بركات يفجر «قنبلة درويش»
مثقفون وصفوها بـ«الكذبة الرخيصة» والناشر: ليست غريبة
الجمعة / 20 / شوال / 1441 هـ الجمعة 12 يونيو 2020 02:16
علي مكي (جدة) @ali_makki2
لا شيء يشغل الساحة الثقافية هذه الأيام سوى أصداء القنبلة التي فجرها الشاعر سليم بركات في مقاله الذي نشر مؤخرا وباح فيه - حسب قوله - بسر وجود بنت غير شرعية للشاعر محمود درويش، فمنذ أن نشر والأصداء تتوالى وأصوات الاحتجاج تتعالى، وأغلبها تصب في زاوية ما جدوى أن يتهم شاعر بقيمة محمود درويش بهذه التهمة وفي هذا الوقت وهو الميت الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وكيف تأتي هذه التهمة من شاعر من المفترض أنه صديق له ومؤتمن على أسراره، وكيف يبيح بركات لنفسه أن يدعي شيئا لن يستفيد منه أحدا فالبنت المزعومة مجهولة الهوية والأب المفترض راحل.
وبينما أصوات الرفض تتوالى وجد بركات من يبرر ذلك له باعتبار هذه الخطوة «صحوة ضمير».
وبحثا عن حقيقة التهمة وتوقيتها وتداعياتها، حاولت «عكاظ» أن تستجلي كل هذه الهواجس التي شغلت وتشغل المشهد الثقافي بالحوار مباشرة من أصحاب الشأن وبالذات الشاعر صاحب القنبلة سليم بركات الذي عجزنا عن التواصل معه هاتفيا لا عبر هاتفه ولا عبر ناشر كتاب «لوعة كالرياضيات وحنين كالهندسة» الذي سيحتوي على نص المقال المثير للجدل، وكان الطرف الثاني هو مؤلف الكتاب الشاعر وليد هرمز الذي أيضا لم يرد على هاتفه ولا رسالتنا النصية التي بعثناها إليه، أما الطرف الثالث وهو الناشر ماهر كيالي صاحب دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر التي ستنشر الكتاب فرد علينا بقوله:
«كما يعرف الجميع، فمحمود درويش، من الشعراء والشخصيات التي تركت أثراً كبيراً بالساحة الثقافية الفلسطينية والعربية، وهو شخصية جدلية وخلافية طوال حياته وكان الكثير من الناس كما كانت تتابع كتاباته فإنها تتابع تصرفاته أيضا، وعندما يأتي التأكيد والبوح من صديق قريب له جداً، والذي ينص على أن «له طفلة غير شرعية من أم ليست معروفة»، فطبعاً سوف يكون هذا الموضوع مثيرا، ولكنه ليس جديدا، فقد حصل هذا الشيء في الأدب مع نيرودا وحصل بالسياسة مع ميتران ومع أكثر من شخص لذلك هو ليس شيئا غريبا تماما.
وبسؤاله عن مدى تحملهم كدار ناشرة لتبعات اتهام درويش وموقف عائلته؟ رد كيالي قائلاً: «أنا لم أسمع أحداً من عائلته يكتب على الفيسبوك، فيسبوك يعتبر الواسطة سواء للهجوم او التعليق.. لم أر أحداً من أهله كأخيه أو غيره عبّر بأنه مستاء».. وأضاف: «الذين يفزعون ويهاجمون الحقيقة أنه حتى اليوم لا يوجد غير شخص واحد كتب اليوم أن الدار تتحمل مسؤولية ولا يوجد آخرون عداه.. لأن المقال نُشر في القدس العربي»، وحول مسألة أن هذه التهمة موجهة لرجل ميت ليس بإمكانه الدفاع عن نفسه؟
أوضح كيالي بقوله: «سليم بركات بالدرجة الأولى هو المعني بالموضوع أولا وأخيرا فمن الممكن أن تكون لديه معلومة إضافية عن المرأة، أو ربما هدفه كشف حقيقة السر في هذا الوقت لشأن ما، ولكن أنا أرجح أن سليم بركات صادق فيما يقوله ولا يبالغ».
وعن سبب أو مبرر تأجيل نشر المقال الذي كتب في ٢٠١٢ ونشره حالياً في ٢٠٢٠ بعد ثماني سنوات؟
رد كيالي: «حقيقة هذا هو السر، لا أحد يعلم لماذا سوى سليم.. هناك ناس تقول عندما تكبر الفتاة ويصبح عمرها عشرون سنة مثلاً أو ثلاثون سنة.. لا بد أن هناك سبب.. أتمنى أن يكون بإمكانك الوصول لسليم بركات حتى يوضح هذه الأمور لأن ليست لدي أي معلومات».
وعن معضلة التواصل مع بركات علق كيالي بقوله «بالواقع.. سليم بركات يعيش في عزلة تامة في السويد تحديداً في البرية وليست عنده وسيلة للاتصال والتواصل بالواقع يتم بيننا عبر زوجته فهي التي تقوم بنقل الرسائل وإيصالها له، أخشى حقاً أنهم لا يرغبا التعليق على هذا الموضوع الآن».
وفي آخر الحديث قال كيالي «على العموم هو كتاب صغير بالحقيقة، إذا انباعت الألف نسخة التي طبعتها راح يكون جيد جداً»!
فرددت عليه «سيباع وسوف تطبع منه الكثير مادام فيه سر لمحمود درويش»
وبعد الانتهاء من الحديث مع ناشر الكتاب كان لا بد لنا من محاورة أصدقاء درويش والمعنيين بالشأن الثقافي، وكان الناقد صبحي حديدي أولهم ولكنه رد باقتضاب:
«أنا، من حيث المبدأ، لا أجيز لنفسي التعليق على أمور الآخرين الشخصية عموماً؛ فكيف إذا كانت تتصل بأعزاء رحلوا عن عالمنا».
أما الدكتور فيصل دراج صديق الراحل محمود درويش:
فرد غاضبا: «إن ما ورد في مقال سليم بركات بخصوص محمود درويش واعترافه له بأن له ابنة غير شرعية هو نوع من الكذب الرخيص! محمود كان ساكنا في مكان مش بعيد عني وكنت أتردد على بيته حتى بدون موعد..
كان إنسانا صادقا جداً، في محمود درويش صفتان: الصفة الأولى هي الصدق والصفة الثانية هي الإبداع الشعري وهذا الكلام ليس له أي معنى. والغريب أن هذه إساءة مجانية من إنسان كان محمود بعد الخروج من بيروت يتابع أخباره ومشكلاته وأحزانه بنوع من الأخلاقية العالية.. إنه سلوك لا يجوز!»
وأضاف دراج «عارف.. في بعض الناس عندهم نوع من التجمل الاجتماعي والكذب، أن يبرهن أنه يعرف غير ما يعرفه الآخرون، وبالتالي هو يعرف هذا الشيء الخاص.. بالتأكيد لا يعرفه إلا هو ومحمود درويش.. وهو نوع من الكذب.
ثم إنه لم ير من تراث محمود إلا هذه الشغلة! لقد قام محمود درويش رحمه الله، بتطوير القصيدة العربية والقصيدة الفلسطينية وساعد كثيراً من الشعراء ومنهم سليم بركات.. لم ير من كل هذا التراث إلا هذا الشيء الشخصي.. إن هذا نوع من التدني الأخلاقي!»
ومن جهته قال الشاعر نوري الجراح:
«بالنسبة لهذا الموضوع لا أجد أي ضرورة للخوض فيه ولم تكن لدي علاقة بدرويش تسمح لي بما هو أكثر من الاستمتاع بقراءة شعره. مؤسف أن بعض المثقفين تركوا كل قضاياهم ليجعلوا من هذه المسألة الشخصية قضية شاغلة».
وبينما أصوات الرفض تتوالى وجد بركات من يبرر ذلك له باعتبار هذه الخطوة «صحوة ضمير».
وبحثا عن حقيقة التهمة وتوقيتها وتداعياتها، حاولت «عكاظ» أن تستجلي كل هذه الهواجس التي شغلت وتشغل المشهد الثقافي بالحوار مباشرة من أصحاب الشأن وبالذات الشاعر صاحب القنبلة سليم بركات الذي عجزنا عن التواصل معه هاتفيا لا عبر هاتفه ولا عبر ناشر كتاب «لوعة كالرياضيات وحنين كالهندسة» الذي سيحتوي على نص المقال المثير للجدل، وكان الطرف الثاني هو مؤلف الكتاب الشاعر وليد هرمز الذي أيضا لم يرد على هاتفه ولا رسالتنا النصية التي بعثناها إليه، أما الطرف الثالث وهو الناشر ماهر كيالي صاحب دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر التي ستنشر الكتاب فرد علينا بقوله:
«كما يعرف الجميع، فمحمود درويش، من الشعراء والشخصيات التي تركت أثراً كبيراً بالساحة الثقافية الفلسطينية والعربية، وهو شخصية جدلية وخلافية طوال حياته وكان الكثير من الناس كما كانت تتابع كتاباته فإنها تتابع تصرفاته أيضا، وعندما يأتي التأكيد والبوح من صديق قريب له جداً، والذي ينص على أن «له طفلة غير شرعية من أم ليست معروفة»، فطبعاً سوف يكون هذا الموضوع مثيرا، ولكنه ليس جديدا، فقد حصل هذا الشيء في الأدب مع نيرودا وحصل بالسياسة مع ميتران ومع أكثر من شخص لذلك هو ليس شيئا غريبا تماما.
وبسؤاله عن مدى تحملهم كدار ناشرة لتبعات اتهام درويش وموقف عائلته؟ رد كيالي قائلاً: «أنا لم أسمع أحداً من عائلته يكتب على الفيسبوك، فيسبوك يعتبر الواسطة سواء للهجوم او التعليق.. لم أر أحداً من أهله كأخيه أو غيره عبّر بأنه مستاء».. وأضاف: «الذين يفزعون ويهاجمون الحقيقة أنه حتى اليوم لا يوجد غير شخص واحد كتب اليوم أن الدار تتحمل مسؤولية ولا يوجد آخرون عداه.. لأن المقال نُشر في القدس العربي»، وحول مسألة أن هذه التهمة موجهة لرجل ميت ليس بإمكانه الدفاع عن نفسه؟
أوضح كيالي بقوله: «سليم بركات بالدرجة الأولى هو المعني بالموضوع أولا وأخيرا فمن الممكن أن تكون لديه معلومة إضافية عن المرأة، أو ربما هدفه كشف حقيقة السر في هذا الوقت لشأن ما، ولكن أنا أرجح أن سليم بركات صادق فيما يقوله ولا يبالغ».
وعن سبب أو مبرر تأجيل نشر المقال الذي كتب في ٢٠١٢ ونشره حالياً في ٢٠٢٠ بعد ثماني سنوات؟
رد كيالي: «حقيقة هذا هو السر، لا أحد يعلم لماذا سوى سليم.. هناك ناس تقول عندما تكبر الفتاة ويصبح عمرها عشرون سنة مثلاً أو ثلاثون سنة.. لا بد أن هناك سبب.. أتمنى أن يكون بإمكانك الوصول لسليم بركات حتى يوضح هذه الأمور لأن ليست لدي أي معلومات».
وعن معضلة التواصل مع بركات علق كيالي بقوله «بالواقع.. سليم بركات يعيش في عزلة تامة في السويد تحديداً في البرية وليست عنده وسيلة للاتصال والتواصل بالواقع يتم بيننا عبر زوجته فهي التي تقوم بنقل الرسائل وإيصالها له، أخشى حقاً أنهم لا يرغبا التعليق على هذا الموضوع الآن».
وفي آخر الحديث قال كيالي «على العموم هو كتاب صغير بالحقيقة، إذا انباعت الألف نسخة التي طبعتها راح يكون جيد جداً»!
فرددت عليه «سيباع وسوف تطبع منه الكثير مادام فيه سر لمحمود درويش»
وبعد الانتهاء من الحديث مع ناشر الكتاب كان لا بد لنا من محاورة أصدقاء درويش والمعنيين بالشأن الثقافي، وكان الناقد صبحي حديدي أولهم ولكنه رد باقتضاب:
«أنا، من حيث المبدأ، لا أجيز لنفسي التعليق على أمور الآخرين الشخصية عموماً؛ فكيف إذا كانت تتصل بأعزاء رحلوا عن عالمنا».
أما الدكتور فيصل دراج صديق الراحل محمود درويش:
فرد غاضبا: «إن ما ورد في مقال سليم بركات بخصوص محمود درويش واعترافه له بأن له ابنة غير شرعية هو نوع من الكذب الرخيص! محمود كان ساكنا في مكان مش بعيد عني وكنت أتردد على بيته حتى بدون موعد..
كان إنسانا صادقا جداً، في محمود درويش صفتان: الصفة الأولى هي الصدق والصفة الثانية هي الإبداع الشعري وهذا الكلام ليس له أي معنى. والغريب أن هذه إساءة مجانية من إنسان كان محمود بعد الخروج من بيروت يتابع أخباره ومشكلاته وأحزانه بنوع من الأخلاقية العالية.. إنه سلوك لا يجوز!»
وأضاف دراج «عارف.. في بعض الناس عندهم نوع من التجمل الاجتماعي والكذب، أن يبرهن أنه يعرف غير ما يعرفه الآخرون، وبالتالي هو يعرف هذا الشيء الخاص.. بالتأكيد لا يعرفه إلا هو ومحمود درويش.. وهو نوع من الكذب.
ثم إنه لم ير من تراث محمود إلا هذه الشغلة! لقد قام محمود درويش رحمه الله، بتطوير القصيدة العربية والقصيدة الفلسطينية وساعد كثيراً من الشعراء ومنهم سليم بركات.. لم ير من كل هذا التراث إلا هذا الشيء الشخصي.. إن هذا نوع من التدني الأخلاقي!»
ومن جهته قال الشاعر نوري الجراح:
«بالنسبة لهذا الموضوع لا أجد أي ضرورة للخوض فيه ولم تكن لدي علاقة بدرويش تسمح لي بما هو أكثر من الاستمتاع بقراءة شعره. مؤسف أن بعض المثقفين تركوا كل قضاياهم ليجعلوا من هذه المسألة الشخصية قضية شاغلة».