«كبير كبر امعيد» تتردد على مسامع أبناء جازان في كل عيد، وهي العبارة المحببة لكبار السن التي يهنئون بها أبناءهم ومحبيهم في دعوة صادقة منهم لصغارهم الذين كبروا وهي تتردد على مسامعهم. وكثيرون لا يدركون معناها رغم أنها تصاحب كل عيد، إذ يصفها أحمد الصامطي بأنها امتداد لموروث جازان على مدى الأعوام، وتحمل الأماني بأن يعيش الأبناء طويلا بطول الأعياد على مدار الأعوام.

ويقول الأديب يحيى رياني: كم ترددت العبارة على مسامعِ الصغار وهم يتلقون الهدايا والقبلات من جداتهم وأجدادهم «كبير كبر امعيد»، وهي أماني بطول العمر. وتقول الجدات لأبنائهن «حاج مدن»، وهي الأماني بأن يحج الذي يتلقى التهنئة وتتسنى له زيارة المدينة المنورة، وهي غاية الأماني لدى المسلمين، كما يسمع الشبان عبارة «بنت حلال»، وهي الدعاء له بالزواج والتوفيق به.

ولا يخلو عيد جازان من رائحة الحناء الذي ينبعث من المنازل في ليلة 29 من رمضان إيذانا بتلقي التهاني وإعلانا من الأمهات بدخول العيد، لذا يشرعن في نقش الحناء، فيما يحرصن على قطف أوراقه بأنفسهن قبل تجفيفه وطحنه مع عبق الفل في كل منزل، إذ أصبح عنوان الفرح بجازان، ولا تحلو المناسبات من دونه.