«فاطميون» الأفغاني.. ذراع طائفية لتكريس الحروب الإقليمية
جندهم قاني ورعاهم سليماني.. وبشار جعلهم وقود كورونا
الجمعة / 06 / شوال / 1441 هـ الجمعة 29 مايو 2020 03:46
فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@
أضحى لواء «فاطميون» واحداً من المليشيات الطائفية الأفغانية الرئيسية التي يتم إطعامها وتسمينها وتأهيلها عسكرياً في عدد من المدن الإيرانية وتلقينها الفكر الإرهابي وغسل الدماغ في معقل الإرهاب «قم»، ليشارك مقاتلوه مع الحرس الثوري الإيراني في القتل في سورية والعراق، وتتلطخ دماء مقاتليه بإيدي الأبرياء بهدف الحفاظ على ما يسمى بولاية الفقيه الإرهابية ونشر الفكر الطائفي التدميري في المنطقة..
لواء فاطميون أحد الأذرع الطائفية التي يستخدمها فيلق القدس لتعزيز قدرات الحرس الثوري وإيجاد قوة عسكرية طائفية يمكن استخدامها يوما ما في الداخل الأفغاني بعد تدريبها على القتل والدمار في الأرض السورية والعراقية.
والسؤال لماذا يسعى نظام خامنئي لتدريب وتجنيد الأفغان الشيعة ودفعهم في حروب طائفية لتدمير الدول ونشر الرعب والفكر الطائفي في الدول العربية والإسلامية، وكيف تم تشكيل لواء فاطميون، وماذا كان هدف الحرس الثوري الإيراني الإستراتيجي من تأسيسه؟ وأسئلة كثيرة نحاول الإجابة عنها في هذا التقرير لفضح النظام الإيراني وكشف تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
بحسب مصادر أفغانية موثوقة، فقد انخرط في لواء فاطميون عشرات الآلاف من الشباب الأفغاني في الحرس الثوري الإيراني في إطار أهداف الحرس في حشد الشباب وغسل أدمغتهم وتحويلهم لبؤر إرهابية لتدمير الدول.
يقول أحمد حكمت خان وهو خبير في التيارات الطائفية الإرهابية في جنوب آسيا، إن لواء فاطميون الأفغاني لم يحظ بالتسليط الإعلامي ويعتبر من أقل المنظمات الشيعية المسلحة في سورية والعراق شهرة، وهذا يعود لعدة أسباب منها حرص الحرس الثوري إبقاء لواء فاطميون بعيدا عن الإعلام، إلى جانب الحفاظ على سرية المعلومات من قبل اللاعبين الأساسيين داخل الحدود الأفغانية ودول الجوار وحرص النظام الإيراني بشكل خاص على حمايته من أعين الاستخبارات الداخلية في دول جنوب آسيا.
وبحسب المصادر، فإن الدافع الرئيسي لتجنيد نظام خامنئي للمرتزقة للتطوع في الحرب في سورية والعراق هو ما يعرف بـ«التكفيريين من وزيرستان»، من جماعة البشتون العرقية، الذين انضموا إلى التنظيمات المناوئة للنظام الأسدي ودعم التنظيمات السنية في العراق، بحسب الروايات المتداولة، كما يسعى الحرس الثوري الإيراني من خلال إنشاء لواء فاطميون الطائفي بالإضافة إلى الزج بهم في جبهات القتال في العراق وسورية لإيجاد ذراع عسكرية طائفية لمواجهة القوى السنية في داخل أفغانستان ودول الجوار، فضلا عن الاستعداد والتهيئة ضد حركة طالبان في أفغانستان في حالة صدور التعليمات من قبل قيادات الحرس الثوري.
وأكد المراقبون أن الحرس الثوري الإيراني رتب لقاءات مكثفة سرية بين القيادات الشيعية الأفغانية مع مقاتلي لواء فاطميون بهدف التهيئة النفسية لهم قبيل انخراطهم في اللواء.
ويؤكد المراقبون المعنيون بالملف أن الإستراتيجية التي يتبعها النظام الإيراني للتعامل مع لواء فاطميون هو الحفاظ على استمرارية تدفق الشباب من دول جنوب آسيا وتحديدا من أفغانستان بشكل منتظم وانخراطهم في التدريبات العسكرية وغسل أدمغتهم لدمجهم في فكر ما يسمى بولاية الفقيه، وتغذية جبهات القتال في العراق وسورية وتكوين جبهة قتالية احتياطية تتدرب على أيدي الباسيج والحشد الشعبي لتكون قوة مليشياتية عسكرية جاهزة للقتال، فضلا عن إعطاء مقاتلي اللواء تجربة قتالية يمكنهم من الاعتماد عليها في النزاعات الإقليمية الأخرى، وعلى الأرض السورية والعراقية ولاحقا في أفغانستان أو في أي مناطق يتطلب وجودها حسب إستراتيجية فيلق القدس. ويتلقى مقاتلو لواء فاطميون السلاح والمال من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من اللحظة الأولى لتجنيدهم في الداخل الأفغاني ويستمر الدعم المادي لأسرهم بمعدل ٤٠٠ دولار شهريا مع إعطاء كل فرد من مقاتلي اللواء أيضا ٤٠٠ دولار يوميا.
وتعتبر منطقة الحدود الأفغانية الإيرانية إحدى المناطق الرئيسية التي يسعى فيلق القدس لتجنيد مقاتلي لواء فاطميون ويتم تدريبهم على الفقه الإثني عشري في مدينة النجف وكربلاء وإرسالهم إلى قم للقاء المرجعيات الشيعية قبيل إرسالهم إلى جبهات القتال متشبعين بالفكر الطائفي القميء.
ومعظم مقاتلي لواء فاطميون هم من شيعة قبائل الهزارة الذين تم تدريبهم من قبل الحرس الثوري.
ويشارك لواء فاطميون في القتال في سورية منذ عام 2013 وأصبحوا عام 2015 بعدد يكفي لإنشاء لواء طائفي عسكري على غرار ألوية شيعية أجنبية أخرى في سورية، ويمول فيلق القدس ويدر بهذه العناصر ويشرف عليها فيلق الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب المصادر فإنه يستغرق تدريب المجندين ما بين ٣ - و٤ أشهر، بالقرب من مشهد. ويخضع لواء فاطميون لقيادة مباشرة من فيلق القدس والمسؤول المباشر كان ولا يزال إسماعيل قاني قائد فيلق القدس الحالي، ويعتبر قاني هو مهندس بناء هذا الفيلق الإرهابي.. وتم تهيئة مقاتلي اللواء بخبرة قتالية يمكن استخدامها في مناطق مختلفة، حيث وضع فيلق القدس في الاعتبار أهمية اللواء في سياق إقليمي أكبر، ربما كأحد العوامل المهمة المحتملة في الصراعات المستقبلية في جنوب آسيا والمنطقة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير لها أخيرا أن إيران جنّدت الآلاف من الأفغان والباكستانيين للقتال في سورية بعد أن أغرتهم بمكافآت مالية ومنحتهم الإقامة.
وغالبا ما تغطي وسائل الإعلام الإيرانية الجنازات الكبيرة لأولئك القتلى في المدن الإيرانية وعادة ما يحضرها مسؤولون محليون ورجال دين.
المرتزقة وقود فايروس كورونا
وفي زمن جائحة كورونا ضاعفت المليشيات الإيرانية في سورية من إجراءات الوقاية للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد في مقارها وثكناتها العسكرية المنتشرة في مختلف مناطق سيطرة النظام السوري بعد أن ارتفعت أعداد المصابين في صفوف المليشيات أخيرا، خصوصا في دير الزور وريفها، حيث سجل وباء كورونا انتشارا كثيفا في صفوف لواء «فاطميون» المنتشرين في تلك المنطقة، وتركزت العدد الأكبر من الإصابات في صفوف «فاطميون» في مناطق سيطرة النظام بمحافظة دير الزور شرقي سورية، وتأتي حلب في المرتبة الثانية من حيث أعداد المصابين بالفايروس في صفوف المليشيا.
«فاطميون» في دير الزور
وأفصحت المصادر أن «الكثير من الحالات المشتبه إصابتها بالفايروس في صفوف فاطميون وتم تجاهلهم من قبل المليشيات التي تتركز الأعداد الأكبر لـ«فاطميون» وعموم المليشيات المدعومة من إيران في دير الزور، بما فيها حزب الله العراقي، وزينبيون والنجباء وحيدريون وغيرها». ويخشى السوريون في مناطق سيطرة النظام في دير الزور من تفشي الوباء بشكل أكبر خلال الفترة القادمة بسبب الانتشار الواسع لمليشيا «فاطميون» وعدد كبير من المليشيات الإيرانية في المدينة والريف، كذلك بسبب الحدود المفتوحة على العراق واستمرار توافد قوافل المليشيات والزوار الإيرانيين والعراقيين إلى المنطقة.. ورمى النظام المجندين من لواء «فاطميون» في الشارع ولم يعطهم الاهتمام الطبي الكافي مما أدى إلى وفاة العديد منهم وعودة آخرين سرا إلى أفغانستان. يتركز انتشار لواء «فاطميون» بحلب في منطقتي تجمع رئيسيتين؛ الأولى في عدد من المعسكرات والمواقع المنتشرة في محيط منطقة جبل عزان مقر القاعدة العسكرية التابعة لـ«الحرس الثوري» في ريف حلب الجنوبي، ومنطقة الانتشار الثانية في محيط المدينة الصناعية والمنطقة الحرة وأطراف معسكر فيصل قاسم شمالي حلب.
قصة لواء فاطميون لا تختلف عن قصة الحوثي والحشد الشعبي وعصائب أهل الحق الطائفية، لقد اختلفت الأسماء وتوافق الهدف التدميري الطائفي الإيراني للمنطقة.
أفغاني المنشأ.. إرهابي المولد
لواء «فاطميون» الأفغاني المنشأ هو أحد مخرجات فيلق القدس الإرهابي الذي أنشأه قائد الفيلق السابق الهالك قاسم سليماني عام 2013 تحت غطاء محاربة «داعش»، حيث كانت مهمته دعم المليشيات الطائفية التابعة للحرس الثوري الإرهابي في سورية..
وكانت قيادة هذا الفيلق بزعامة علي رضا توسلي، وهو من المهاجرين الأفغان في إيران حيث عاش عدة سنوات في قم وتلقى تعليمه في الحوزات الإرهابية الطائفية، وعمل مقاتلو لواء فاطميون تحت قيادة الحرس الثوري في سورية وله دور كبير في الحرب في سورية، ووصلت قواته إلى ما يقارب ٣٠ ألفا من الشباب الأفغاني الذين تم غسل أدمغتهم ومنحهم مبالغ مالية وإعطاؤهم دورات تدريبية في الفكر الإرهابي الطائفي في مدينة قم.
وتم تجنيد هؤلاء الشباب ومعظمهم من شمال أفغانستان لمحاربة الأفكار المعادية للفكر الطائفي وتعظيم مزاعم ولاية الفقيه وخدمة المذهب الطائفي والولاء الأعمى لخامنئي..
وقدم فيلق القدس مبالغ مالية ليس فقط للمجندين تقدر بـ400 دولار في اليوم بل مخصصات مالية لأسرهم في أفغانستان لضمان ولائهم للفكر الإرهابي والعداء للفكر المعتدل وأهل السنة.
ويعتبر جزء من لواء فاطميون من الفقراء المهاجرين من أفغانستان الذين هاجروا إلى إيران إبان الحروب الأهلية والمجاعة التي شهدتها بلادهم ومنحتهم بطاقة أحوال إيرانية، ومرتبات شهرية للمقاتلين والدعم الدائم لعائلات قتلى الحرب، حيث تم إرسال آلاف المهاجرين الأفغان طوال السنوات الماضية إلى جبهة الحرب السورية المحتدمة لقتل السنة.
مرتزقة حسيني.. حطب الحرب السورية
يعتبر الأفغاني محمد جعفر حسيني هو أول قائد للواء «فاطميون» الأفغاني، الذي جند الآلاف من المرتزقة والشباب الأفغاني تحت مظلة فيلق القدس الإرهابي، لمحاربة السنّة في سورية، وتوفي متأثرا بإصابة تعرض لها في سورية الذي كان يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري قبل حوالى ثلاث سنوات، وهو الذي أعلنته رسميا وكالة أنباء فارس الإيرانية.
ويبلغ قائد لواء فاطميون للمقاتلين الأفغاني محمد جعفر حسيني (35 عاما)، والذي كان يقاتل إلى جانب مليشيات إيرانية مدعومة بتشكيل عدد من مرتزقة لواء فاطميون.
وانضم حسيني إلى اللواء منذ تشكيله ولعب دورا في تدريب المهاجرين الأفغان في إيران على القتال والإرهاب، وفي يناير العام الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية إدراج لواءي فاطميون وزينبيون إلى قائمة العقوبات الأمريكية.
ويتكون لواء فاطميون من مهاجرين أفغان لجأوا إلى إيران، ويقوم الحرس الثوري الإيراني بتجنيدهم وزجّهم في مقدمة الاشتباكات الدائرة في سورية إلى جانب قوات النظام السوري.
وقُتل عدة مئات من مقاتلي لواء فاطميون بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما وهم يحاربون في سورية، بحسب الخزانة الأمريكية.
ومسلحو هذه المليشيات التي يشرف عليها الجنرال الهالك قاسم سليماني هم حطب حرب بالوكالة على الساحة السورية لتعزيز النفوذ الإيراني الإرهابي الطائفي.
ولواء فاطميون مليشيا أفغانية أسسها علي رضا توسلي المعروف بأبي حامد في عام 2014 لقتال المعارضة السورية، وفي مارس 2015 أعلنت وكالة أنباء فارس عن مقتل علي رضا توسلي في تل قرين بمحافظة درعا خلال معارك مع المعارضة السورية.
وتولى لواء فاطميون مهمات قتالية في دير الزور والبوكمال في نوفمبر 2017، وذلك في إطار حملة وسط سورية كانت تهدف إلى إنهاء وجود داعش.
لواء فاطميون أحد الأذرع الطائفية التي يستخدمها فيلق القدس لتعزيز قدرات الحرس الثوري وإيجاد قوة عسكرية طائفية يمكن استخدامها يوما ما في الداخل الأفغاني بعد تدريبها على القتل والدمار في الأرض السورية والعراقية.
والسؤال لماذا يسعى نظام خامنئي لتدريب وتجنيد الأفغان الشيعة ودفعهم في حروب طائفية لتدمير الدول ونشر الرعب والفكر الطائفي في الدول العربية والإسلامية، وكيف تم تشكيل لواء فاطميون، وماذا كان هدف الحرس الثوري الإيراني الإستراتيجي من تأسيسه؟ وأسئلة كثيرة نحاول الإجابة عنها في هذا التقرير لفضح النظام الإيراني وكشف تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
بحسب مصادر أفغانية موثوقة، فقد انخرط في لواء فاطميون عشرات الآلاف من الشباب الأفغاني في الحرس الثوري الإيراني في إطار أهداف الحرس في حشد الشباب وغسل أدمغتهم وتحويلهم لبؤر إرهابية لتدمير الدول.
يقول أحمد حكمت خان وهو خبير في التيارات الطائفية الإرهابية في جنوب آسيا، إن لواء فاطميون الأفغاني لم يحظ بالتسليط الإعلامي ويعتبر من أقل المنظمات الشيعية المسلحة في سورية والعراق شهرة، وهذا يعود لعدة أسباب منها حرص الحرس الثوري إبقاء لواء فاطميون بعيدا عن الإعلام، إلى جانب الحفاظ على سرية المعلومات من قبل اللاعبين الأساسيين داخل الحدود الأفغانية ودول الجوار وحرص النظام الإيراني بشكل خاص على حمايته من أعين الاستخبارات الداخلية في دول جنوب آسيا.
وبحسب المصادر، فإن الدافع الرئيسي لتجنيد نظام خامنئي للمرتزقة للتطوع في الحرب في سورية والعراق هو ما يعرف بـ«التكفيريين من وزيرستان»، من جماعة البشتون العرقية، الذين انضموا إلى التنظيمات المناوئة للنظام الأسدي ودعم التنظيمات السنية في العراق، بحسب الروايات المتداولة، كما يسعى الحرس الثوري الإيراني من خلال إنشاء لواء فاطميون الطائفي بالإضافة إلى الزج بهم في جبهات القتال في العراق وسورية لإيجاد ذراع عسكرية طائفية لمواجهة القوى السنية في داخل أفغانستان ودول الجوار، فضلا عن الاستعداد والتهيئة ضد حركة طالبان في أفغانستان في حالة صدور التعليمات من قبل قيادات الحرس الثوري.
وأكد المراقبون أن الحرس الثوري الإيراني رتب لقاءات مكثفة سرية بين القيادات الشيعية الأفغانية مع مقاتلي لواء فاطميون بهدف التهيئة النفسية لهم قبيل انخراطهم في اللواء.
ويؤكد المراقبون المعنيون بالملف أن الإستراتيجية التي يتبعها النظام الإيراني للتعامل مع لواء فاطميون هو الحفاظ على استمرارية تدفق الشباب من دول جنوب آسيا وتحديدا من أفغانستان بشكل منتظم وانخراطهم في التدريبات العسكرية وغسل أدمغتهم لدمجهم في فكر ما يسمى بولاية الفقيه، وتغذية جبهات القتال في العراق وسورية وتكوين جبهة قتالية احتياطية تتدرب على أيدي الباسيج والحشد الشعبي لتكون قوة مليشياتية عسكرية جاهزة للقتال، فضلا عن إعطاء مقاتلي اللواء تجربة قتالية يمكنهم من الاعتماد عليها في النزاعات الإقليمية الأخرى، وعلى الأرض السورية والعراقية ولاحقا في أفغانستان أو في أي مناطق يتطلب وجودها حسب إستراتيجية فيلق القدس. ويتلقى مقاتلو لواء فاطميون السلاح والمال من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من اللحظة الأولى لتجنيدهم في الداخل الأفغاني ويستمر الدعم المادي لأسرهم بمعدل ٤٠٠ دولار شهريا مع إعطاء كل فرد من مقاتلي اللواء أيضا ٤٠٠ دولار يوميا.
وتعتبر منطقة الحدود الأفغانية الإيرانية إحدى المناطق الرئيسية التي يسعى فيلق القدس لتجنيد مقاتلي لواء فاطميون ويتم تدريبهم على الفقه الإثني عشري في مدينة النجف وكربلاء وإرسالهم إلى قم للقاء المرجعيات الشيعية قبيل إرسالهم إلى جبهات القتال متشبعين بالفكر الطائفي القميء.
ومعظم مقاتلي لواء فاطميون هم من شيعة قبائل الهزارة الذين تم تدريبهم من قبل الحرس الثوري.
ويشارك لواء فاطميون في القتال في سورية منذ عام 2013 وأصبحوا عام 2015 بعدد يكفي لإنشاء لواء طائفي عسكري على غرار ألوية شيعية أجنبية أخرى في سورية، ويمول فيلق القدس ويدر بهذه العناصر ويشرف عليها فيلق الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب المصادر فإنه يستغرق تدريب المجندين ما بين ٣ - و٤ أشهر، بالقرب من مشهد. ويخضع لواء فاطميون لقيادة مباشرة من فيلق القدس والمسؤول المباشر كان ولا يزال إسماعيل قاني قائد فيلق القدس الحالي، ويعتبر قاني هو مهندس بناء هذا الفيلق الإرهابي.. وتم تهيئة مقاتلي اللواء بخبرة قتالية يمكن استخدامها في مناطق مختلفة، حيث وضع فيلق القدس في الاعتبار أهمية اللواء في سياق إقليمي أكبر، ربما كأحد العوامل المهمة المحتملة في الصراعات المستقبلية في جنوب آسيا والمنطقة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير لها أخيرا أن إيران جنّدت الآلاف من الأفغان والباكستانيين للقتال في سورية بعد أن أغرتهم بمكافآت مالية ومنحتهم الإقامة.
وغالبا ما تغطي وسائل الإعلام الإيرانية الجنازات الكبيرة لأولئك القتلى في المدن الإيرانية وعادة ما يحضرها مسؤولون محليون ورجال دين.
المرتزقة وقود فايروس كورونا
وفي زمن جائحة كورونا ضاعفت المليشيات الإيرانية في سورية من إجراءات الوقاية للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد في مقارها وثكناتها العسكرية المنتشرة في مختلف مناطق سيطرة النظام السوري بعد أن ارتفعت أعداد المصابين في صفوف المليشيات أخيرا، خصوصا في دير الزور وريفها، حيث سجل وباء كورونا انتشارا كثيفا في صفوف لواء «فاطميون» المنتشرين في تلك المنطقة، وتركزت العدد الأكبر من الإصابات في صفوف «فاطميون» في مناطق سيطرة النظام بمحافظة دير الزور شرقي سورية، وتأتي حلب في المرتبة الثانية من حيث أعداد المصابين بالفايروس في صفوف المليشيا.
«فاطميون» في دير الزور
وأفصحت المصادر أن «الكثير من الحالات المشتبه إصابتها بالفايروس في صفوف فاطميون وتم تجاهلهم من قبل المليشيات التي تتركز الأعداد الأكبر لـ«فاطميون» وعموم المليشيات المدعومة من إيران في دير الزور، بما فيها حزب الله العراقي، وزينبيون والنجباء وحيدريون وغيرها». ويخشى السوريون في مناطق سيطرة النظام في دير الزور من تفشي الوباء بشكل أكبر خلال الفترة القادمة بسبب الانتشار الواسع لمليشيا «فاطميون» وعدد كبير من المليشيات الإيرانية في المدينة والريف، كذلك بسبب الحدود المفتوحة على العراق واستمرار توافد قوافل المليشيات والزوار الإيرانيين والعراقيين إلى المنطقة.. ورمى النظام المجندين من لواء «فاطميون» في الشارع ولم يعطهم الاهتمام الطبي الكافي مما أدى إلى وفاة العديد منهم وعودة آخرين سرا إلى أفغانستان. يتركز انتشار لواء «فاطميون» بحلب في منطقتي تجمع رئيسيتين؛ الأولى في عدد من المعسكرات والمواقع المنتشرة في محيط منطقة جبل عزان مقر القاعدة العسكرية التابعة لـ«الحرس الثوري» في ريف حلب الجنوبي، ومنطقة الانتشار الثانية في محيط المدينة الصناعية والمنطقة الحرة وأطراف معسكر فيصل قاسم شمالي حلب.
قصة لواء فاطميون لا تختلف عن قصة الحوثي والحشد الشعبي وعصائب أهل الحق الطائفية، لقد اختلفت الأسماء وتوافق الهدف التدميري الطائفي الإيراني للمنطقة.
أفغاني المنشأ.. إرهابي المولد
لواء «فاطميون» الأفغاني المنشأ هو أحد مخرجات فيلق القدس الإرهابي الذي أنشأه قائد الفيلق السابق الهالك قاسم سليماني عام 2013 تحت غطاء محاربة «داعش»، حيث كانت مهمته دعم المليشيات الطائفية التابعة للحرس الثوري الإرهابي في سورية..
وكانت قيادة هذا الفيلق بزعامة علي رضا توسلي، وهو من المهاجرين الأفغان في إيران حيث عاش عدة سنوات في قم وتلقى تعليمه في الحوزات الإرهابية الطائفية، وعمل مقاتلو لواء فاطميون تحت قيادة الحرس الثوري في سورية وله دور كبير في الحرب في سورية، ووصلت قواته إلى ما يقارب ٣٠ ألفا من الشباب الأفغاني الذين تم غسل أدمغتهم ومنحهم مبالغ مالية وإعطاؤهم دورات تدريبية في الفكر الإرهابي الطائفي في مدينة قم.
وتم تجنيد هؤلاء الشباب ومعظمهم من شمال أفغانستان لمحاربة الأفكار المعادية للفكر الطائفي وتعظيم مزاعم ولاية الفقيه وخدمة المذهب الطائفي والولاء الأعمى لخامنئي..
وقدم فيلق القدس مبالغ مالية ليس فقط للمجندين تقدر بـ400 دولار في اليوم بل مخصصات مالية لأسرهم في أفغانستان لضمان ولائهم للفكر الإرهابي والعداء للفكر المعتدل وأهل السنة.
ويعتبر جزء من لواء فاطميون من الفقراء المهاجرين من أفغانستان الذين هاجروا إلى إيران إبان الحروب الأهلية والمجاعة التي شهدتها بلادهم ومنحتهم بطاقة أحوال إيرانية، ومرتبات شهرية للمقاتلين والدعم الدائم لعائلات قتلى الحرب، حيث تم إرسال آلاف المهاجرين الأفغان طوال السنوات الماضية إلى جبهة الحرب السورية المحتدمة لقتل السنة.
مرتزقة حسيني.. حطب الحرب السورية
يعتبر الأفغاني محمد جعفر حسيني هو أول قائد للواء «فاطميون» الأفغاني، الذي جند الآلاف من المرتزقة والشباب الأفغاني تحت مظلة فيلق القدس الإرهابي، لمحاربة السنّة في سورية، وتوفي متأثرا بإصابة تعرض لها في سورية الذي كان يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري قبل حوالى ثلاث سنوات، وهو الذي أعلنته رسميا وكالة أنباء فارس الإيرانية.
ويبلغ قائد لواء فاطميون للمقاتلين الأفغاني محمد جعفر حسيني (35 عاما)، والذي كان يقاتل إلى جانب مليشيات إيرانية مدعومة بتشكيل عدد من مرتزقة لواء فاطميون.
وانضم حسيني إلى اللواء منذ تشكيله ولعب دورا في تدريب المهاجرين الأفغان في إيران على القتال والإرهاب، وفي يناير العام الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية إدراج لواءي فاطميون وزينبيون إلى قائمة العقوبات الأمريكية.
ويتكون لواء فاطميون من مهاجرين أفغان لجأوا إلى إيران، ويقوم الحرس الثوري الإيراني بتجنيدهم وزجّهم في مقدمة الاشتباكات الدائرة في سورية إلى جانب قوات النظام السوري.
وقُتل عدة مئات من مقاتلي لواء فاطميون بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما وهم يحاربون في سورية، بحسب الخزانة الأمريكية.
ومسلحو هذه المليشيات التي يشرف عليها الجنرال الهالك قاسم سليماني هم حطب حرب بالوكالة على الساحة السورية لتعزيز النفوذ الإيراني الإرهابي الطائفي.
ولواء فاطميون مليشيا أفغانية أسسها علي رضا توسلي المعروف بأبي حامد في عام 2014 لقتال المعارضة السورية، وفي مارس 2015 أعلنت وكالة أنباء فارس عن مقتل علي رضا توسلي في تل قرين بمحافظة درعا خلال معارك مع المعارضة السورية.
وتولى لواء فاطميون مهمات قتالية في دير الزور والبوكمال في نوفمبر 2017، وذلك في إطار حملة وسط سورية كانت تهدف إلى إنهاء وجود داعش.