أخبار

عبدالمجيد علي: نحرر ونطبع ونوزع

عبدالمجيد علي

علي الرباعي (جدة) Al_ARobai@

ما زالت ذاكرة الرائد الصحفي عبدالمجيد علي عامرة بالجمال ومضمخة بذكريات ومواقف البدايات الأولى لإصدار صحيفة «عكاظ». وهنا نستعيد مع القامة القديرة بعضاً من صور المخاض والولادة التي يسردها عبدالمجيد علي بحُب ومودة وانتماء؛ ويؤكد أن انطلاقة «عكاظ» كانت من شقة في عمارة الموصلي بحارة الشام، بجوار عمارة باخشب، موضحاً أن صاحب الامتياز أحمد عبدالغفور عطار واجه الكثير من المصاعب كونه دخل في تحدٍ مع نفسه، وكانت قيمة السهم ألف ريال للمؤسسين ولكل واحد الحق في 10 أسهم، وكان يستقطع من رواتب المساهمين مبلغاً شهرياً تسديداً لقيمة أسهمهم، واستقطبت الجريدة نصيباً من الإعلانات الحكومية وإعلان المناقصات فأعان العطار على الإنفاق، مشيراً إلى أن الموظفين كانا اثنين فقط عبدالرشيد عطار وعبدالمجيد علي، لافتاً إلى أن أول صدور لها كان في 4 صفحات، وكانا يحرران ويطبعان ويوزعان وأحيانا يكتبان زوايا أو مقالات. وقال: «إذا حان موعد الطباعة وبقيت عندي فراغات أقوم بتعبئتها بما يتوفر من فكرة أو مادة صحفية، ثم يتم الانتقال لمطبعة الشربتلي ونطبع صفحتين ثم نقلبها ونطبع الصفحتين الـ3 والـ4، ثم نستأجر سيارة ونبدأ التوزيع». وأضاف: «كنا نبيع النسخة بقرشين، ثم تولى التوزيع بايزيد من خلال مكتبته المعروفة». ومن المفارقات أن يكون صاحب امتيازها تراثياً والمدير العام عزيز ضياء حداثياً، مؤكداً أن محمد حسن عواد أيضاً تولى منصب مدير عام «عكاظ»، وكان سابقاً للعصر بتقدميته وعصرنة أفكاره ما أوقع الخلاف وصراع الأفكار بين التقدميين والتقليديين. ووصف حقبة صحافة الأفراد بصحافة الأدباء، واستعاد من كُتاب «عكاظ» محمد سعيد عامودي ومحمد عمر توفيق ومحمد حسين زيدان وعبدالسلام الساسي وأحمد وصالح جمال. ولم يخف أنه تمت الاستعانة بالدكتور أمين ساعاتي بحكم اهتمامه بالرياضة ولاعتناء القراء بما يكتب، فمنح الجريدة زخماً من الحضور وأسهم في زيادة عدد التوزيع نظراً لكثرة جماهير كرة القدم وترقبهم التحليل والوصف للمباريات. وأوضح أبو أمجد أنه في زمن التحول إلى المؤسسات الصحفية انعقدت الجمعية العمومية، وكان أحمد عبدالغفور عطار يطمح لتعيين عبدالرشيد عطار مديراً عاماً، فوقعت معركة كلامية بين العطار وأحمد شطا وعمر عبدربه ومعتوق حسنين ولم يأخذوا بكلامه، فخرج عبدالرشيد غاضباً ولم يعد، فاختاروني مكانه.

وثمّن عبدالمجيد علي دور الدكتور هاشم عبده هاشم. فيما عزا إلى رئيس التحرير جميل الذيابي انتشال «عكاظ» من التراجع، والعودة بها مجدداً إلى المقدمة ورفعها إلى القمة.