كتاب ومقالات

أذن من طين وأذن من عجين!

ريهام زامكه

هناك مثل دارج يقول: (عَلّم في المتبلم يصبح ناسي) وفي رواية أخرى من قاموسي (عَلّم في الهمجي يصبح همجي أيضاً).

ما دعاني للدخول (عرض) في مقدمة هذا المقال هي تصرفات بعض (الهمج) غير المسؤولين على الإطلاق والذين بلا شك هم السبب الرئيسي لتأخر عودة الحياة للحياة!

هؤلاء الذين لا ينفع معهم لا توعية ولا إرشادات ولا تعليمات وقائية واحترازية لا بد لهم من التقيد بها حتى تنجلي هذه الأزمة التي نعيشها.

منسوبو الصحة يعملون على قدمٍ وساق من أجلنا وأجل سلامة وصحة هذا البلد العظيم ومن عليه، لكن بعض الناس غريبو الأطوار بالفعل، وحِس المسؤولية شبه منعدم لديهم.

والله إني مُتعاطفة جداً مع المُتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي فقد (بُح) صوته المسكين وهو ينصح الناس ويقول: «أرجوكم الزموا منازلكم» لكن تُحدث من؟ فالبعض يا دكتور أذن من طين وأذن من عجين ولا حياة لمن تنادي!

قد لاحظنا جميعنا ارتفاع عدد الإصابات بكورونا بين النساء والأطفال -بحسب إحصائيات وزارة الصحة- بسبب الزيارات العائلية والتجمعات المخالفة.

ولا أدري كيف يفكر أمثال هؤلاء الناس؟ وكيف لا يخافون على أنفسهم وذويهم وأطفالهم من العدوى والإصابة ضاربين (بكورونا) الذي حصد الآلاف من الأرواح عرض الحائط.

يقولون (يا روح ما بعدك روح) يا جماعة، واستهتار الشخص منّا وعدم تحمله المسؤولية ربما سيجعله يدفع (روحه) ثمناً قبل أي شيء لعدم التزامه بقواعد السلامة.

جميعنا يشعر بالفتور والملل ويعاني الأمرين بسبب هذه الظروف، لكن يجب أن نكون «كُلنا مسؤول» ومُدركين لخطورة الوضع وملتزمين بجميع التعليمات وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى فعلياً.

ولتسهيل الحاجة للخروج في أوقات المنع ساهمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي وبالتعاون مع وزارة الصحة بإنشاء (تطبيق توكلنا) الرائع، الذي يُمكّن الشخص من إصدار تصريح للخروج إن دعت الضرورة لذلك.

جربت التطبيق (للضرورة) بعدما وصلتني رسالة منهم تقول: «عزيزي المستخدم، يسرنا أن نبلغكم بأنه تم اختياركم ضمن عينة منتقاة لتجربة (تطبيق توكلنا..... )».

ولا أخفيكم هايطت بعدها أيما هياط على صديقاتي، ولكني لم أستفد شيئاً من (هياطي) لسببين؛ الأول ليس على رأسي ريشة، فالتطبيق تجريبي ويُرسل لشرائح محددة من الناس لتطبيقه، والسبب الثاني والأهم هو إني إنسانة واعية ومسؤولة، وأخاف على نفسي (الأمارة بالسوء) ولا أطاوعها لأكذب وأتحايل وأختلق أعذاراً واهية للخروج والتجمعات والزيارات التي لن تعود عليّ إلا بالبلاء أو أني (سأفطس) بعدها -اسم الله عليّ-، ولكن بعض الناس حرفياً لا إحساس ولا ضمير.

على كل حال؛ عثرت على 200 ريال مفقودة ومربوطة (بمطاط) عندما ذهبت لشراء بعض الأغراض الضرورية من سوبرماركت الدانوب، أرجو من صاحب المبلغ التواصل معي لاستلام المطاط، شاكرة وممتنة.

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com