سعدي يوسف: محمد بن سلمان أخرج قدرات السعوديين من القمقم
قال إن الحزب الشيوعي يكره المبدعين
الجمعة / 13 / شوال / 1441 هـ الجمعة 05 يونيو 2020 01:22
علي الرباعي (لندن. هاتفياًً)Al_ARobai@
تتملكني رهبة آن تقديم حوار مع شاعر عربي بقامة سعدي يوسف، فالطرح الصحفي يقتضي موضوعية أكاد أفتقدها في حضرة (أبوحيدر) بحكم ما منحني من ثقة ومودة. الشاعر البصمة في ثمانية عقود. والإنسان المقاوم للحنين بالكتابة وتوثيق العرى مع الطبيعة. حمل روحه على راحتيه في سبيل هجير العروبة اللافح، فأقصاه الواقع المتوحش إلى منافي الهجرات القارسة برودتها. لا يزال حلم الأخضر بن يوسف يانع الخطى. ورايته المتشحة بالإحمرار خلف البحار تلوح لترشد الظباء إلى حقول تغذي قاصديها بما يليق؛ وعبر مهاتفة مرئية على مدى ثلاثة أيام أقدم بين أياديكم هذه الحصيلة الحوارية:
• أين يكمن المعين القابل للتوظيف الفني؟
•• الطفولة كنز متجدد ومحتفظ ببهائه وقابل للتوظيف الفني بصورة مطلقة.
• بماذا تعالج الحنين؟
•• الحنين عدو وحاولت قهره منذ البدايات بالكتابة.
• لماذا تخلى بدر شاكر السياب عن الشيوعية؟
•• لأن الحزب الشيوعي يكره المبدعين، ففي إحدى حقب الاتحاد السوفيتي كان عدد من حكموا بالإعدام من المبدعين بالمئات.
• من الشاعر العربي الموسوعي؟
•• امرؤ القيس أبرز شعراء العربية بحكم علاقته بالمكان والإنسان، في شطر بيت بكى واستبكى ووقف واستوقف، واسترجع الحبيب والمنزل، وسبق أن حلقت بالطائرة الهليكوبتر على مواطن قصيدة امرئ القيس عندما كنت في عدن.
• كيف ترى تجربة الجواهري؟
•• الجواهري سيدٌ كلم يعتني بصقل التراكيب اللفظية والمعجمية لخدمة الهدف المنشود، دون معاناة مع القصيدة عبر تجربة إنسانية مشتركة فالنص ليس مجرد التراكيب ورصف الكلمات.
• توشك المجموعة الشعرية الثامنة على الصدور، ماذا بعد؟
•• ما بعد هو الشعر قراءة وكتابة وإصغاء لصوت الحياة. والمجموعة الثامنة توشك على الصدور. القراءة تجديد علاقة مع الحياة بكل تفاصيلها.
• ألا تقسو على العرب بقصيدتك بسبب موقف سياسي؟
•• أعشق العرب لأنهم أهلي، وعلاقتي بالقصيدة لم تلتبس بموقفي السياسي، ولعلمك لم أعد أحتمل الإقامة بعيداً عن فضائي العربي.
• شعرت أنك قسوت على البياتي إثر رحيله؟
•• البياتي لم يكن يحب أي شاعر ولذا نقدته بعد رحيله.
• هل تستهويك التجارب الشعرية الحديثة؟
•• قلما تستهويني التجارب الشعرية الحديثة لأنها نتاج كتابة عجلى دون قلق وتخوف واحترام للغة وارتباط وثيق بالعربية. الكتابة نتاج قراءة واستيعاب وتمكن من أدوات.
• ألم يطرأ عليك شك طه حسين في القصيدة العربية؟
•• لست مع شك طه حسين في الشعر، وإن كان الشك نظرية معرفية ونقدية ولكن الشعر العربي موجود ومدون وإن لم يدون إلا بعد قرون من قوله فلا ضير في ذلك.
• لماذا توقفت سردياً عند مثلث الدائرة؟
•• مشروعي شعري، مع أني متيم بقراءة الروايات بما يفوق قراءتي للشعر إلا أنني لن أعود لخوض التجربة الروائية مجدداً، وللعلم (مثلث الدائرة) على وشك الصدور في طبعة جديدة عن دار تكوين باسم (شمس المتوسط).
• هل تتقاطع مع رواية عبدالرحمن منيف «شرق المتوسط»؟
•• أبداً، إنما السفينة التي أقلتني مع أبوإياد وسعد صايل وآخرين عام 1982، من بيروت إلى ميناء طرطوس السوري، اسمها «شمس المتوسط» وهي سفينة يونانية.
• يصف البعض مثلث الدائرة برواية سيرية؟
•• كل رواية هي سيرة في جزء منها. الروايات تتضمن سيرة لكاتبها أو للآخر. والسرد مصائر فردية.
• كيف ترى تجربة عبدالرحمن منيف؟
•• عبدالرحمن منيف بريء جداً. أعده قديساً في حياته وكتابته. وللعلم عرض عليّ الاشتراك معه في كتابة رواية (عالم بلا خرائط)، لكني كنتُ في ظروف مش ولابد ومزاجي كان سيئاً بحكم استعدادي حينها للانتقال والسفر فاعتذرت.
• ألم تندم على تفويت هذه التجربة؟
•• بالطبع الفكرة عظيمة جداً. كونها لو تمت ستعزز الرفقة والمعايشة مع منيف ولكن هذا ما حصل.
• وماذا عن جبرا إبراهيم جبرا؟
•• لا أراه فاعلاً ثقافياً في التجربة الحداثية. خدم الثقافة الرجعية وانحاز لمصالحه الشخصية.
• ماذا تقرأ هذه الأيام؟
•• تسعين في المئة من مكتبتي باللغة الإنجليزية. أحب قراءة الأعمال الروائية بلغتها الأم.
• ألا تثق بالمترجمين؟
•• اللغة الأم أكثر أماناً.
• أما خشيت من كورونا؟
•• كلا فأنا متمرس على العزلة بحكم تجربة السجن. وهي مرحلة وتعدي.
• ألا يزال للنقد حضوره؟
•• إن لم يتضافر النقد الثقافي مع الاجتماعي والسياسي فليس هناك نقد أدبي أصيل، ويمكن ضرب مثل بالدكتور طه حسين وتجربته النقدية التي أحدثت نقلة نوعية وازدهر التعليم والنقد وشهدت مصر حركة نقدية لا تزال حاضرة في وعي المثقف.
• متى يمكننا الثقة بالمنتج الثقافي؟
•• عندما يتحرر الكاتب من عقدة التوق لجائزة، فالجوائز جنت على الإبداع، الذين يكتبون للجوائز ليسوا مبدعين بالفطرة وما يكتبون سرعان ما يُنسى.
• ماذا عن اللغة؟
•• هناك ظواهر استخفاف باللغة العربية، واهمال للأجيال الناشئة بقطع الوشائج بينهم وبين لغتنا الفصحى، وتهديم لغتنا تهديد لهويتنا، الطفل الذي يتربى على يد مربية أجنبية تلقنه لغتها، والشارع يتبنى مفردات لا علاقة لها بجذورنا والمسلسلات والأفلام تسوق الدارجة والمحكية على حساب اللغة الأم.
• ماذا تخشى على العرب اليوم ويجب التنبه له؟
•• التهديد الفارسي. وللعلم هو أخطر من تهديد الأمريكان والإنجليز، يريد الفرس أن يفعلوا بنا ما فعلوه بعربستان، أرى أنهم الخطر الأكبر على الأمة العربية، والفرس لا علاقة لهم بالدين الإسلامي، وأنا ابن الإقليم فأخو جدي كان يعيش هناك ونحن في أبي الخصيب من الجهة الثانية لشط العرب وكنا نروح ونجيء على أنه بلد واحد، لكن الفرس لم يتركوه وغدروا بالشيخ خزعل بن جابر شيخ المحمرة واستولوا على الأحواز وتعمدوا تغيير الأسماء العربية للمدن واستبدالها بفارسية، للفرس مشروع توسعي يوجب الحذر والتصدي له.
• كيف ترى التحولات في المملكة؟
•• المملكة خير من الجمهوريات العربية كلها.
• ما رسالتك لولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟
•• أوجه له التحية، وقل له «سعدي يوسف يحييك ويقدر لك إخراج قدرات شعبك من القمقم».
• ماذا عن الأمنيات؟
•• أمنيتي الكبرى أن أكون بين أهلي في جزيرة العرب. حيث الجذور يا علي. برمت من العيش في الغرب أكثر من عقدين.
• أين يكمن المعين القابل للتوظيف الفني؟
•• الطفولة كنز متجدد ومحتفظ ببهائه وقابل للتوظيف الفني بصورة مطلقة.
• بماذا تعالج الحنين؟
•• الحنين عدو وحاولت قهره منذ البدايات بالكتابة.
• لماذا تخلى بدر شاكر السياب عن الشيوعية؟
•• لأن الحزب الشيوعي يكره المبدعين، ففي إحدى حقب الاتحاد السوفيتي كان عدد من حكموا بالإعدام من المبدعين بالمئات.
• من الشاعر العربي الموسوعي؟
•• امرؤ القيس أبرز شعراء العربية بحكم علاقته بالمكان والإنسان، في شطر بيت بكى واستبكى ووقف واستوقف، واسترجع الحبيب والمنزل، وسبق أن حلقت بالطائرة الهليكوبتر على مواطن قصيدة امرئ القيس عندما كنت في عدن.
• كيف ترى تجربة الجواهري؟
•• الجواهري سيدٌ كلم يعتني بصقل التراكيب اللفظية والمعجمية لخدمة الهدف المنشود، دون معاناة مع القصيدة عبر تجربة إنسانية مشتركة فالنص ليس مجرد التراكيب ورصف الكلمات.
• توشك المجموعة الشعرية الثامنة على الصدور، ماذا بعد؟
•• ما بعد هو الشعر قراءة وكتابة وإصغاء لصوت الحياة. والمجموعة الثامنة توشك على الصدور. القراءة تجديد علاقة مع الحياة بكل تفاصيلها.
• ألا تقسو على العرب بقصيدتك بسبب موقف سياسي؟
•• أعشق العرب لأنهم أهلي، وعلاقتي بالقصيدة لم تلتبس بموقفي السياسي، ولعلمك لم أعد أحتمل الإقامة بعيداً عن فضائي العربي.
• شعرت أنك قسوت على البياتي إثر رحيله؟
•• البياتي لم يكن يحب أي شاعر ولذا نقدته بعد رحيله.
• هل تستهويك التجارب الشعرية الحديثة؟
•• قلما تستهويني التجارب الشعرية الحديثة لأنها نتاج كتابة عجلى دون قلق وتخوف واحترام للغة وارتباط وثيق بالعربية. الكتابة نتاج قراءة واستيعاب وتمكن من أدوات.
• ألم يطرأ عليك شك طه حسين في القصيدة العربية؟
•• لست مع شك طه حسين في الشعر، وإن كان الشك نظرية معرفية ونقدية ولكن الشعر العربي موجود ومدون وإن لم يدون إلا بعد قرون من قوله فلا ضير في ذلك.
• لماذا توقفت سردياً عند مثلث الدائرة؟
•• مشروعي شعري، مع أني متيم بقراءة الروايات بما يفوق قراءتي للشعر إلا أنني لن أعود لخوض التجربة الروائية مجدداً، وللعلم (مثلث الدائرة) على وشك الصدور في طبعة جديدة عن دار تكوين باسم (شمس المتوسط).
• هل تتقاطع مع رواية عبدالرحمن منيف «شرق المتوسط»؟
•• أبداً، إنما السفينة التي أقلتني مع أبوإياد وسعد صايل وآخرين عام 1982، من بيروت إلى ميناء طرطوس السوري، اسمها «شمس المتوسط» وهي سفينة يونانية.
• يصف البعض مثلث الدائرة برواية سيرية؟
•• كل رواية هي سيرة في جزء منها. الروايات تتضمن سيرة لكاتبها أو للآخر. والسرد مصائر فردية.
• كيف ترى تجربة عبدالرحمن منيف؟
•• عبدالرحمن منيف بريء جداً. أعده قديساً في حياته وكتابته. وللعلم عرض عليّ الاشتراك معه في كتابة رواية (عالم بلا خرائط)، لكني كنتُ في ظروف مش ولابد ومزاجي كان سيئاً بحكم استعدادي حينها للانتقال والسفر فاعتذرت.
• ألم تندم على تفويت هذه التجربة؟
•• بالطبع الفكرة عظيمة جداً. كونها لو تمت ستعزز الرفقة والمعايشة مع منيف ولكن هذا ما حصل.
• وماذا عن جبرا إبراهيم جبرا؟
•• لا أراه فاعلاً ثقافياً في التجربة الحداثية. خدم الثقافة الرجعية وانحاز لمصالحه الشخصية.
• ماذا تقرأ هذه الأيام؟
•• تسعين في المئة من مكتبتي باللغة الإنجليزية. أحب قراءة الأعمال الروائية بلغتها الأم.
• ألا تثق بالمترجمين؟
•• اللغة الأم أكثر أماناً.
• أما خشيت من كورونا؟
•• كلا فأنا متمرس على العزلة بحكم تجربة السجن. وهي مرحلة وتعدي.
• ألا يزال للنقد حضوره؟
•• إن لم يتضافر النقد الثقافي مع الاجتماعي والسياسي فليس هناك نقد أدبي أصيل، ويمكن ضرب مثل بالدكتور طه حسين وتجربته النقدية التي أحدثت نقلة نوعية وازدهر التعليم والنقد وشهدت مصر حركة نقدية لا تزال حاضرة في وعي المثقف.
• متى يمكننا الثقة بالمنتج الثقافي؟
•• عندما يتحرر الكاتب من عقدة التوق لجائزة، فالجوائز جنت على الإبداع، الذين يكتبون للجوائز ليسوا مبدعين بالفطرة وما يكتبون سرعان ما يُنسى.
• ماذا عن اللغة؟
•• هناك ظواهر استخفاف باللغة العربية، واهمال للأجيال الناشئة بقطع الوشائج بينهم وبين لغتنا الفصحى، وتهديم لغتنا تهديد لهويتنا، الطفل الذي يتربى على يد مربية أجنبية تلقنه لغتها، والشارع يتبنى مفردات لا علاقة لها بجذورنا والمسلسلات والأفلام تسوق الدارجة والمحكية على حساب اللغة الأم.
• ماذا تخشى على العرب اليوم ويجب التنبه له؟
•• التهديد الفارسي. وللعلم هو أخطر من تهديد الأمريكان والإنجليز، يريد الفرس أن يفعلوا بنا ما فعلوه بعربستان، أرى أنهم الخطر الأكبر على الأمة العربية، والفرس لا علاقة لهم بالدين الإسلامي، وأنا ابن الإقليم فأخو جدي كان يعيش هناك ونحن في أبي الخصيب من الجهة الثانية لشط العرب وكنا نروح ونجيء على أنه بلد واحد، لكن الفرس لم يتركوه وغدروا بالشيخ خزعل بن جابر شيخ المحمرة واستولوا على الأحواز وتعمدوا تغيير الأسماء العربية للمدن واستبدالها بفارسية، للفرس مشروع توسعي يوجب الحذر والتصدي له.
• كيف ترى التحولات في المملكة؟
•• المملكة خير من الجمهوريات العربية كلها.
• ما رسالتك لولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟
•• أوجه له التحية، وقل له «سعدي يوسف يحييك ويقدر لك إخراج قدرات شعبك من القمقم».
• ماذا عن الأمنيات؟
•• أمنيتي الكبرى أن أكون بين أهلي في جزيرة العرب. حيث الجذور يا علي. برمت من العيش في الغرب أكثر من عقدين.