أخبار

التباعد الجسدي.. هل يصد فايروس كورونا؟

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

يبدو أن دولاً عدة ستتجه خلال الأيام القادمة إلى تخفيف «قاعدة التباعد الجسدي»، التي أكد العلماء أنها سلاح لا يُقهر في الحرب على وباء فايروس كورونا الجديد. فقد أظهرت دراسة كبيرة مولتها منظمة الصحة العالمية أن بقاء الإنسان على مسافة متر واحد من الآخر يخفض خطر الإصابة بالفايروس بنسبة تصل إلى 80%. وذكرت الدراسة أن البقاء أو الوقوف على بعد متر واحد من شخص مصاب بالفايروس يقلل احتمالات العدوى بنسبة 2.6. ويعني ذلك أن الوباء يمكن أن ينتقل إلى أقل من 3 أشخاص من كل 100 شخص، في مقابل 13 من كل 100 شخص في حال عدم الالتزام بالتباعد الجسدي. لكن الدراسة حذرت أيضاً من أنه لا يوجد أي ضمان بحماية كاملة. وشددت على أن ارتداء الكمامات له دور كبير في الحماية، بتخفيض احتمال الإصابة بنسبة تصل إلى 85%. وجاءت تلك الأنباء عن الدراسة بعدما بدأت تتعالى أصوات في بريطانيا تطالب بخفض المسافة الملزمة حالياً للتباعد الجسدي (متران). وكتب وزير الخزانة المحافظ السابق نورمان لامونت، في صحيفة «ديلي ميل» أمس الأول (الاثنين)، مطالباً بخفض المسافة إلى متر واحد، معتبراً أن ذلك سيكون أكبر إنجاز لتفادي ارتفاع معدلات البطالة، والدمار الاقتصادي. ونصحت منظمة الصحة العالمية بأن تكون مسافة التباعد الجسدي متراً واحداً. وتلك هي السياسة المتبعة في فرنسا وإيطاليا. بينما تتمسك ألمانيا وأستراليا بأن تكون المسافة متراً ونصف المتر. وأشارت الدراسة التي نشرتها مجلة «لانسيت» إلى أنها استعرضت نتائج 172 دراسة تتعلق بتفشي وباءات «كوفيد-19»، و«سارس»، و«ميرس». وخلصت إلى أن البقاء على مسافة متر بمعزل عن الشخص الآخر يقلل خطر العدوى، مقارنة بمسافة تقل عن نصف المتر. وأضافت أن كل متر إضافي من التباعد، حتى مسافة ثلاثة أمتار، يمكن أن يقلل خطر العدوى بمعدل النصف. وكانت قاعدة التباعد الجسدي ظهرت في ثلاثينات القرن العشرين، بحسب بي بي سي. وفيما تقول منظمة الصحة العالمية على موقعها إن السبب في ضرورة الالتزام بالتباعد يتمثل بأنه إذا سعل شخص، أو عطس، أو تكلم فإنه يطلق رذاذاً سائلاً من فمه وأنفه قد يحتوي على فايروسات، منها فايروس كورونا الجديد. ويرى عضو المجموعة الاستشارية للتهديدات الفايروسية التنفسية روبرت دينغويل، في حديث أجرته معه الإذاعة الرابعة لـ بي بي سي، أن قاعدة التباعد الجسدي لا يوجد أي دليل علمي يثبت جدواها، وأن اتباعها سيسبب أضراراً جمةً للمجتمع، والاقتصاد، والصحة العقلية للسكان. بيد أن ما عليه إجماع العلماء راهناً هو أن ارتداء الكمامة، ومراعاة التباعد الجسدي، وتغطية الأعين بحاجز شفاف هي أفضل وسيلة لصد عدوى فايروس كورونا الجديد. لكن النداءات المطالبة بتقصير مسافة التباعد في بريطانيا تتزايد، خصوصاً من جانب الذين يرون في ذلك مصلحة للاقتصاد الذي يوشك على الانهيار تحت وطأة إجراءات الإغلاق. وأعلن رئيس اللجنة العلمية بمجلس العموم البريطاني غريغ كلارك أنه كتب خطاباً لرئيس الوزراء بوريس جونسون يطالبه بتقصير مسافة التباعد لئلا يتضرر الاقتصاد. فهل تسود المصالح الاقتصادية على غريزة البقاء؟