من المفارقات التي أفرزتها جائحة فايروس كورونا الجديد أن قلة الوعي، والتصرفات «المتخلفة» ليست حكراً على مواطني دول العالم الثالث، التي توصف من باب التدليل بأنها «نامية». فقد أعلن مركز الحد من الأمراض الأمريكي أن هناك أمريكيين مهمومون بقتل الفايروس، إلى درجة أنهم يغسلون طعامهم بمواد التبييض، ويشربون سوائل التنظيف الخطرة. وذكر المركز أن نتائج استطلاع للرأي تشير إلى أن 39% من نحو 502 تم استطلاع آرائهم اعترفوا بأنهم استخدموا سوائل التطهير والتعقيم بالمسح على بشراتهم، واستنشاقها، وابتلاعها! وحذر المركز من أن كثيراً من الأمريكيين لا يعرفون معلومات تذكر عن كيفية استخدام سوائل التعقيم والتطهير. وقال 23% فقط إنهم يعرفون أن سائل التعقيم يجب مزجه بماء في درجة حرارة الغرفة. وجاء هذا الاستطلاع بعدما أعلن النظام الوطني لبيانات السموم أنه عانى من زيادة كبيرة في حجم المكالمات الهاتفية الواردة اليه خلال الفترة مارس2019-مارس2020، وذلك على النحو التالي:

- زيادة بنسبة 60% في الاتصالات المتعلقة بمنتجات التعقيم في مارس، ارتفعت إلى 77% في أبريل.

- %94 زيادة عدد الاتصالات بشأن المطهرات في مارس، وارتفعت 122% في أبريل.

- %75 زيادة في الاتصالات بشأن منظفات الأيدي في مارس، وارتفعت إلى 56% في أبريل. وقالت ميشيل كاليفا مديرة إدارة مركز السميات بولاية نيويورك إن المتصلين قاموا بمزج منتجات التنظيف، وضخوا المعقمات على الأكياس التي تغلف الخبز، وتساءلوا هل يمكنهم أن يأكلوا ذلك الخبز. وأشارت إلى أن متصلين آخرين قالوا إنهم أضافوا المعقم لماء استحمام أطفالهم. وقالت كاليفا إن النصح المهم يطالب الناس بعدم استخدام المبيضات وسوائل التعقيم على بشراتهم، وعدم تناول تلك المنتجات بالفم، وضرورة وضعها بعيداً عن متناول أطفالهم. وأضافت أنه ممنوعٌ منعاً باتاً بخُّ أكياس أو عبوات الطعام بأي مطهر. وجدد مركز الحد من الأمراض تنبيهه السابق إلى أنه ليس من المحتمل أن تنتقل عدوى فايروس كوفيد-19 من الأسطح. وقال إنه لا توجد أدلة قاطعة على صحة القول بإمكان قفز الفايروس من الأسطح ليصيب الإنسان، لكن ذلك يحتم استمرار تطهير الأسطح. وزاد أن «المعيار الذهبي» للحماية يتمثل في الحفاظ على تباعد جسدي بمسافة مترين، وغسل الكفين مراراً.