كتاب ومقالات

اختبار العودة إلى الحياة

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

حسناً، ها نحن نتهيأ لعودة الحياة الطبيعية تدريجياً ابتداء من اليوم، وهناك جوانب مهمة لا بد من الإشارة إليها لأن مسألة العودة مشروطة، ونحن وحدنا كمجتمع من يملك القرار، المضي في مشوار العودة كما خططت له الدولة أو العودة إلى الوراء.

لقد كانت إستراتيجية مواجهة كورونا لدينا متميزة بشهادة العالم، لكن هذا النجاح المتميز كان مكلفاً للغاية، للدولة ولنا، فقد تم فتح خزينة الدولة دون تردد من أجل الحفاظ على صحة الإنسان، نعم هذا واجب الدولة ومسؤوليتها، لكن كانت هناك خيارات أقل كلفة، لكنها لم تفكر بها ولم تضعها حتى كخطة موازية، كان الهدف هو تحقيق أعلى معايير جودة الأداء مهما كلف الأمر، رغم أن مداخيل الدولة كانت تنخفض لتدني سعر النفط وشلل الحركة الاقتصادية العالمية.

دعونا اليوم نتحدث اقتصادياً فقط لنقول إن النظام الصحي الكفؤ وكذلك التعليمي والأمني وغيرها من جوانب الضرورات، وكذلك الحفاظ على الأمن الاجتماعي باستمرار المرتبات والإعانات ومنع حدوث شروخ في التركيبة الاجتماعية، وأيضاً استمرار قدرة الدولة في الوفاء بمختلف التزاماتها والحفاظ على مقدرات الوطن، كل ذلك يحتاج إلى اقتصاد منتعش ومالية كافية، وذلك لا يتحقق إلا بفتح المنافذ التي أُقفلت والشرايين التي انسدت.

وللاختصار يا عزيزي المواطن:

أنت تريد استمرار دخلك واستقرارك المالي لتستطيع الوفاء بكل التزاماتك الحياتية، وهذا يتطلب بالضرورة تدفقات نقدية في خزينة الدولة وفي القطاع الخاص، وذلك لن يتحقق إلا بعودة الحياة الطبيعية لكل شيء، أي أنك إذا أردت أن تضمن استمرار استقرارك المعيشي فبالضرورة أنت ملزم باتباع التعليمات الصحية بحذافيرها، أنت في الحقيقة أمام اختبار تتوقف على نتيجته طبيعة الحياة التي ستعيشها من الآن فصاعداً.

كاتب سعودي