أخبار

«كورونا» يغيّب 60 عاما من بروتوكولات العيد في الحوية!

الجائحة أخفت «الفَطْرة» و«عشاء الغيّاب»

سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@

منذ أكثر من 60 عاماً، وإلى الشمال الشرقي من الطائف، وضع أجداد سكان المنطقة الآن، بروتوكولات وقوانين عرفية، تنظم تأدية طقوس عيدهم كل عام، اهتمت بتفاصيل الأشياء الصغيرة، قبل الكبيرة، كي لا يبقى أحد محروماً من فرحة العيد، قبل أن يغيّب فايروس كورونا بروتوكولات العيد تماماً، ويبقيهم لأول مرة متباعدين.

التباعد في زمن الجائحة فرض نفسه على سكان الحوية، مغيباً عيدهم تماماً، بعد أن كان تكبد عناء السفر محبباً لأهل القرى هناك لحضور العيد مع أقاربهم، في أجواء تحفها المحبة والألفة طيلة عقود مضت. هذا الفايروس تسبب في غياب «فَطْرة العيد»، (تطلق على إفطار أيام العيد الـ4 الأولى)، التي يجتمع السكان لتناولها، والمصنوعة بحب داخل تلك المنازل التي تتحضر لتجهيزها كل عام من قبل العيد، والمكونة من: «القرصان، العصيد، الهريس، الملّة، الجريش». تقسم أيام العيد على عدد الأشخاص ممن ينالون شرف إكرام الضيوف بإعداد «الفَطْرة» والعشاء في هذه الأيام، وغالباً ما يأتي التقسيم بالاتفاق الودي فيما بينهم ليتمكنوا من إعداد الإفطار والعشاء، إضافة إلى الحفاظ على العادة الأكثر حزماً وصرامة من حيث الاهتمام بها، وهي ما يعرف بـ«عشاء الغيّاب». وتُظهر عادة «عشاء الغيّاب» مدى الاهتمام بذوي القُربى، وقدسية التواصل الاجتماعي بين سكان المكان الواحد، لامتثالها لضرورة إيصال العشاء إلى منازل من لم يستطيعوا حضور العيد لارتباطهم بأعمال خلال أيام الاحتفال الـ4، إضافة إلى عدد من منازل الحي، ويتولى كل شخص مهمة إيصال العشاء لمنزل، ليغيّب «كورونا» هذا العام بروتوكولات عيد الحوية، الذي حل وأماني السكان معلّقة بأن يعود عيدهم العام القادم لممارسة بروتوكولات الأعوام الـ60 السابقة.