعات والجمعيات وغيرها، ضمن خطة واحدة محددة بأهداف وجدول زمني، بالإضافة لإعادة النظر في لغة خطاب الإعلام المحلي عن الجائحة وشفافيته الصادمة والمزعجة في ذات الوقت.
BaderbinSaud@