.. مادام هذا أَوّلَه !!

تركي العسيري

الحوادث الأخيرة التي نشرت الصحف تفاصيلها بخصوص قيادة المرأة للسيارة والتي أدت إلى وفاة فتاة وسيدة ستينية وإصابة فتاة أخرى وفي مناطق مختلفة من المملكة.. تجعلني أراجع حساباتي، وقد كنت من فئة «بين بين».. أي من غير الممانعين لقيادة المرأة للسيارة للضرورة.. بيد أن تلك الحوادث المؤلمة غيّرت قناعاتي.. وجعلتني أُقدِم رجلاً وأؤخر أخرى.. وفي الجنوب لدينا مثل شهير يقول: «ما دام هذا أوّله.. ينعاف تاليه!!».
ولا بأس أن أوضح للقارئ العزيز أن عدم ممانعتي لقيادة المرأة ينطلق من موقف شخصي بحت لا إيمان بقضية عامة أسخر لها طاقاتي وإمكاناتي للدفاع عنها، أو المناداة بعدالتها، فقد كنت أمنّي النفس للانعتاق من ربقة الارتهان الأبدي لرغبات «أم العيال» وطلباتها التي لا تنتهي.. فقد حولتني إلى مجرد سائق خاص لا زوج له واجبات وعليه حقوق ليس من ضمنها أن أكون سائقاً خاصاً لها..!. لذا فقد جاءت الحوادث الأخيرة. من هنا فإن المطالبة بإتاحة الفرصة للمرأة في قيادة السيارة -من قبل البعض- تعني ضمن ما تعنيه المزيد من الضحايا، والمزيد من المشكلات و«المرمطة» لأولياء الأمور في مراكز المرور والشرطة والمحاكم، إذ يكفي ما نعانيه من أبنائنا الذكور الذين نغصوا علينا حياتنا جراء هذه الحوادث المؤلمة. قيادة المرأة للسيارة لا أظنه مطلباً يلقى القبول والتأييد من غالبية افراد الشعب.. إن الغالبية العظمى ترفض ذلك رفضاً قاطعاً. لندع ذلك للزمن وهو وحده الكفيل بتحقيقه إذا كان فيه مصلحة، وبات المجتمع مهيأ لقبول الأمر. يبقى أن أهمس في أذن بنات حواء لدينا فأقول: ان عليهن أن يحمدن الله كثيراً على أن قيض لهن أناساً (أمثالي) يتولون إيصالهن إلى أعمالهن أو الوجهة التي يطلبونها.. دون أجر أو عناء أو تعب.. من مثلكن من؟!!

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 108 مسافة ثم الرسالة