كتاب ومقالات

مؤتمر المانحين.. غوث المملكة الذي لا تحده الأزمات

نايف الفهادي

تبني الأمم العظيمة مستقبلها ليس بسواعدها فحسب، بل وبمبادئها الواضحة التي تزيدها الأزمات جسارة ووضوحاً، وتقرر مصائرها بالتزاماتها التاريخية، التي لا يزيدها الزمن إلا رسوخا وموثوقية.

ساعات قليلة فصلت بين إعلان التحالف العربي الذي تقوده المملكة اعتراض طائرتين مسيرتين أطلقتها مليشيات الحوثي الإرهابية في سماء المملكة، في مسعى تخريبي واضح يتلاءم مع السلوك التي ينتهجه الفكر الفوضوي اللا سلمي المحرك لتلك الجماعة، وبين المؤتمر الافتراضي للمانحين للجمهورية اليمنية الذي دعت إليه، ونظمته المملكة العربية السعودية، في مسعاها الحميد والدائم لحث الجهود لدعم مسيرة الإنسان اليمني الشقيق، في معترك حربه وصموده ضد الفوضى، وعوامل الدمار الإقليمية.

ما بين الحدثين، صفحات من الصمود والكفاح لبناء الأمم، وصهر الجهود لخير الإنسان، بين الحدثين يد قوية مرابطة، ويد مانحة ومسؤولة تعيان جميعاً أن الأزمات تتطلب التصدي للواجب، والمنح الرشيد البناء، في مقابل أيدٍ عابثة، تخرق الهدن، وتنقض العهود، وتعيث فساداً وفوضى في عالم لا تنقصه الأزمات، وعلى حساب إنسان متعطش للغد، لكتابة المستقبل جنباً إلى جنب مع الأمم المجيدة.

إن تصدي المملكة لدورها الإقليمي عبر أذرع إغاثية وإنسانية متكاملة، تتبادل أدوار الغوث والبناء والتنمية وإعادة الإعمار، إحدى ثماره تجاوز ما منحته لجارها الشقيق ١٧ مليار دولار، خلال السنوات الست الماضية، لتعلن التزامها الواضح بالغد مقابل أزمات اليوم، وبالنمو مقابل الهدم، وبمصير وخير الإنسان مقابل الفوضى، ولتعلن أن المبادئ لا تؤجل، والمستقبل لا ينتظر.

تكاملت جهود المملكة بحشد الدول الصديقة في عام استثنائي لم تستطع أزماته غير المسبوقة حجب سواعد العمل الفتية، حيث مظلة دؤوبة لا تكل تواصل أعمالها تحت عنوان استضافة المملكة لمجموعة العشرين، وتحت اهتمام حكيم واستثنائي من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، تحت قيادة حكيمة تعلن بلا كلل أن نمو الغد يبدأ من خير الإنسان، في كل مكان.

* سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان