أخبار

دواء «الحرقان الزهيد».. هل يصمد في مضمار العلاج المنشود ؟

عكاظ ترصد سباق الأدوية وآخر الأبحاث لدحر «كوفيد- 19» (2 من 2)

مخاطر الوفاة تزيد لدى المصابين الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم.

ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن)

التحق بسباق الأدوية عقار زهيد الثمن يستخدم لعسر الهضم، مسماه التجاري Pepcid، المشتق أصلاً من مادة فاموتيدين، ويستخدمه الملايين حول العالم. ودرس الأطباء في الولايات المتحدة نتائج 10 أشخاص تعاطوا هذا القرص يومياً طوال فترة إصابتهم بكوفيد-19. وقال الأطباء إن بعض المرضى أفادوا بأن السعال وضيق التنفس تلاشيا بعد 24 ساعة من تناولهم القرص المذكور، فيما قال مرضى آخرون للأطباء إن حالاتهم تحسنت بعد 48 ساعة من التداوي به. ولا يعرف العلماء كيف يعمل هذا العقار: هل يمنع الفايروس من مهمته التدميرية؟ أم أنه يعزز جهاز المناعة في الجسم؟ لكنهم يقولون إنه يبدو أن هذا الدواء مُجْدٍ للمصابين بأعراض طفيفة لكوفيد-19. فهو يؤدي إلى تحسن حالاتهم، ما يغنيهم عن التنويم في المشافي. وأوصى الأطباء بمزيد من التجارب السريرية لمعرفة مستقبل هذا الدواء في محاربة الوباء. وهو يحتوي هلى هيستامين يقوم بالتخلص من أحماض المعدة. ويؤخذ عادة في جرعات تراوح بين 20 و160 ميلليغراماً، بما يصل إلى أربع مرات يومياً، لمعالجة الارتجاع، والحرقان. وتشرف على التجربة هيئة نورثويل الصحية الأمريكية. والمرضى الذين خضعوا للتجربة السريرية هم ستة رجال، وأربع سيدات. ومن الدراسات الجديدة، دراسة خلصت إلى أن مرضى ضغط الدم الذين يصابون بكوفيد-19 معرضون لمخاطر الوفاة مرتين أكثر من غيرهم من المرضى. وتشير الدراسة التي نشرتها مجلة القلب الأوروبية إلى أنها اعتمدت على نتائج تجارب سريرية خضع لها 2900 مريض بكوفيد-19 مصابين بارتفاع ضغط الدم في الصين. وحذرت الدراسة من أن مخاطر الوفاة تزداد كثيراً لدى المصابين الذين لا يأخذون دواء راتباً لارتفاع ضغط الدم. لكن الدراسة -على النقيض من سابقاتها- خلصت إلى أن أدوية ارتفاع ضغط الدم لا تزيد مخاطر التعرض للإصابة بكوفيد-19. وأجريت التجربة السريرية خلال الفترة 5 فبراير- 15 مارس 2020، بمستشفى تشيجينغ في مدينة ووهان الصينية. وأوضح الطبيب العمومي البريطاني هاجري ميللر أن الدم يصبح أقل قدرة على الوصول إلى جميع أعضاء الجسم، لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، لأن شرايينهم أضحت ضيقة. وزاد أن ذلك يبطئ حصول الأعضاء على القدر الذي تحتاج إليه من الأكسجين. كما أن ذلك يعني أن خلايا المناعة في الدم تصبح عاجزة عن الوصول إلى الفايروس المهاجم بالسرعة المطلوبة. وطبقاً للدراسة فإن نسبة الحاجة للعناية الكثفة، وجهاز التنفس الاصطناعي، ومخاطر الوفاة ترتفع بنسبة 60% لدى المصابين بكوفيد-19 الذين يعانون أصلاً من ارتفاع ضغط الدم.

وأشارت دراسة أخرى أجرتها مراكز الوقاية والحد من الأمراض الصينية على نحو 72 ألف مصاب إلى أن واحداً من كل 16 مصاباً توفوا بسبب انعكاسات ارتفاع ضغط الدم على إصابتهم بكوفيد-19، بينما لم يتعدَّ معدل الوفيات 0.9% من المصابين الذين لا يعانون ارتفاع ضغط الدم. وقالت الدراسة إن 11 من كل 140 مصاباً بكوفيد-19 ممن يعانون ارتفاع ضغط الدم ولا يتناولون دواء له توفوا، في مقابل 3.2% هي نسبة الوفيات بين نظرائهم الذين يتعاطون دواء ارتفاع الضغط. وقال معد الدراسة البروفسور فيي لي: من المهم أن يدرك المرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم أنهم معرّضون لخطر أكبر من الوفاة بوباء كوفيد-19. عليهم أن يعتنوا بأنفسهم جيداً خلال الجائحة. وهم بحاجة إلى اهتمام أكبر من الأطباء إذا أصيبوا بمرض كوفيد-19. وطبقاً لدراسة أخرى أجراها باحثون بجامعة تفتس الأمريكية، بالتعاون مع علماء كلية الطب في جونغيل بالصين، فإن فايروس كورونا الجديد يملك القدرة على الإضرار بخصوبة الذكور، من خلال إلحاقه ضرراً بخلايا الحيوانات المنوية. وأضافت أن الفايروس قادر على إلحاق ضرر بالخصيتين، حتى لو يصبهما بشكل مباشر. وقال الباحثون إنهم لم يكتشفوا سوى قدر ضئيل من بقايا الفايروس في الخصيتين لدى المصابين، لكنهم عثروا على أدلة على أن الفايروس يستطيع الإضرار بالخصوبة في أنواع عدة من الخلايا الخصوية. وأوضحوا أن الخلايا التي تنتج الحيوانات المنوية وتحتفظ بها أضحت لدى المصابين بالفايروس مشوهة، وتمطّتْ أزيدَ من حجمها الطبيعي. وأعرب الباحثون، في الدراسة التي نشرتها (الجمعة) مجلة «يوروبيان يورولوجي»، عن قلقهم من أن يؤدي ذلك الضرر إلى تقليص أو القضاء على القدرة الإنجابية في مرضى تعافوا من كوفيد-19.