ضربتان سعوديتان في الرأس التركي وحلفائه تؤلم
الأربعاء / 04 / شوال / 1441 هـ الأربعاء 27 مايو 2020 00:45
رامي الخليفة العلي
تعمل القيادة في المملكة العربية السعودية على توسيع مروحة الاستثمارات على المستوى العالمي، وأمام أزمة كورونا فإن المملكة اتخذت المزيد من الإجراءات على المستوى الداخلي وخصوصا على المستوى الاقتصادي، كما عمدت المملكة إلى شراء أسهم في شركات وازنة من الناحية المالية مستغلة الانخفاض الذي لحق بها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومن بين تلك المشاريع الكبرى التي حرصت المملكة على الاستثمار فيها كان نادي نيوكاسل الإنجليزي، هنا لا يتم الحديث عن الجانب الرياضي بل عن جوانب أخرى لا تقل أهمية بل ربما تتجاوز، فالعلامة التجارية شديدة الشعبية سواء في المملكة المتحدة أو على الصعيد الأوروبي أو على المستوى العالمي. وانطلاقا من هذه الأهمية فإن قطر وتركيا جن جنونهما، لذلك بدآ تحركاً على المستوى الإعلامي والسياسي وعبر تحريك لوبيات من أجل تشويه صورة المملكة، بل وقامت الاستخبارات التركية عن طريق الخطيبة المزعومة للسيد جمال خاشقجي بتوجيه رسالة إلى جماهير نادي نيوكاسل تتبنى فيه خطاب الإعلام القطري والتركي. كما قامت قطر عن طريق شبكة قنواتها الرياضية بي إن سبورت بالاعتراض على الصفقة التي كانت في طور التفاوض لدى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ولكن المعلومات الأولية تشير إلى أننا قاب قوسين أو أدنى لشراء الصندوق الاستثماري التابع للمملكة العربية السعودية لهذا النادي في صفقة تحمل أهمية استثنائية إذا أضفنا إلى ذلك حجم الاستثمارات الأخيرة وهي حصة بنحو 827.7 مليون دولار في شركة بي.بي النفطية، حصة قيمتها 713.7 مليون دولار في بوينج، حصة بنحو 522 مليون دولار في سيتي جروب، حصة بقيمة 522 مليون دولار في فيسبوك، حصة قيمتها 495.8 في ديزني، حصة بقيمة 487.6 في بنك أوف أمريكا. هذه الأخبار بالتأكيد لن تترك أثراً إيجابياً على أردوغان وحلفائه، فهو الذي لم يدخر جهداً للنيل من المملكة سواء بالأصالة عن نفسه أو من خلال قطعانه ولكن دون جدوى. حتى لم يبقَ أمامه وأمام حليفته قطر سوى الاعتماد على النساء، لذلك أسندت الأدوار إلى المدعوة خديجة جنكيز. بالمناسبة، ما هذه الصفة التي راحت من خلالها تلك الدعية تستولي على إرث الراحل جمال خاشقجي الصحفي والمعنوي. لا أعرف القوانين التركية ولكن في كل دول العالم أولياء الدم وورثة المال والمكانة هم الأبناء والزوجة سواء من الناحية الاجتماعية أو القانونية أو الشرعية. ومن هنا تأتي أهمية الضربة الثانية التي وجهها هذه المرة أبناء المرحوم خاشقجي عندما بلغوا أقصى حدود الكرم وعفوا عن قاتل والدهم، مما وضع أردوغان وحلفاءه في مخمصة من أمرهم وهم الآن يقلبون الأمور ذات اليمين وذات الشمال، مذمومين ومدحورين. فالعائلة الكريمة صاحبة الحق القانوني والشرعي هي الوحيدة التي لها الحق في الحديث عن هذه الموضوع. لا نتوقع أن يتوقف أردوغان وعصبته عن محاولات الكيد للمملكة ولكن بالتأكيد ما حدث كان ضربة موجعة لمحاولات استثماره لهذه الجريمة. وكأن لسان حال عائلة المرحوم خاشقجي والمملكة كلها تقول للاستخبارات التركية وعصبة أردوغان، جدوا أقرب حائط وانطحوا رؤوسكم به فهذا أسهل من النيل من المملكة.
باحث سياسي
باحث سياسي