كتاب ومقالات

الجولة الثانية.. الأهم والأخطر

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

ها هي أبواب الحياة تُفتح من جديد رويداً رويداً، وها نحن نستعيد لياقتنا ونعيد تأهيل ذواتنا لممارسة الركض في مناكبها، لكننا بعد أن كنا أحراراً طلقاء فإننا الآن نواجه عدواً لئيماً متخفياً يتربص بنا في كل مكان، مثل الذي يحاول الثأر لنفسه بعد تفوقنا عليه في معركة المواجهة الأولى بجهود جبارة لكل قطاعات وأجهزة الدولة، وفي مقدمتها وزارة الصحة التي مثلت رأس الحربة في هذه المواجهة.

لقد تحدث وزير الصحة يوم السبت مشيراً إلى تعويل الوزارة على وعي المجتمع بخطورة المرحلة التي تتطلب مزيداً من الحذر بالالتزام التام بكل التعليمات الوقائية التي تم إعلانها، وتم إعلان الغرامات التي ستفرض على المحلات والأشخاص في حال عدم تطبيقها، لكن المشكلة أن الخطر أكبر من الغرامة وأكبر من أي عقوبة، ففي حالة عدم التزام أي شخص تكون فرصة العدوى أكبر، ومع الحركة والانتشار يصبح الخطر أكثر من ذي قبل، وهذا ما سيدفع الدولة للعودة إلى فرض منع التجول لتتعطل الحياة وتقف عجلة العمل والإنتاج من جديد، وبدلاً من التعافي الاقتصادي سنعود إلى الوراء، وستعود نتيجة هذا النكوص على الجميع، وتصبح الخسارة أفدح.

يا إخواننا وأخواتنا:

لقد كنتم في مستوى التحدي في أصعب الظروف وها نحن بحمد الله نلتقط أنفاسنا، ومن أجلنا جميعاً، حياتنا ومعاشنا، أطفالنا وآبائنا وأمهاتنا وأهلنا وأحبابنا وأصدقائنا، مجتمعنا ووطننا واقتصادنا، وصحتنا في المقام الأول، دعونا نعبر هذه المرحلة الدقيقة بسلام. اشتراطات الوقاية بسيطة جداً ولا تكلف شيئاً يذكر، لكن التهاون بها سيكلف الكثير. لا تمنحوا كورونا فرصة ترتيب صفوفه والهجوم علينا في الجولة الثانية، فقد تكون هجمته موجعة جداً.

كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com