أخبار

سفير المملكة في بلجيكا لـ عكاظ: لم يصب أي سعودي بـ«كورونا»

أعدنا 22 مواطناً للوطن.. والسعودية تعاملت مع الجائحة بمنتهى الحزم والإنسانية

أمل السعيد (الرياض) amal222424@

أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في بلجيكا الدكتور خالد الجندان عدم تسجيل أي حالات وفاة أو إصابة بفايروس كورونا لأي مواطن سعودي في مملكة بلجيكا أو دوقية لوكسمبورغ، وتمت إعادة المواطنين السعوديين العالقين في بلجيكا إلى المملكة والبالغ عددهم 22 مواطناً بكل سلاسة.

وأضاف الجندان خلال مقابلة مع «عكاظ» أنه إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالعمل على تسهيل ترتيبات سفر المواطنين الراغبين في العودة من الخارج، وبناءً على التعليمات التي وردتنا من وزارة الخارجية وبمتابعة حثيثة من الوزير فقد قامت السفارة بالتواصل مع العالقين والمواطنين الراغبين في العودة إلى الوطن وإبلاغهم بسرعة التسجيل وتهيئة أنفسهم للسفر ومن ثم تمت إعادتهم للمملكة.

وأوضح سفير المملكة في بلجيكا خلال حديثه لـ«عكاظ» أن السعودية تعاملت مع جائحة كورونا بمنتهى الحزم والجدية، واتخذت قرارات استباقية عدة، وأكدت المملكة من خلال تعاملها مع الجائحة أن الإنسان يأتي على رأس الأولويات لدى قيادتنا بغض النظر عن جنسه أو دينه أو موطنه.

وفي ما يلي نص الحوار:

• حدثنا عن العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومملكة بلجيكا؟

•• العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة بلجيكا بشكل مختصر يعود تاريخها بين المملكتين إلى ما يربو على 100 عام، انطلاقاً من زيارة المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى بلجيكا عام 1919م، في إطار زيارته لعدد من الدول الأوروبية، إذ جاء توقفه -رحمه الله- ببروكسل بمثابة تدشين لانطلاق علاقات البلدين منذ ذلك الحين، بدءاً بالتواصل السياسي والدبلوماسي ومن ثم اتسعت دائرة العلاقات لتشمل العديد من مجالات التعاون الثنائي.

وماذا عن العلاقات الثقافية والتعليمية والسياحية بين البلدين؟

•• هناك عدد من الطلبة السعوديين يتلقون تعليمهم العالي في الجامعات البلجيكية المرموقة في كافة التخصصات لاسيما في مجال العلوم الطبية، إذ يتلقى العديد من الأطباء السعوديين تدريبهم في المعاهد الطبية العالية في بلجيكا، إضافة إلى قيام الآلاف من المواطنين السعوديين سنوياً بزيارة مملكة بلجيكا لأغراض السياحة والاستجمام؛ نظراً لموقع بلجيكا المتميز في الخارطة الأوروبية مروراً بما تمتاز به من استقرار أمني وإرث تاريخي وثقافي مميز، ولقد سبق لسفارة خادم الحرمين الشريفين إصدار كتاب بعنوان 100 عام من العلاقات بين المملكتين تضمن عرضاً موجزاً لتاريخ العلاقات السعودية البلجيكية وما تخلل ذلك من تبادل لزيارات الوفود الرسمية وغير الرسمية بغية النهوض بمجالات التعاون الثنائي التجارية والاقتصادية والثقافية.

• ما طبيعة الدور الذي قامت به السفارة لحماية المواطنين السعوديين المتواجدين في بلجيكا خلال جائحة كورونا؟

•• بناء على التوجيهات الكريمة التي تلقتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في بلجيكا ولوكسمبورغ من قيادة المملكة ووزارة الخارجية التي تعكس الحرص على سلامة المواطنين السعوديين المتواجدين في بلجيكا فقد شكلت السفارة لجنة طوارئ لإدارة الأزمة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه الجائحة، بدايةً من حصر أعداد السعوديين المتواجدين سواء المقيمين منهم أو القادمين لغرض السياحة أو العلاج وتحديث بياناتهم ومعرفه أماكن إقامتهم بغية سرعة التواصل معهم، وتوفير السكن للعالقين منهم وتوفير مستلزمات الوقاية الصحية لهم وحثهم على اتباع كافة التدابير الوقائية التي تقيهم خطر العدوى بفايروس كورونا، كما حرصت السفارة على تزويد أفراد الجالية بأرقام التواصل مع قسم شؤون السعوديين لخدمتهم والإجابة عن استفساراتهم على مدار الساعة، وفي الوقت نفسه حرصنا جميعاً على متابعة كل ما يصدر من السلطات الصحية من تعليمات ذات صلة بأزمة فايروس كورونا لتزويدهم بها سواء عبر موقعها الإلكتروني أو حسابها في تويتر. وطلبت السفارة من المواطنين السعوديين التواصل بشكل عاجل في حال الاشتباه بالإصابة بالفايروس لا قدر الله، وذلك لتمكين السفارة من مساعدتهم ومعالجة وضعهم بشكل فوري. ومن جانبها أيضاً تقوم الملحقية الثقافية في لاهاي بالتواصل مع الطلبة والحرص على تزويدهم عبر الرسائل الإلكترونية بالإجراءات والأوامر الصادرة عن الجهات والسلطات المختصة، وحثهم على التجاوب مع كل ما تصدره السلطات البلجيكية من تعليمات خلال فترة الحجر الصحي.

• ما الإجراءات التي قامت بها السفارة لتسهيل عودة المواطنين السعوديين في بلجيكا؟

•• إنفاذاً للتوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالعمل على تسهيل ترتيبات سفر المواطنين الراغبين في العودة من الخارج، وبناءً على التعليمات التي وردتنا من وزارة الخارجية وبمتابعة حثيثة من سمو الوزير فقد قامت السفارة بالتواصل مع العالقين والمواطنين الراغبين في العودة إلى الوطن وإبلاغهم بسرعة التسجيل وتهيئة أنفسهم للسفر حالما يتم إشعارهم بالموعد المحدد لذلك بعد إنهاء كافة الترتيبات والإجراءات، وهذا ما تم بفضل الله ثم بعناية المسؤولين في الوزارة وقبل ذلك وبعده اهتمام قيادتنا الرشيدة الدائم بسلامة المواطن السعودي أينما كان.

• هل يوجد حالات وفاة أو إصابة سعوديين بـ«كورونا» في بلجيكا؟ وكم عدد السعوديين العالقين؟

•• ولله الحمد لم تسجل أي حالة وفاة أو إصابة بفايروس كورونا لأي مواطن سعودي في مملكة بلجيكا أو دوقية لوكسمبرغ، وكان مجموع عدد المواطنين العالقين 22 مواطناً في بلجيكا.

• كيف رأيت الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها السعودية للحد من انتشار فايروس كورونا؟

•• الشيء الذي لاحظه الجميع داخل المملكة وخارجها هو إقدام حكومة المملكة على الإسراع في اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير كافة وعلى نحو استباقي للتصدي لهذه الجائحة الخطيرة ومنع انتشار الفايروس في مرحلة مبكرة حفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين على حدٍّ سواء، لقد تعاملت بلادي مع هذا الوباء بمنتهى الحزم والجدية، فمنذ بداية الأزمة قامت الجهات المختصة بالمملكة بالتوعية عبر القنوات التلفزيونية والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، كما اتخذت قرارات استباقية عدة، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر تعليق رحلات الطيران باستثناء الضرورية منها، وتقديم الرعاية الصحية لجميع المواطنين والمقيمين بما في ذلك مخالفي نظام الإقامة في كافة المستشفيات العامة والخاصة وتهيئة أماكن الحجر الصحي من فنادق ومجمعات سكنية للوافدين من الخارج سواءً من المواطنين أو الأجانب. إن الطريقة التي تعاملت بها حكومة المملكة مع الأزمة تؤكد أن الإنسان يأتي على رأس الأولويات لدى قيادتنا بعض النظر عن جنسه أو دينه أو موطنه.

وقد انعكس هذا الاهتمام بشكل جلي حين بادرت المملكة بصفتها رئيسة مجموعة العشرين بدعوة قادة هذه المجموعة المؤثرة إلى قمة استثنائية افتراضية لهذه المجموعة تمخض عنها العديد من القرارات المهمة ذات الصلة بمواجهة هذه الجائحة الخطيرة للحد من آثارها ونتائجها على العالم أجمع وذلك بتقديم الدعم اللازم للهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة بهذا الموضوع، وتبع هذه القمة اجتماعات على المستوى الوزاري لهذه المجموعة في مختلف القطاعات ذات الصلة بالشأن الصحي والاقتصادي لمعالجة تبعات هذه الأزمة الخطيرة.

• كيف تعاملت بلجيكا مع فايروس كورونا المستجد؟ وما الإجراءات التي اتخذتها؟

•• ​​اتخذت الحكومة البلجيكية إجراءات صارمة جدّاً للحد من تفشي هذه الجائحة حيث عمدت إلى فرض غرامات كبيرة على من لا يلتزم بالتعليمات وتدابير لحماية المجتمع والتشدد في حرصها على تنفيذ التدابير عبر نشر الشرطة في جميع أنحاء البلاد. وقامت الحكومة بتسيير الطائرات الصغيرة للتصوير فوق المتنزهات لكشف التجمعات ومنعها.

إن الشفافية التامة في الإعلان عن أعداد الإصابات والوفيات بشكل يومي جعلت الناس تحرص على التقيد بالتعليمات والإجراءات بما في ذلك تجنب الخروج والاختلاط ومراعاة التباعد الاجتماعي، وكان للمحطات التلفزيونية دور كبير في نشر التوعية والإرشاد.

• هل تمكنت من الحد من تفشي هذه الجائحة؟

•• منذ أن دخلت بلجيكا في مرحلة الحجر الصحي التام حتى اليوم، تفاقمت الأمور وازدادت أعداد الوفيات، لكن المستشفيات استطاعت استقبال أكبر عدد ممكن من المرضى متخذة أقصى تدابير الحيطة وتوصلت إلى حجز كل مصاب في غرفة منفردة ومنعه من مغادرتها قبل الشفاء التام.

وقد لوحظ أن جملة التدابير والإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها الحكومة البلجيكية قد أسفر عنها نزول في أعداد المصابين وحالات الوفاة مع مرور الوقت ووفقاً للإحصاءات فإن معظم الإصابات قد تركزت في الجزء الشمالي من البلاد ( إقليم الفلاندرز) حين شهدت عودة السياح من إيطاليا الموبوءة بعد موسم الإجازات. كما أن معظم الوفيات كانت في دور المسنين والهجرة ومن ذوي الأمراض المزمنة، أما من كتب لهم الشفاء فإن أعدادهم كانت في زيادة مضطردة. وبعد أن تسلمت الحكومة الاتحادية تقرير لجنة الخبراء الخاصة بفك الحجر الصحي، اتخذت الإجراءات ذات الصلة بالشروع في عودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية بشكل تدريجي عبر مراحل عدة تبدأ من الـ4 من شهر مايو وحتى انطلاق المرحلة الرابعة في 8 يونيو ويتم خلال هذه المراحل التحول التدريجي من حالة الإغلاق إلى وضعية الحياة الاعتيادية وفقاً لما تسمح به الظروف الصحية.