كتاب ومقالات

طربتُ لطرق المسامير!

إياد عبدالحي

بجوار منزلي عمارة قيد الإنشاء منذ سنتين تقريباً..

* صباحاً.. ومع تمطّع الشمس بأشعتها تبدأ دوماً سمفونية العمّال بها..

* طرق المسامير في الخشب، قص الحديد، حركة الرافعة، إفراغ النفايات عبر ذاك الأنبوب المعدني الممتد من أعلاها لأسفلها، وصياح العمال بعضهم ببعض!

* هذا يحدث كل صباح..

* ومنذ عامين كما ذكرت..

* في البداية فكرت ملياً في حل يعزلني عن هذه الضوضاء..

* ما مِن حل..

* ومع مرور الوقت.. تأقلمت..

* نعم تأقلمت! وليس لدرجة عدم شعوري بضجتهم.. بل إن الأمر وصل لدرجة افتقاد جلَبَتهِم مؤخراً بسبب منع «كورونا»!

* حال أشبه ما يكون بمن استبدل جهاز تكييف شبّاك بجهاز اسبليت فبات يعاني أرقاً على فراشه بسبب فارق الهدوء بين الاثنين!

* بالأمس.. ومع إبريق شاي الصباح وقطفة نعناع بخُضرة الحياة.. انسابت السمفونية من جديد مع فك المنع..

* وي كأني طربتُ لطرق المسامير واحداً بعد آخر وكأنها إيقاع.. وترنّمتُ مع أزيز قص الحديد وكأنه عزف كمان.. وانسجمتُ أيّما انسجام مع صوت الرافعة ارتفاعاً وهبوطاً وكأنه حوار بين قرار وجواب!

* بإمكاني القول إني قد انتعشت مع أول قدح من إبريق الشاي في هذا الصباح..

* وأقصى ما أتمناه أن يوسع الله رزق جاري الحبيب فلا تتوقف أعمال بنائه على الإطلاق!