أخبار

عبداللطيف بخاري لـ عكاظ: كورونا علمنا معنى الشوق

وصف 2020 بعام المراجعة.. ولا يخشى «العطاس»

«عكاظ» (جدة) okaz_online@

خرج عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عبداللطيف بخاري، بدروس عديدة من جائحة كورونا لعل أبرزها قيمة الشوق للأهل والأحباب.

ويكشف بخاري عن تعرفه على مدينة ووهان عبر صديقه الذي يعمل بالتجارة، مشيرا إلى أنه لو قدّر له لقاء الشخص الذي تناول حساء الخفاش لدعا له بالهداية.

ولفت إلى أن أول مكان سيزوره بعد زوال الجائحة هو الحرم المكي الشريف والطواف بالكعبة المشرفة.. فإلى نص الحوار:

• في ظل الجائحة ماذا تفتقد في رمضان الحالي؟

•• افتقدت في رمضان لـ «الاجتماع الأسري الكبير»، ولأني فقدته هذا العام فقد شعرت بقيمته، خصوصا أنها عادة سنوية حيث نجتمع في منزل الأخت الكبرى، وقد شعرنا بالشوق لبعضنا وعرفنا قيمة هذا الاجتماع.

• كيف تقضي رمضانك؟

•• قسّمت يومي لأربع فترات؛ أولاها خصصتها للواجبات والعبادات، والثانية أخصصها للأهل والأبناء والأحفاد في الدار الذي يجمعنا، وقمنا بإعداد برامج خاصة للحجر، أما الجزء الثالث فقد خصصته للاطلاع العلمي ومنحني فرصة لإشباع شغفي بالقراءة والعلوم، وبالذات محاولة عمل إسقاط لبعض العلوم على مجالنا في الإدارة الرياضية، أما الجزء الرابع من يومي فخصصته للتواصل مع الأصدقاء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

• كيف تكافح الشوق للأهل الأقارب والأصدقاء في ظل التباعد الاجتماعي؟

•• لولا البعد القسري الحاصل لما عرفنا قيمة الشوق والمشاعر والحنين لبعضنا، والمعلوم أن المشاعر لا تكون فقط بالرؤية المباشرة وإنما بشيء غير ملموس يشعرنا بحاجتنا لبعضنا البعض.

ومن فضل الله علينا وجود التقنيات التي تمكننا من التواصل، حيث لنا جلسة يومية مع الإخوة والأخوات عبر برامج التواصل المرئي، ولدي ثلاثة قروبات؛ أحدها للإخوة والأخوات، والثاني للأبناء، والثالث للأحفاد، فالشوق كل يوم ينتقل بالإحساس وليس بالتماس.

• بعد الإجراءات الاحترازية لمنع التجول، هل تأقلمت روحك لأن تصبح «بيتوتية» أم أنك من هواة البقاء في المنزل؟

•• أنا في الأساس من محبي البقاء في المنزل «بيوتتي»، لأني جربت السهرات والجلسات الخارجية وقد وجدتها مضيعة للوقت، لذلك أنا أقضي معظم أيامي في الجامعة أو العمل الذي أكلف فيه، أو في مكتبي الخاص، بجانب الجلوس مع أسرتي، فجنتي هي منزلي، والحجر لم يغير علي الشيء الكثير من عاداتي اليومية.

• إضافة إلى صوت العطاس.. ما هو أكثر شيء تخشاه هذه الأيام؟

•• لا أخشى شيئا بما فيه العطاس، لأن لدي يقين بأن أتخذ الأسباب ثم أتوكل على الله وقد زرعت ذلك في أبنائي وأحفادي، لأن أقصى ما سيصيب الإنسان هو الموت وهو مكتوب ومقدر من الله عز وجل، وكل شخص لن يزيد أو ينقص عمره دقيقة واحدة.

• هل سمعت بـ«ووهان الصينية» قبل أن تصدّر لنا كورونا؟

•• تعرفت على هذه المدينة من خلال صديق تاجر لأني لم أسافر إلى الصين إطلاقا، وشاهدت تقريرا عن هذه المدينة، لكنني لم أركز عليها كثيرا، وبعد الجائحة اطلعت بتركيز أكبر على المدينة.

• يؤمن الكثير حول العالم بتورط الخفافيش بإصابة البشر بـ«كورونا»، إن صح هذا هل ستنهي الجائحة أسطورة «الرجل الوطواط»؟

•• لست مؤمنا بالشخصيات السينمائية أو الكرتونية، بل أراها إسقاطات تخلق ثقافة غير جيدة في المجتمع ولها دلالات سلبية خصوصا عند النشء.

• إذا كتب لك القدر لقاء أول رجل أصيب بـ«كورونا» بعد وجبة «حساء الخفافيش».. ماذا ستقول له؟

•• سأدعو له بالهداية فقط، وليس لدي كلام أقوله لأني أرى أن هذه الجائحة ليست بسبب شخص تناول حساء الخفافيش، بل علامة من علامات الله يخوف بها عباده لعلهم يعودون له، وهي علامة من علامات حب الله لنا، لنعود إليه.

• قبل أن يبدأ العالم عده التنازلي لاستقبال 2020 وعجائب الأحداث تتوالى، حرائق في أستراليا، وإصابات بكورونا، وما تلاها من وقائع حبست أنفاس العالم، بماذا تصف 2020؟

•• هو عام العسر الذي سيأتي بعده اليسر، والألم الذي سيأتي بعده الكسب، «فلا توجد مكاسب بدون ألم» كما يقول المثل الأمريكي.

• لو قررت كتابة قصة عن «2020» ما العنوان الذي ستختاره لها؟

•• عام المراجعة لكل شيء في حياتنا.

• لم يمض من 2020 سوى أقل من نصفها، ماذا تتوقع أن تخفي لنا الكبيسة في جعبتها؟

•• أنا من المتفائلين دائما وأبدا، لذلك فإن مع العسر يسرا.

• درس علمتك إياه الجائحة؟

•• اكتشفت قيمة نعم كثيرة افتقدناها بسبب هذه الجائحة، لم نكن نشعر بها ولعلها من الأمور التي أراد الله أن يذكّرنا فيها وبقيمتها.

• أول مكان ستزوره بعد زوال كورونا؟

•• الحرم المكي والطواف بالكعبة المشرفة والسجود لله شكرا على نعمة زوال هذه الجائحة.

• لو كان طلال مداح موجودا بيننا كم سيصل عدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي؟

•• الفنان القدير طلال مداح هو قائد الفن الحقيقي بالمملكة وهو الأجدر بهذه المكانة، فأنا أرى الفنان المرحوم طلال مداح والنجم الدولي المعتزل ماجد عبدالله هما الأيقونتان اللتان غرستا الفكر الفني في الفن والرياضة، ولا يوجد لهما شبيه.

• نغمة موسيقية ترتاح لها؟

•• شخصيا أنا من عشاق الموسيقى الهادئة بجانب الأغاني الرومانسية، وأميل لثلاث آلات موسيقية هي العود والقانون والأورغ.

• ما هو الأكثر بشاعة «الكذب - الخيانة - النفاق -السرقة - الغيبة»؟

•• الكذب أكبر بشاعة لأن من يكذب يرتكب باقي الصفات السيئة.

• شيء تحسد سكان القرى والأرياف عليه؟

•• البساطة.. ففي علم الجمال أصعب شيء بالحياة أن تكون بسيطا وهي التي تشعرك بالسعادة.

• مدينة تتمنى أن تقضي رمضان فيها. ولماذا؟

•• لا توجد مدينة أجمل ولا أروع ولا أفضل ولا أمثل من مكة المكرمة فلها نكهة روحانية برمضان لن تجد لها مثيلا بالعالم.

• حقبة زمنية تتمنى أن تعيش فيها؟

• لا يوجد زمن أفضل من زمن الرسول والصحابة الكرام لأن في ذاك الزمن نشأ رجال بنوا فكرا وثقافة وحضارة سارت عليها دول طيلة الحقب الماضية حتى يومنا هذا.

• هل أنت من أنصار التأمل.. ولماذا؟

•• جدا لأنه خلال رحلتي العلمية تعلمت أمرين اثنين، هما التأمل والتركيز، لأن التأمل يساعد الإنسان على النظر بشكل أرحب وأوسع ويستكشف أشياء لم يكن ينظر لها لأول وهلة.

• ما أضيق العيش لولا...؟

•• فسحة الأمل.. ولعل من أحب الأغنيات لنفسي أغنية الأمل للفنانة الكبيرة الراحلة «أم كلثوم».

• إلى أين ستحلق لو كنت طيرا؟

•• أحلق حول الحرم والكعبة المشرفة، فهو أجمل مكان تحلّق فيه حتى تخرج من أدران الدنيا.

• منظر تتمنى لو أن نافذتك تطل عليه؟

•• البحر.. وأتمنى أن تطل نافذتي عليه وأتامله، ورغم أني أحب البحر كثيرا أخاف منه أكثر.