أخبار

الموت لإيران.. يصدع في أفغانستان

مسرح لإرهاب الملالي.. الدور التآمري للنظام الإيراني في جنوب آسيا (4)

أفغان يتظاهرون أمام السفارة الإيرانية مرددين شعارات «الموت لإيران».

فهيم الحامد (جدة) falhamid2@

لم يكتف النظام الإيراني الإرهابي بنشر الفكر الطائفي القميء في المنطقة العربية، بل امتد إلى جنوب آسيا، حيث جيّش المليشيات الطائفية في أفغانستان من خلال إنشاء تشكيلات إرهاب بدعم مالي ولوجستي من فيلق القدس الإرهابي، حيث يشرف الإرهابي رئيس فيلق القدس إسماعيل قآني شخصيا على نشر الإرهاب في أفغانستان وشراء ذمم الإعلاميين بدعم من الأحزاب الطائفية الأفغانية.

وفي أحدث مسلسل رفض الشعب الأفغاني للتمدد الإيراني في أفغانستان، خرجت مظاهرات أفغانية ضد النظام الإيراني أمس الأول مرددين شعارات «لا نريد التدخل الإيراني.. أغلقوا سفارة إيران في كابول»، وتعالت هتافات متظاهرين في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، احتجاجاً على احتراق 3 مواطنين أفغان بعدما أطلقت الشرطة الإيرانية عليهم النار في إقليم يزد وسط إيران. وجاءت هذه المظاهرات بعد أشهر من تعرض العشرات من الأفغان المهاجرين للضرب والتعذيب من قبل الحرس الثوري، وتم رميهم في النهر بعد إجبارهم على القفز فيه ما أدى لوفاتهم، وكشفت التحقيقات ملابسات موتهم بعد انتشال جثثهم من النهر واكتشاف تعرضهم للتعذيب الشديد وضربهم بأسلاك معدنية.

أفغانستان تعتبر مسرح إرهاب خامنئي بامتياز.. وفيلق القدس الذي عبث ودمر الشعوب في العراق وسورية واليمن ولبنان وصل طغيانه إلى أفغانستان هذا البلد الإسلامي.

وكشف معهد الولايات المتحدة الأمريكية للسلام عن زيارة سرية قام بها قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني إلى مقاطعة باميان في أفغانستان، في إطار الترتيب لضرب المصالح الأمريكية. في الوقت الذي أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم المتزايد بشأن الأنشطة الإيرانية في أفغانستان. ويرتبط قآني بعلاقات مع قادة الفكر الطائفي في أفغانستان. وتتشارك كابول وطهران حدودا بطول نحو 950 كم، فضلا عن علاقات ممتدة يدخل فيها النظام الإيراني بثقله في التمدد الطائفي والسيطرة على الإعلام الأفغاني. كما جند نظام قم ما يعرف بفيلق «فاطميون»، وهم مرتزقة جندتهم إيران ضمن مليشيات عسكرية تقاتل في الأراضي السورية. وفيلق «فاطميون»، قوامه شباب أفغان ويتبع الحرس الثوري الإيراني، بات يشكل تهديدا بالغا لأمن أفغانستان، خاصة في حالة عودة هؤلاء المقاتلين المرتزقة، إذ سيضرون بالأمن القومي الأفغاني حال انخراطهم في الصراع الدائر بالداخل وإحداث بلبلة وحالة عدم استقرار كما يحدث في العراق وسورية واليمن، وتكرار سيناريو مليشيات إيران الطائفية في أفغانستان على غرار سورية، خاصة في ظل ما يتردد عن عودة بعض مرتزقة «فاطميون» إلى كابول. وانخرط في لواء فاطميون عشرات الآلاف من الشباب الأفغاني، ويتبع لواء فاطميون للحرس الثوري الإيراني، في إطار أهداف الحرس بحشد الشباب وغسل أدمغتهم وتحويلهم بؤرا إرهابية لتدمير الدول. كما يسعى الحرس الثوري الإيراني من خلال إنشاء لواء «فاطميون» الطائفي -إضافة إلى الزج بهم في جبهات القتال في العراق وسورية- لإيجاد ذراع عسكرية طائفية لمواجهة القوى السنية داخل أفغانستان ودول الجوار، فضلا عن الاستعداد والتهيئة ضد حركة طالبان في أفغانستان في حالة صدور التعليمات من قبل قيادات الحرس الثوري.

على مدار عقود ماضية قدمت إيران الدعم المالي والعسكري للفصائل الأفغانية الطائفية، في المقابل استعانت طهران بالمقاتلين الأفغان في حربها الطويلة مع العراق على مدار 8 سنوات، وحشدت المقاتلين الأفغان للعمليات الإرهابية الخارجية..

لقد حول إرهاب خامنئي أفغانستان مسرحا للمؤامرات الإرهابية.. ولكن صيحات «الموت لإيران» بدأت تصدع في أفغانستان.