كتاب ومقالات

عيد افتراضي يا معالي الوزير

أشواك

عبده خال

أزف رحيل شهر رمضان الذي عبرنا على غير عادة.

في هذا الشهر لم يكن الظرف رحيما بنا، لكي نمارس العبادة كما نشتهي، أو نقضي الوقت في الزيارات، وتلبية دعوات الإفطار أو السحور أو التنقل في الأسواق، والأماكن العامة.

مضت لياليه الأنيسة ونحن بين أنفسنا وأنفسنا، لا أقول ضيقا وإنما حجر خوفا على ذواتنا وأهالينا.

كان البيت هو السلوى الوحيدة، تمارس فيه كل الطقوس التعبدية، والحياتية.

دائما أقول إن المرء يكتسب الفرح من خلال الناس، هم من يمنحك الفيض من المشاعر حتى لو لم تكن سعيدا، فالناس يغدقون عليك بمشاعرهم.

وها نحن نتجه إلى أيام العيد، ولأول مرة استشعر بيت المتنبي:

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

فالأمر الجديد أن العالم مجتمعا قابع في ذاته يتمنى ما مضى من أعياد مهما كانت صعبة إلا أن عيد هذا العام أكثر صعوبة وأعمق افتراقا.

نعم، نحن الآن نعيش بصورة افتراضية في مناشط الحياة المختلفة، فكيف يمكن الإمساك بطرف الفرح في هذا اليوم، وأجدني أتوجه إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف - شؤون المساجد كرسالة لمعالي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ بطلب سوف يدخل البهجة إلى نفوسنا في يوم العيد.

يا معالي الوزير كما قلت إننا نعيش واقعا افتراضيا فليتك تأمر جميع مساجد البلد برفع تكبيرات العيد بعد صلاة الفجر مباشرة إلى أن ترتفع الشمس.

ترتفع التكبيرات بصوت جماعي لتضج كل الأحياء بتلك التكبيرات.

والفكرة بسيطة جدا بحيث يكلف كل مؤذن بإحضار أداة تسجيل ويجهز شريطا به تكبيرات الأعياد السابقة وينقل التكبيرات من ميكرفون المسجد.

شيء ضئيل من الفرحة يمكن استشعاره بهذه الحركة أو الفعلة.

أمامنا الوقت سانح لإدخال الفرح إلى قلوبنا حتى ولو كان افتراضيا.

abdookhal2@yahoo.com