دمعة أحمد
الخميس / 05 / شوال / 1441 هـ الخميس 28 مايو 2020 01:16
أريج الجهني
«يجب أن يكون مفهوماً أن النظام لم يوضع إطلاقا ضد المواطن، النظام أو القانون وضع لحماية المواطن، يعني القانون أو النظام أسميه السياج لأمن المواطن والسياج لمصالحه»، من كلمات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي قالها -حفظه الله- في تسجيل قديم مسجل، أستحضر هذه العبارة وأنا أشاهد مقطع (دمعة أحمد غالية)، وأتأمل عظمة وقوة وعدل قادتنا عبر التاريخ، مقابل تقصير البعض الواضح في تأدية المهام الموكلة إليه التي أدى عليها القسم أمام الملك؛ ولهذا تم إيجاد هيئة مكافحة الفساد.
شاهدنا جميعاً دمعة موظف الأمن أحمد الحارس الذي وجد نفسه في الشارع، ورغم فكاهية العنوان الذي طرح في الصحف «الموارد البشرية تمسح دمعة أحمد»! أجد أنه أضحكني الحقيقة أليست هذه هي النكتة الكبرى التي سمعناها منذ أن بدأت «كورونا» التي غربلت الأرفف وأزاحت الأتربة عن أسطح بعض المسؤولين وأحضرت المعقمات لمكاتبهم، نعم كيف يمكن أن يقال إن الموارد البشرية تمسح دمعة أحمد؟ ورغم تبرير أمانة الجوف حول إزالة ملجئه من الشمس، لكن كما يقال «أنت لا تستطيع أن تجعل الإنسان أن ينسى كيف جعلته يشعر» واتفق بشدة مع هذه العبارة فحتى إن اعتذرت من أحمد فدمعته أبكتنا جميعاً، إذ كيف يبكي مواطن سعودي استأمن رزقه قادة البلاد وأفاضوا في ميزانيات فلكية ليعيش المواطنون في رغد ثم يجد نفسه في قارعة الطريق؟
يا ترى ماذا قدمت الموارد البشرية (الخدمة المدنية) سابقاً؟ ماذا قدم مسؤولو ملفات التوظيف؟ (جدار جدارة الذي حطم طموحات المواطنين)؟، ولماذا لا تزال الموارد البشرية تعزز بطش رجال الأعمال بالمواطنين الضعفاء؟ ولماذا مادة 77 باقية وتتمدد؟!، وماذا عن الحد الأدنى للرواتب؟ ماذا عن الفجوة بين الأجور؟ البطالة وويلاتها؟، والتسرب الوظيفي الذي يقابله تضخم وانتفاخ محافظ وجيوب جهات غير فاعلة حتى اللحظة؟ مَن صنع دمعة أحمد وكل عاطل أو صاحب وظيفة متدنية الدخل تم خذلانهم، بل إن رواتبهم لا تتعدى قيمة سلسلة مفاتيح أحدهم؟!
ماذا نريد من الموارد البشرية؟ أن تفرض حدّاً أدنى للرواتب للجنسين ولا يقل عن 6000 ريال، وأن تعلن دعمها الحقيقي لمن دخلهم أقل من 6000 ريال، وتنسق مع القطاعات لمنحهم تخفيضات وامتيازات، لا يعقل أن يكون دخلك أقل من 5000 وتعامل كمن رواتبهم 50000 وتدفع ذات الفواتير، السكن والمواصلات والاتصالات، عليها أن تنسق لدعم هذه الفئة المستضعفة، أحمد لم يبكِ عن نفسه فقط، بل كم من أحمد لا نعرفهم؟، طيبة أحمد هي طيبة المواطن السعودي الشهم الذي يحب هذه الأرض ويعشقها، وخجله وخجل كل عاطل وعاطلة لا ينبغي أن يكون مبرراً للتقصير في حقهم.
أهمُ قاعدةٍ وطنيةٍ صارمةٍ لا تحتمل نقاشاً أن تعتبرَ كلَّ مواطنٍ ثروةً! أن تستثمرَ في كلِّ عقلٍ وفي كلِّ طاقةٍ، أن لا تعتبرَ التوظيف عبئاً، ولا تعتبر من يناقشك حول البطالة مصدرَ تهديدٍ أو تخشاه أو تتجنبه، توجد مشكلة اتصالية حقيقية حول موضوع البطالة وموضوع شُحِّ الوظائف وتدني الرواتب، كلُّ ما نسمعه حول التوظيف مبادرات فقاعية تنتهي مع نشر الخبر!، لا تنازعوا المواطنين في أقواتهم، ولا يتغافل أصحاب الدخول الفلكية عن احتياجات وهموم حرّاس الأمن الذين هم أحق الناس بالرعاية والدعم وتغيير حالهم للأفضل، فالتوطين يا عزيزتي «الموارد» ليس مجرد رقم!.
كاتبة سعودية
شاهدنا جميعاً دمعة موظف الأمن أحمد الحارس الذي وجد نفسه في الشارع، ورغم فكاهية العنوان الذي طرح في الصحف «الموارد البشرية تمسح دمعة أحمد»! أجد أنه أضحكني الحقيقة أليست هذه هي النكتة الكبرى التي سمعناها منذ أن بدأت «كورونا» التي غربلت الأرفف وأزاحت الأتربة عن أسطح بعض المسؤولين وأحضرت المعقمات لمكاتبهم، نعم كيف يمكن أن يقال إن الموارد البشرية تمسح دمعة أحمد؟ ورغم تبرير أمانة الجوف حول إزالة ملجئه من الشمس، لكن كما يقال «أنت لا تستطيع أن تجعل الإنسان أن ينسى كيف جعلته يشعر» واتفق بشدة مع هذه العبارة فحتى إن اعتذرت من أحمد فدمعته أبكتنا جميعاً، إذ كيف يبكي مواطن سعودي استأمن رزقه قادة البلاد وأفاضوا في ميزانيات فلكية ليعيش المواطنون في رغد ثم يجد نفسه في قارعة الطريق؟
يا ترى ماذا قدمت الموارد البشرية (الخدمة المدنية) سابقاً؟ ماذا قدم مسؤولو ملفات التوظيف؟ (جدار جدارة الذي حطم طموحات المواطنين)؟، ولماذا لا تزال الموارد البشرية تعزز بطش رجال الأعمال بالمواطنين الضعفاء؟ ولماذا مادة 77 باقية وتتمدد؟!، وماذا عن الحد الأدنى للرواتب؟ ماذا عن الفجوة بين الأجور؟ البطالة وويلاتها؟، والتسرب الوظيفي الذي يقابله تضخم وانتفاخ محافظ وجيوب جهات غير فاعلة حتى اللحظة؟ مَن صنع دمعة أحمد وكل عاطل أو صاحب وظيفة متدنية الدخل تم خذلانهم، بل إن رواتبهم لا تتعدى قيمة سلسلة مفاتيح أحدهم؟!
ماذا نريد من الموارد البشرية؟ أن تفرض حدّاً أدنى للرواتب للجنسين ولا يقل عن 6000 ريال، وأن تعلن دعمها الحقيقي لمن دخلهم أقل من 6000 ريال، وتنسق مع القطاعات لمنحهم تخفيضات وامتيازات، لا يعقل أن يكون دخلك أقل من 5000 وتعامل كمن رواتبهم 50000 وتدفع ذات الفواتير، السكن والمواصلات والاتصالات، عليها أن تنسق لدعم هذه الفئة المستضعفة، أحمد لم يبكِ عن نفسه فقط، بل كم من أحمد لا نعرفهم؟، طيبة أحمد هي طيبة المواطن السعودي الشهم الذي يحب هذه الأرض ويعشقها، وخجله وخجل كل عاطل وعاطلة لا ينبغي أن يكون مبرراً للتقصير في حقهم.
أهمُ قاعدةٍ وطنيةٍ صارمةٍ لا تحتمل نقاشاً أن تعتبرَ كلَّ مواطنٍ ثروةً! أن تستثمرَ في كلِّ عقلٍ وفي كلِّ طاقةٍ، أن لا تعتبرَ التوظيف عبئاً، ولا تعتبر من يناقشك حول البطالة مصدرَ تهديدٍ أو تخشاه أو تتجنبه، توجد مشكلة اتصالية حقيقية حول موضوع البطالة وموضوع شُحِّ الوظائف وتدني الرواتب، كلُّ ما نسمعه حول التوظيف مبادرات فقاعية تنتهي مع نشر الخبر!، لا تنازعوا المواطنين في أقواتهم، ولا يتغافل أصحاب الدخول الفلكية عن احتياجات وهموم حرّاس الأمن الذين هم أحق الناس بالرعاية والدعم وتغيير حالهم للأفضل، فالتوطين يا عزيزتي «الموارد» ليس مجرد رقم!.
كاتبة سعودية