منوعات

حظوظ اللقاح الأمريكي ترتفع.. وآمال البريطانيين تنتكس

عكاظ ترصد آخر التطورات بشأن البحث عن مخرج من «الجائحة»

مختبر جامعة إمبريال: قد تنتظرون طويلاً.

ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن، بكين) OKAZ_online@

ارتفعت أمس الأول أسهم لقاح تقوم بتطويره شركة موديرنا الأمريكية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في سعر سهمها في الأسواق المالية؛ بيد أن حظوظ اللقاح الذي تقوم جامعة أكسفورد البريطانية بتطويره تضاءلت أمس، بعدما أعلن أن القرود الستة التي أعطيت جرعات من اللقاح أصيبت بمرض كوفيد-19. وزاد المشهد قتامة نائب كبير أطباء الحكومة البريطانية البروفسور جوناثان فان تام بقوله إنه ربما أضحى على بلاده «أن تتعايش» مع كوفيد-19 لسنوات عدة. وكانت موديرنا الأمريكية أعلنت (الإثنين) أن نتائج التجارب السريرية الأولى على لقاح تطوره كانت «واعدة». وهو واحد من 8 لقاحات دخلت مرحلة التجارب السريرية على البشر. وأعلنت الشركة، في دراسة نشرتها مجلة علمية أمس الأول، أن 8 متطوعين تم إعطاؤهم جرعات قليلة ومتوسطة ارتفعت في دمائهم نسبة الأجسام المضادة المقاومة لفايروس كورونا الجديد، بشكل مماثل أو أكبر مما لدى من تعافوا من الفايروس. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن ذلك لا يعني أنه يثبت أن اللقاح الجديد يحدث قدراً من المناعة. وجاءت تلك المعلومات، بعدما أعلن أحد مديري الشركة؛ وهو العالم المغربي الأصل الدكتور منصف السلاوي، استقالته من مجلس إدارتها، ليتفرغ للإشراف على «عملية سرعة الانحراف» التي كلفها البيت الأبيض بالتعجيل بلقاح يضع حداً للجائحة. أما في بريطانيا، فقد حذر العلماء أمس من أن اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد قد لا يوفر مناعة لمن يخضعون له. وتكشف أن ستة قرود أخضعت للمصل أصيبت بفايروس كورونا الجديد. وكانت الحكومة البريطانية خصصت 90 مليون جنيه إسترليني لهذا المشروع. وتأتي هذه الأنباء الصادمة بعد أسبوع من إعلان علماء الجامعة أن لقاحهم وفّر قدراً من المناعة، ومنع فايروس كورونا الجديد من النفاذ إلى الرئتين. وزاد التوقعات سوءاً إعلان علماء جامعة إمبريال في لندن أنه قد لا يصبح ممكناً توفير لقاح بتاتاً هذا العام. وقال المحاضر بالجامعة البروفسور روبن شاتوك إنه يجب ألا يعلق الناس آمالهم على ما سماه «توقعات كاذبة» بظهور لقاح أو دواء قريب. وأعلنت شركة سينوفاك بيوتك الصينية، في مقال نشرته مجلة «ساينس»، أن اللقاح الذي تقوم بتطويره أثبت قدرته على منع انتقال العدوى إلى القرود المخبرية، وأنها تقوم بتجارب سريرية على نحو 144 متطوعاً. ويجمع علماء الفايروسات واللقاحات على أنه من الممكن تسريع إنتاج لقاح من الناحية النظرية، لكن اللقاح الفعال بحاجة إلى التأكد من قدرته على توفير مناعة حقيقية. وحذر مدير معهد سلامة اللقاحات بجامعة جونز هوبكنز الدكتور دانيال سولومون من أنه تاريخياً تكون نتائج المرحلة الأولية للقاح مبشرة، لكن المراحل التالية تثبت عكس ذلك. وقال البروفسور فان تام في لندن، الليل قبل الماضي، إنه ما دام اللقاح غير موجود، فعلى البريطانيين الاستعداد لاحتمال اندلاع موجة ثانية من وباء كوفيد-19 هذا الخريف. وأضاف أنه لا توجد بيانات كافية لفهم «موسمية» فايروس كورونا الجديد. وزاد أنه ربما بات حتماً على البريطانيين أن يتعايشوا مع الفايروس «أشهراً قادمة، وربما سنوات قادمة». وأشار إلى أن الخريف والشتاء هما اللذان يستطيعان تعريف العلماء بما إذا كان هذا الفايروس سيتفشى بشكل موسمي، مثل الأنفلونزا العادية. وفي سياق ذي صلة؛ قال باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سياتل أمس الأول إن جسماً مضاداً تم اكتشافه في أحد المتعافين من وباء «سارس»، الذي يسببه أحد فايروسات كورونا، قادر على تدمير فايروس كورونا الجديد. ويسمى هذا الجسم المضاد S309. ويستهدف البروتين الذي يغلف به فايروس كورونا الجديد نفسه، ويستخدمه للنفاذ إلى خلايا من يصيبه. وأوضحوا أن تجاربهم المخبرية أكدت أن هذا الجسم المضاد يلتصق بالبروتين الخارجي للفايروس، ويقوم بتحييده تماماً. وفي الوقت نفسه، قال العلماء في شركة للتكنولوجيا البيولوجية في كاليفورنيا أمس الأول إنهم عثروا على جسم مضاد يقوم بتدمير فايروس كورونا الجديد تدميراً تاماً. وأضافوا أن تجارب مكثفة تجري على الجسم المضاد في مختبرات الشركة في سان فرانسيسكو. وإذا أثبتت التجارب نجاحاً فسيصبح ممكناً استخدام الجسم المضاد وحده، أو ضمن «كوكتيل» دوائي، لكسب الحرب على كوفيد-19. وأشاروا إلى أن ما يجعل أبحاثهم مهمة أن هذا الجسم المضاد تم العثور عليه لدى متعاف من «سارس» الذي أوقع مئات الوفيات في 2003. وفي الصين؛ أعلن العلماء أن تجارب أجروها على فئران مخبرية قادتهم إلى اكتشاف جسمين مضادين يمنعان فايروس كورونا الجديد من غزو خلايا المصاب. وأطلقوا عليهما H4 وB38. وأضافوا أن التجارب أثبتت أن كمية الفايروس داخل رئة الفئران المخبرية تضاءلت بنحو الثلث خلال ثلاثة أيام فقط، وعانت الفئران ضرراً أقل في الرئة جراء هذين الجسمين المضادين. ويقوم بهذه الأبحاث علماء يقودهم الدكتور يان وو في جامعة كابيتال الطبية في العاصمة بكين.